«لأني أحب الأطفال، وأحب التعامل معهم، ومعرفة كيف يفكرون خارج حدود مراقبة الأهل، أردت أن أخوض هذه التجربة، ربما لأتعلم منهم وأعرف جيداً كيف يمكن لي أن أتعامل مع أطفالي في المستقبل».

بهذه الكلمات أعربت الشابة "علا ورد" عن سعادتها لهذه المشاركة في النادي الصيفي، وهي المتطوعة في برنامج الطفولة المبكرة، والطالبة في كلية الشريعة بجامعة "دمشق".

لوالدتي الدور الأكبر والفعال في حثي على التطوع في برنامج الطفولة المبكرة، وبالمناسبة هي أيضاً من المتطوعات في البرنامج الصحي

موقع eSyria التقى الشابة "علا" أثناء تواجدها ضمن فعاليات النادي الصيفي والذي يقام بمشاركة بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي، وبرنامج الطفولة المبكرة في مؤسسة "الآغا خان" (وهي إحدى وكالات شبكة الآغا خان للتنمية)، وذلك يوم الأربعاء 12 آب 2009.

تشارك كمتطوعة

ثم تحدثت عما قد يقدم هذا النشاط من فائدة للمجتمع المحلي، فقالت: «ببساطة يمكن لهذا العمل أن يشعر الآخرين أن هناك من يهتم بأطفالهم، وأن ما نقوم به ليس تسلية فقط، وإنما طريقة ممنهجة وتحمل في دلالاتها معرفة حقيقية لكيفية التعامل مع الأطفال في هذه السن المبكرة من حياته، وقد سمعت عن الكثيرين ممن يودون الانخراط في مجموعات التطوع وهذا شيء جيد بالتأكيد».

وباعتبار أنها طالبة جامعية، ماذا يمكن أن تقدم لها مثل هذه المشاركات، فتجيب قائلة: «فور انتهائي من الدراسة الجامعية سأبحث عن عمل، وبكل تأكيد سيكون في مجال التدريس، وهذا التطوع سيكسبني خبرات جديدة تضاف إلى قراءاتي، وما تعلمته من والدتي في تربيتها لنا، وهذا أمر بالغ الأهمية، وأعتقد أن مثل هذه الخطوة يجب أن يتبعها كل المدرسين، الجدد على أقل تقدير، هي فرصة للتعامل مع الأطفال خارج القاعة الدرسية، وخارج النص المكتوب».

"علا ورد"

وتحدثت عن تجربتها هذه وماذا استفادت منها على الصعيد الشخصي بعيداً عن هاجس الدراسة الذي تحدثت عنه، فتقول: «لقد حققت لي هذه المشاركة تجربة ربما نادراً ما قد تحصل معي، ولم أكن لأفكر فيها من قبل، هذه التجربة منحتني فرصة التعامل مع طفل ذي إعاقة سمعية، وأنا شخصياً لم يسبق لي التعامل مع مثل هذه الحالات الخاصة، فقد عرفت كيف يمكن أن أتواصل معه، وكيف يمكن له أن يعبر عن سعادته، عن غضبه، عن كل ما يجول في داخله، إنها فرصة جيدة كي أكسب خبرة إضافية في حالات قد تكون استثنائية بالنسبة لي على أقل تقدير».

وعن مشاركتها هذه وماذا يمكن أن تقدم للمتطوع على الصعيد الشخصي، قالت: «جئنا من قرى مختلفة، وهذا ما خلق بيننا صداقات وألفة، كما علمتنا هذه التجربة معنى التعاون، ومدى أهميته، وماذا يمكن أن يقدم من نتائج ذات قيمة عالية».

تراقبهم وتعيش فرحهم

وعن الشخص الذي شجعها على الانخراط بين صفوف المتطوعين، قالت: «لوالدتي الدور الأكبر والفعال في حثي على التطوع في برنامج الطفولة المبكرة، وبالمناسبة هي أيضاً من المتطوعات في البرنامج الصحي».

وأضافت: «هذه التجربة تمنح الثقة بالنفس، كما أنها مناسبة لدعوة الآخرين كي يشاطروننا هذه التجربة الغنية، والمفيدة، وأشكر برنامج الطفولة المبكرة على كل ما يقدمونه من جهد لخلق طفل يحب الحياة، ويدخل في غمارها بشكل علمي ومدروس».