يخضع الشاب في مرحلة عمرية معينة لظروف عدة تبلور له نهج حياته القادمة، وذلك حسب مقتضيات الحياة التي يرغبها، والمحيط الذي يتأثر به، فإما أن يجري كالأنهار الضائعة التي لا تدرك أين ستصب في نهاية الطريق، أو يؤمن بأن الحياة عظيمة عندما نتأمل بداياتها، حيث لا يوجد حد لما قد نقوم به، خاصة إذا ما سلكنا طريق الإبداع نفسه.

موقع eSyria التقى السيد "نزيه كوكبي" الخبير في مجال الحاسب والحائز المركز الثاني في برنامج الشباب للعلوم والمعلوماتية الفرعي الأول في محافظة "حماة" للعام ألفين وخمسة حيث تحدث إلينا عن بداياته في هذا المجال فقال: «أنا من عشاق الكمبيوتر منذ الصغر مع أنه لم أكن أمتلك جهازاً خاصاً بي، لكنني كنت أتردد إلى أقربائي وأصدقائي للتعرف أكثر على هذا الجهاز، حتى بات الصديق الذي لا أستطيع مفارقته».

لا أبالغ إذا قلت إنني أصبحت اسماً لامعاً في عالم البرمجيات على مستوى البلدة، وهذا ما دفعني لتطوير أدواتي عن طريق العمل مع الشركات ذات الاهتمام

ويضيف: «وبعد مدة من الزمن صرت مالكاً لجهاز "كمبيوتر" جاءني هدية من والدتي، التي قرأت كم أن بشوق له، ومنذ دخل هذا الجهاز غرفتي، فإنني بدأت البحث والاستقصاء عن المعلومة، واكتساب الخبرة في عالم البرمجيات، وكذلك الصيانة، والتصميم الإعلاني، والغوص في عالم الانترنت».

السيد "نزيه كوكبي"

وعن دراسته يحدثنا قائلاً: «أنا حالياً طالب في "المعهد التقاني للتمويل والمحاسبة" في مدينة "الرقة"، ولكن هناك فرق شاسع بين الدراسة، والرغبة، وما الدراسة إلا نتيجة ما حصّلته من علامات في امتحانات الثانوية، ولكني ورغم الغربة بيني وبين ما أتعلمه في المعهد، إلا أنني استطعت أن أوجد حالة من التأقلم بيننا، لكن هذا بكل تأكيد لن يقف عائقاً بيني وبين ما أطمح إليه».

وعن هذه الطموحات التي يسعى إليها بكل جهده، يقول: «لا أبالغ إذا قلت إنني أصبحت اسماً لامعاً في عالم البرمجيات على مستوى البلدة، وهذا ما دفعني لتطوير أدواتي عن طريق العمل مع الشركات ذات الاهتمام».

لغة البرمجة

وعن مشاركته في برنامج الشباب للعلوم والمعلوماتية قال: «كانت هذه المشاركة في العام 2005 على مستوى محافظة "حماة" وريفها، وكان الأستاذ "رافع قدور" قد اختارني وزميلي "علي ملحم" بعد إجراء اختبارات، وكنت من بين/مائة وخمسة متقدمين/ في هذه المسابقة، وحققت المركز الثاني خلف زميلي "علي ملحم"، فانعكس نجاحنا هذا على بلدتنا حيث تم افتتاح "المركز الوطني لنشر المعلوماتية" في بلدة "تل الدرة" وهو من أوائل المراكز على مستوى القطر بإمكانات كبيرة كانت حوالي/ تسعة/ من أجهزة الحاسب، ويعود الفضل في ذلك إلى المتابعة الحثيثة من قبل الأستاذ "رافع قدور"، ولكن ما نأسف إليه اليوم أن المركز مقفل في هذه الفترة بسبب الإهمال».

والجدير ذكره أن "نزيه كوكبي" من مواليد بلدة "تلدرة" في العام 1989 ويعمل في مجال التصميم والصيانة الإلكترونية.