الموهبة غاية يتجه كل إنسان نحو تطويرها دوماً، فمنهم من ينجح في هذا، ومنهم من تعترضه بعض الصعوبات، فإما أن يستسلم وإما أن يقهر الظروف ويستمر مع موهبته حتى الاحتراف، وكثير من الشباب الجامعيين في "حماة" قرروا تنمية موهبتهم التي نشأت معهم منذ الطفولة، وتوطدت علاقتهم بها، رغم كثير من التعقيدات التي يواجهونها وفي مقدمتها ضخامة المقررات الجامعية، واستطاع بعضهم الانتقال للاحتراف في مجال معين مع الدراسة.

ومنهم من أبقاها هواية حتى ينتهي من المرحلة الجامعية.

أنا أكتب "القصة القصيرة جدا" و"شعر التفعيلة" في أوقات معينة، في حالات الغضب والفرح والحزن، والقسم الأكبر من كتاباتي تأتيني أفكارها أثناء الدراسة حصراً، فأقوم بترتيبها في ذهني حتى تختمر ثم أقوم بكتابتها على الكمبيوتر مباشرة دون استخدام الورق، وهذا الشيء مكنني من حفظ الجزء الكبير من كتاباتي، فمن السهل عندي تذكر قصة أو قصيدة من عشرة صفحات كنت قد كتبتها

بعض من هؤلاء الشبان تحدثوا لـeSyria عن مواهبهم، منهم الطالب "زيد المصطفى" من كلية الطب البيطري الذي تحدث عن دور الوسط المحيط في تنمية موهبته وانطلاقه في مجال الشعر العربي حيث قال:

"زيد المصطفى" كلية الطب البيطري

«اهتمامي بـ"الشعر العربي" بدأ منذ أيام الدراسة في المدرسة، وانتقل مع حتى دخولي الكلية، حيث تطورت قدراتي كثيرا في هذا المجال، وما ساعدني كثيرا الجو الثقافي العام في المنزل والذي يهتم باللغة العربية جدا، حيث نسبة كبيرة من عائلتنا ممن درسوا اللغة العربية أو الشريعة الإسلامية، حيث كانت تدور بينهم بعض الحوارات الثقافية التي كنت أحضرها واستمتع بها كثيراً، وعدا عن المناهج الدراسية في المدرسة، كان لدي زيارات دورية إلى مكتبة المدرسة، وكنت أقتبس من كل الشعراء، وأنا ومنذ أربع سنوات صرت أكتب الشعر الموزون، فقد كانت بدايتي بالكتابة عن الحب بعد تجربة فيه، ثم انتقلت إلى الأمور الأخرى، وساعدني أيضاً مخزون الشعر الذي أحفظه لكثير من الشعراء العرب وفي مقدمتهم "أحمد شوقي"».

أما عن التوفيق بين الموهبة والدراسة، الطالبة "علا حمودي" من "سلمية" تدرس في كلية الآداب قالت:

"علا حمودي" كلية الاداب

«علاقتي بـ"الرسم" كانت منذ الطفولة، حيث كنت أتناول مواضيع البيئة ضمن "سلمية"، وشاركت في العديد من المعارض المدرسية، حيث ساهمت هذه المعارض في تطور موهبتي، وأنا أرسم معظم لوحاتي في أوقات راحتي، وكنت أتمنى جداً أن تتحول موهبتي إلى المرحلة الأكاديمية، لكني لم أتقدم لفحص المقابلة في كلية الفنون الجميلة، مما حرمني دخولها، لذلك دخلت كلية الآداب، وبصراحة الآن الأولوية بالنسبة للدراسة، مع أنني أحب الرسم كثيراً، وسأظل أمارسها، وأتمنى افتتاح مراكز شبابية حكومية تهتم أكثر بمواهبنا، فأي دورة احترافية خاصة تكلف آلاف الليرات، ولأني طالبة لا أستطيع توفير المال اللازم لهذه الأمور».

وعن الوقت الذي يمارس فيه الطلاب موهبتهم، يقول الطالب "عبد الله حجازي" من كلية الطب البيطري:

"احمد تويت" كلية الاداب

«أنا أكتب "القصة القصيرة جدا" و"شعر التفعيلة" في أوقات معينة، في حالات الغضب والفرح والحزن، والقسم الأكبر من كتاباتي تأتيني أفكارها أثناء الدراسة حصراً، فأقوم بترتيبها في ذهني حتى تختمر ثم أقوم بكتابتها على الكمبيوتر مباشرة دون استخدام الورق، وهذا الشيء مكنني من حفظ الجزء الكبير من كتاباتي، فمن السهل عندي تذكر قصة أو قصيدة من عشرة صفحات كنت قد كتبتها».

من ناحيتها طالبة الدكتوراه "سماح حكواتي" في كلية الآداب قسم لغة عربية، تحدثت عن أهمية أن يقدر الطالب الوضع الذي يعيش فيه بقولها:

«أنا من عائلة بسيطة جداً وعددها كبير، لذلك عانينا من نقص كبير في كثير من الأشياء، حتى في العواطف، لكن في مجال الدراسة كان يقدم لي ما أريد ، ولي ما أريد طالما أني أدرس، رغم أن حالة والدي متواضعة جداً، وهذا الشيء دفعني بقوة نحو الدراسة، من كوني أحسست بالمسؤولية تجاه أسرتي، وكنت من المتفوقات في المراحل الجامعية وحصلت على الماجستير، وأعد لدراسة الدكتوراه حالياً».

وأما عن دور العامل النفسي في اندفاع الشخص نحو ما يحب، الطالب "أحمد تويت" من كلية الآداب تحدث عن تغلبه على الظروف التي اعترضنه أثناء ممارسته لهوايته في العزف على "الغيتار" بقوله:

«تعرضت لكثير من الضغط النفسي أثناء ممارستي لهوايتي من قبل الناس، لكون آلة "الغيتار" غير مألوفة بالنسبة لهم، وأنا أعتقد بأن الإنسان هو من يهيئ ظروفه، وكان ينتابني الخجل من تعليقات بعض الناس على عزفي، لكنني قررت كسر حاجز الخجل هذا، فحملت "الغيتار" والخروج به إلى الشارع والتجول وأنا أحمله، وأصعد الحافلات العامة وهو على كتفي، وحالياً اعتاد الناس علي وبرفقتي "الغيتار"، وصرت معروفا به، وتخلصت من التعليقات، وبالعكس تحول الناس من التعليق إلى الطلب مني أن أقوم بالعزف لهم، وخاصة طلاب الكليات».