تُعدّ من أقدم القرى في منطقة "تل حميس"، اشتهرت بكثرة الأشجار وبعدة أنواع، تصدى أبناؤها لتطوير الزراعة بزراعة مختلف المحاصيل، واهتمام كبير بتربية الأنعام.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 3 أيلول 2016، خلال زيارتها إلى قرية "رحية السودة" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 40كم، تحدثت مع عدد من أهلها للتعرف إلى القرية من كافة النواحي، والبداية كانت مع أحد كبار السنّ "صالح علي العازل"، ويقول: «عمر القرية أكثر من سبعين عاماً، قدمت إليها وأعلن عن تأسيسها عائلة المرحوم "أحمد العازل"، ثمّ تباعاً توافد إليها أهله وأقرباؤه من مناطق وبلدات وقرى مختلفة، الحرص كان كبيراً على جعل القرية نموذجية ومثالية في شتى المجالات، والاهتمام الأكبر كان بالناحية الجمالية، فهي مزينة بآلاف الأشجار المتنوعة، وموضوع زرع الأشجار فرض على كل منزل زراعة 25 شتلة كحد أدنى، وهذا الأمر موروث عند الأهالي، فهم توارثوا حب زراعة الأشجار ممن سبقوهم، فالقرية تعرف بـ"قرية الأشجار"، حتى أصبح الأمر منافسة لزيادة أكبر عدد وبأصناف جديدة من الأشجار، إلى جانب الاهتمام الواضح والملموس بالحياة الزراعية والعمل في الأرض بصدق وحب وإخلاص».

نحن بالأساس من قرى ريف "تل حميس"، وأغلبنا يعدّ قرية "رحية" قدوة في عناوين كثيرة، من حيث حب العلم، والزراعة، والعمل وجمال القرية؛ فهي في كل بقعة ومنزل، إلى جانب الالتزام الكبير من كافة أبناء القرية بالواجبات الاجتماعية فيما بينهم، فهم يد واحدة في الأفراح وتأدية الواجبات، إضافة إلى ذلك يتعاونون في كثير من القضايا الاجتماعية والخدمية التي تخدم القرية وأهلها، كل ذلك ساهم في جعل أهل القرية حديث المنطقة

يضيف "العازل" عن أنواع المحاصيل الزراعية: «فيها ما يقارب ألف منزل، وهي من أكبر القرى على مستوى "تل حميس"، أمّا المساحة المخصصة للزراعة، فهي 540 هكتاراً، وتزرع أغلب المحاصيل الزراعية وهي: "القطن، القمح، الشعير، العدس، الكمون، حبة البركة، الكزبرة"، وغيرها، لتعطي نتائج طيبة وقيمة بعد نهاية كل موسم زراعي، والسبب التربة الصالحة للزراعة، والرطوبة المثالية لجوّ القرية.

التزام الأهالي بزراعة الأشجار

وهناك اهتمام أيضاً بتربية الأنعام؛ فهناك أكثر من 1000 رأس غنم، و250 بقرة، إلى جانب أعداد قليلة من الماعز، إضافة إلى حرص جميع الأسر على تربية الطيور خاصة "الدجاج، ديك العلو"؛ فالاستفادة كبيرة من خيراتها ضمن المنزل، وربما استثمارها في البيع والشراء. وبوجه عام، كل سكان القرية حريصون على إثبات أنفسهم سواء بمتابعة تحصيلهم العلمي، أو بالإنتاج والعمل في الأرض الزراعية، وربما بمهن وهوايات أخرى منتجة ومفيدة».

المدرّس "ناصر سالم العبدو"، تحدّث عن الجانب التعليمي وجوانب أخرى تتعلق بالقرية، ويقول: «ثلاث مدارس نموذجية ضمنها: الابتدائية، والإعدادية، والثانوية. وفي كل عام هناك نسبة من المتفوقين دراسياً في الشهادتين على مستوى المحافظة، ولذلك نسبة الموظفين في الدولة والطلبة الجامعيين من اختصاصات مختلفة وكثيرة هي الأعلى بالمقارنة مع جميع القرى التي في المنطقة. وهناك الكثير من الخدمات الأخرى المتوفرة فيها سواء فيما يتعلق بالصرف الصحي أو الكهرباء، وحتى شبكة الهاتف الأرضي، إلى جانب وجود بئرين مخصصتين لمياه الشرب، كل ذلك منذ سنوات عديدة، وموضوع النظافة والحرص على تلك الخدمات هي واجبة على كل فرد فيها، والجميع ملتزمون بذلك. وعلى الرغم من ظروف السنوات الماضية، إلا أن القرية حافظت على كل سبل الحياة والعيش الجميل».

ناصر العبدو

"غالب العبّاس" من أبناء مدينة "القامشلي"، بيّن من خلال حديثه عن نظرته ونظرة الكثيرين إلى قرية "رحية السودة": «نحن بالأساس من قرى ريف "تل حميس"، وأغلبنا يعدّ قرية "رحية" قدوة في عناوين كثيرة، من حيث حب العلم، والزراعة، والعمل وجمال القرية؛ فهي في كل بقعة ومنزل، إلى جانب الالتزام الكبير من كافة أبناء القرية بالواجبات الاجتماعية فيما بينهم، فهم يد واحدة في الأفراح وتأدية الواجبات، إضافة إلى ذلك يتعاونون في كثير من القضايا الاجتماعية والخدمية التي تخدم القرية وأهلها، كل ذلك ساهم في جعل أهل القرية حديث المنطقة».

صورة للقرية على "غوغل إيرث"