اتفق الجميع ممن شاهده، على أن هذا اللاعب يمتلك موهبة كروية تميزه عن باقي أقرانه، لكن لعنة الإصابة أبعدته عن حلمه وما كان يخطط له.

مدونة وطن "eSyria" التقت اللاعب "شادي الريس" يوم الأحد 17/11/2013، والبداية حيث النشأة: «في "سلمية" لا يمكن لك إلا أن تلعب كرة قدم، لماذا؟ لا تعرف، وأنا من بينهم، ربما كان لأخويّ "محمد" و"أحمد" الأثر الكبير في ذلك، فالأول كان إدارياً لفريق "السلام"، والثاني كان لاعباً لامعاً في حينه أواسط التسعينيات، فكنت لا أختلف عنهما بشيء، تابعتهما في أي ملعب يحطان فيه، وكنت أحلم متى يحين الوقت، وأخيراً حان».

عوامل عدة تقودك إلى الحزن، أولها أنك لا تستطيع تحقيق أحلامك في مدينة كانت "الشللية" الرياضية هي العنوان العريض لها، هذا الأمر أدى إلى دفن العديد من المواهب الهامة لأسباب تتعلق بـ"الشللية" كما ذكرت

ثم تحدث عن المدرب الأول الذي انتبه إلى موهبته، حيث قال: «عادة يتم اختيار لاعبي الفئات العمرية الصغيرة من خلال بطولة المدارس، وهذا ما حدث، ومن الذين أشاروا إلي وعملوا على استقطابي إلى هذه اللعبة المدرب "غاندي المير"، وأعتقد أنه استطاع أن يقدمني إلى كل رياضيي "سلمية" على أنني الموهبة القادمة، والحقيقة حدث ما توقعه هو، وأنا سعيد بذلك، لكنني حزين!».

اللاعب "شادي الريس"

حزين؟.. كلمة تحمل في طياتها الأسى، فما سبب الحزن الذي أرق "شادي الريس"، قال: «عوامل عدة تقودك إلى الحزن، أولها أنك لا تستطيع تحقيق أحلامك في مدينة كانت "الشللية" الرياضية هي العنوان العريض لها، هذا الأمر أدى إلى دفن العديد من المواهب الهامة لأسباب تتعلق بـ"الشللية" كما ذكرت».

وتابع قائلاً: «حزني الثاني جاء نتيجة عدم الاهتمام بنا من قبل الإدارات التي تبوأت على كرسي إدارة نادي "سلمية" الوحيد، والعذر هو الإمكانيات المادية، بصراحة كانت كرة القدم آخر الحسابات في عقلية نادينا منذ /1984/ عندما يحدثنا البعض عن أيامهم الذهبية، حينها كنا في الدرجة الثانية، ومازلنا ندفع فاتورة تلك السنوات بسبب أن من يدير الدفة اليوم معظمهم قادمون من الأيام الذهبية على حد قولهم».

"مهارات عالية"

لعب "شادي الريس" ضمن عدة فرق وحدات سكنية "أحياء شعبية"، أما على مستوى الأندية فقال: «لا يمكن أن أدعي شيئاً لم يحدث، لكن وأثناء مرحلة فئة الشباب طلبني نادي "تشرين" من "اللاذقية"، وأحد أندية الدرجة الأولى في "سورية"، لكن الإرشادات والتوجيهات التي تنهال علينا بكمية لا تستطيع بعدها إلا أن تفكر تماماً كما يفكرون لك، يعدوننا بمستقبل أفضل ودعم أكبر واهتمام زائد، لكن متى جاءت الحقيقة نجد أن كل الوعود قد تبخرت في الهواء».

وأضاف: «في فئة الشباب لعبت مع نادي "الطليعة" حينها كان في الدرجة الثانية، ومعه تعرضت للإصابة، في فئة الرجال فقط يمكن القول إنني لعبت لناديين من نفس المحافظة، وللأسف من نفس الدرجة، هما ناديي "سلمية"، و"عمال حماة"، فالنتيجة والعقلية واحدة، ولا فائدة من كل ذلك».

مع "العمال" محطته الحالية

وبرر "شادي الريس" لكل المدربين الذين تعاقبوا على تدريبه في كلا الناديين، وهنا قال: «لا فرق بين اللاعب والمدرب، سوى أنني ألعب، وهو يقف على حدود الملعب يوجه اللاعبين، هذه حقيقة معظم مدربينا، نحن وهم مظلومون، أحلامهم هي نفسها أحلامنا، هدفهم يزرعونه في عقولنا، نؤمن به، نعمل على تحقيقه، الفشل في أكبر الأندية يبدأ من أصحاب القرار، الفشل الإداري يقضي على كل ما ذكرت، وخذ مثلاً ما يحدث في نادي "ميلان" الإيطالي، الفشل الإداري يكاد يقضي على فريق هو الثاني بعد "ريال مدريد" في تحقيق البطولات الأوروبية».

وهنا تحدث "شادي الريس" عن الحظ، فقال: «عوامل عدة لا بد من وجودها كي تمنح لموهبتك الظهور اللائق والمشرف، أول هذه العوامل هو التفرغ التام لهذه اللعبة، الأمر الآخر وجودك في نادي يحترم المواهب ويدعمها، والأهم من ذلك ألا يصادفك في مشوارك لاعب يعمل على تحطيمك جسدياً، أنا تعرضت للخشونة المبرمجة من قبل لاعب بإرشادات مدربه، فقط حجته هي إعاقتي عن اللعب، ويعتبر هذا من الخطط التكتيكية في الملعب، فكانت النتيجة أن أصبت في غضروف الركبة اليمنى، وأجريت عملية استئصال له».

لكن الإعلام في نظر "شادي الريس" غير مقصر مع هذه اللعبة رغم عدم تسليط الضوء عليها، خاصة في ناديه "سلمية"، وحجته: «دائماً الحدث البارز هو الذي يستقطب الإعلام ويشده، فماذا سيفعل الإعلامي في نادي آخر همه كرة القدم، وما هي "الخبطة" الصحفية التي سيحققها، أعتقد أن الإعلام عندما يدير ظهره إلى مثل هذه الأندية يكون كمن يمنح هذه الأندية الدافع إلى تحريك الماء الراكد التي تعيش فيه، لكن، لا حياة لمن تنادي!».

ومن المدربين الذين كان لهم الفضل في مسيرة "شادي الريس" التقينا الكابتن "غاندي المير" الذي اقتصر حديثه على موهبة "شادي" حيث قال: «أعتقد جازماً، أن "شادي الريس" هو من أهم اللاعبين الماهرين الذين مروا في تاريخ هذه المدينة، هو لاعب غير محظوظ، كما أنه ظلم نفسه عندما أصغى إلى البعض ممن يعد ولا يفي بوعوده، ميزته الكروية أنه يستخدم القدمين بنفس السوية وهذه سمة اللاعب الكامل، يستطيع كل مدرب أن يطمئن لوجود مثله في تشكيلته».

* بطاقة "شادي الريس":

ــ لعب في ناديي "سلمية"، و"عمال حماة"، وفي فرق الأحياء الشعبية فقد بدأ اللعب مع فريق "السلام" مروراً بـ"العهد"، فـ"الصفاء"، وحالياً مع فريق "العمال".

ــ حقق الكثير من البطولات على مستوى اللعبة في "سلمية" ومع الفرق الثلاثة الأخيرة التي لعب لها.

ــ هو برازيلي الهوى، وقدوته الظاهرة "رونالدو" البرازيلي.

ــ أحد المدربين شبّه طريقة لعب "شادي" بـ"زين الدين زيدان".

ــ من الهوايات الرديفة: السباحة - الصيد.

هو من مواليد "سلمية" في عام /1979/، متزوج ورزق بطفلة اسمها "شام".