«للمهرجانات الشعرية دور هام وفعال، فهي الساحة "الحيادية" التي تتلاقى بها أصوات الشعراء على مختلف مناخاتهم وأجناسهم، تتساوى المسألة في لغة واحدة، ويعتلي مقام القصيدة صهوة السمو والفرح بها، نستهل آفاقاً صعد إليها الشعراء، وتواعدوا مع الشعر حيث لا وقت ولا عقارب للزمن المكتوب عند ولادة القصيدة»....

بهذه الكلمات عبّرت الشاعرة «انتصار بحري» عن رأيها بمهرجان القامشلي الشعري الرابع، الذي أقيم من 18/ 5 ولغاية 21/5 في قاعة المركز الثقافي بالقامشلي، وشارك فيه الشعراء: «صهيب عنجريني وجولان حاجي وحسين سباهي وسلام اسحق».

الشاعر «مجيب السوسي» مدير دائرة المراكز الثقافية في وزارة الثقافة قال لـehasakeh: للمهرجانات الثقافية الشعرية المنظمة دور فاعل ومتميز، بحيث يكون للذائقة والجمهور دوره الناقد في الحوار الحر والحي، ضمن معطياته التي تحمل الهم الإنساني والعربي، ويمكن القول إن واقع الشعر اليوم في حال صحية جيدة، وللحراك الأدبي والثقافي في سورية سعة وفاعلية ومستوى يختلف عن غيره من المواسم الإبداعية الأخرى في الوطن العربي، ولابد من وجود مساحات متباينة في المنتج الشعري المطروح يبين أنماطه ومستوياته ومفارقاته، فطقوس القصيدة هي التي تفرض نفسها على الشاعر، وتتماهى مع مشاعره وإبداعه في خلقها وامتدادها، وهنا أود أن أشير إلى أن الإبداعات الشعرية لا تنتهي على الإطلاق، فالشعر همٌّ إنساني، وفي سورية كوكبة أثبتت حضورها وإبداعها على الساحة الشعرية بالرغم من السيولة والتراكم.

تكريم المشاركين في المهرجان

الشاعر «حسين سباهي» قال: إن أهمية ودور إقامة المهرجانات الشعرية في مراكزنا الثقافية، تأتي من مؤشرات اليقظة الشعرية، ولما لهذه المهرجانات من امتداد لمهرجانات الشعر العربي في الماضي، ولا شك في أن مأزق القصيدة العربية الحديثة، يستدعي رؤى أصيلة ناضجة غير مستلبة إلى خارجها ولا منغلقة على ذاتها، ذلك أن الشعر يظل روح اللغة، وحقيقة فإن الواقع الشعري اليوم يدعو للقلق، حيث تراجعت مكانة الشعر عند القراء العرب، والشعر مغرياً، وهذه حقيقة بدأت تتكشف للشعراء أنفسهم، الذين أصبحو تبعاً لذلك يدركون أن ما يكتبونه من شعر هو للتداول فيما بينهم.

الشاعر «مصطفى زقزاق» أشار إلى أن مهرجان القامشلي الشعري الرابع قد تميز بالتنظيم والحضور الكبير، وأن واقع الشعر اليوم لا يخلو من صعوبة حال قد تعزى أسبابها أحياناً إلى اختلاف وتغير في هيكلية القيم الاجتماعية والموقف من الشعر، وقد تكون ذاتية المنشأ ولدى الشاعر ما يبيح له تغيير الاتجاه أو العمل الإبداعي.

الشاعرة سلام اسحق

الناقد «محمد المطرود» رأى أن المهرجانات بوابة واسعة للتواصل بين المبدع والمتلقي في ظل ندرة المنابر الحقيقية، وخاصة إذا كانت من النوع الذي يرسم استراتيجية ويكون موضوعاً في الاختيار وتغطية المشهد الإبداعي عموماً، وبالنسبة لمهرجان القامشلي الشعري،يقول «المطرود»: لقد تكرس كتقليد سنوي وهذا مكسب بحد ذاته للمبدعين في محافظة الحسكة، لاسيما أن العمل إعداداً واختياراً وتنفيذاً يتم بحس ومسؤولية عاليتين، وبعمل ينفذه أصدقاء متطوعون، وهذا ربما هو أحد أهم أسباب النجاح، ولا يخفى على المتابع أزمة الشعر وأزمة الثقافة، وما تم ليس إلا تجاوزاً لهذه الأزمة، وبالتالي خلق أنماط جديدة للتعامل معها ودحرها.

الشاعر جاك شماس