تشتهر محافظة حماة بمأكولات شعبية كثيرة، منها "السختورة"، و"الباطرش"، و"السلبين"، و"عش البلبل" الذي يضاهي بشهرته جميع المأكولات السابقة.

«"عش البلبل" بلحم الخروف الحموي، هو من المأكولات التي تندر صناعتها في المحافظات السورية الأخرى، وتقدم بمختلف المناسبات لاسيما في الأفراح». وفقاً لما تحدث به السيد "تيسير الجاجة"، أحد سكان منطقة الشريعة، الذي قال أيضاً: «إن صناعة "عش البلبل" تتركز في حماة بالمحال التجارية دوناً عن المنازل، وما يميزها عن غيرها، سهولة تناولها، وطعمها المائل إلى الحموضة».

إن صناعة "عش البلبل" تتركز في حماة بالمحال التجارية دوناً عن المنازل، وما يميزها عن غيرها، سهولة تناولها، وطعمها المائل إلى الحموضة

وللتعرف أكثر على طريقة تحضير "عش البلبل"، التقت مدونة وطن "esyria" بالسيد "أنيس الأحمد"، أحد أصحاب أفران صناعة عش البلبل، بتاريخ\1-9-2013\ والذي تحدث قائلاً: «يتألف "عش البلبل" من مجموعة مقادير هي: الطحين، والملح، واللحمة مفرومة، والبهارات المشكلة، ودبس الرمان، وسمنة، والصنوبر الذي يستخدم في عملية التزيين».

عش البلبل

أما عن طريقة التحضير، فيتحدث "الأحمد": «نعجن عجينة "عش البلبل" وندعها لترتاح مدة نصف ساعة تقريباً، ثم نمد العجين بشكل مستطيل، وندهن السمن على الوجه، قبل أن نطوي العجين ثلاث طبقات، وندعها لترتاح قليلاً، بعدها نكرر العملية السابقة المتمثلة بمد العجين ودهن السمن والطوي، عدة مرات متتالية.

الجزء الثاني من عملية التحضير يتمثل في خلط لحم الخروف مع الملح و"دبس الرمان" بصورةٍ جيدة، بحيث يصبح اللحم مزيجا طرياً يسهل استخدامه كحشوة».

بعد أقراص الأكلة

"الأحمد" يضيف أيضاً: «نقطع العجين ككرات بحجم حبة الجوز، ونجهز طبق الفرن بعد دهنه بالسمن لمنع عملية الالتصاق، ومن ثم نكبس قطع العجين الدائرية، ونرققها قبل وضع اللحم فوقها حتى تملأ وجه العجين ومن ثم تنقل القطع إلى طبق الفرن، ويزين كل قرص "عش البلبل" ببضع حبات من الصنوبر التي تكسبه منظراً جميلاً وطعماً مميزاً.

ينبغي عدم إدخال الطبق إلى داخل الفرن إلا عندما ترتفع درجة حرارته، ونبقى "عش البلبل" داخل الفرن حتى تبدأ أطراف العجين بالاحمرار، عندها يتم إخراج "عش البلبل" ويقدم ساخناً إلى جانب اللبن، أو السلطة».

وحول تاريخ هذه الأكلة، يقول "الأحمد": «لا يوجد تأريخ محدد لميلاد أكلة "عش البلبل" في حماة، إلا أنها ارتبطت بالمدينة منذ القدم، واعتاد عليها أهالي المدينة دون الاكتراث بالبحث في تفاصيلها التاريخية، وكانت هذه الأكلة تحضر قديماً داخل المنازل، نتيجة لتوفر إمكانية تحضيرها، بسبب اتساع المنازل وتوفر أعداد كبيرة من العائلة في المنزل الواحد، إلا أن أهالي حماة حالياً باتوا يفضلون تحضيرها في المحال التجارية عوضاً عن المنزل».

كما والتقت مدونة وطن "eSyria" بالسيدة "راما هبرة"، من سكان منطقة جنوب الملعب، \62\ عاماً، والتي تحدثت بالقول: «صناعة "عش البلبل" كانت تتم في أرض الديار بالمنازل الحموية قديما، حيث اتساع مساحة المنزل كانت توفر عاملاً هاماً يسمح بصناعتها داخل المنزل، وكانت تتساعد في صناعتها جميع النساء الموجودات في المنزل، أما اليوم ومع انتقال الأسر للعيش في المنازل الطابقية، أصبحت صناعتها أمراً صعباً ولذلك باتت توكل مهمة صناعتها إلى الأفران والمحال التجارية».