فتيات آثرن على أنفسهن البقاء في المنزل، والعيش كبقية بنات جيلهن، ينتظرن ما هو غائب، وربما الغائب قد يتأخر، إلاّ أن عدداً منهن، إن بحثت عنهن سيكون العنوان المرفق لهن..

(مركز دراسات وأبحاث ورعاية المعوقين) المكان الذي قد يحاول الكثيرون الابتعاد عنه، لكن بنات هذا المركز أثبتن العكس، بالصبر، والمثابرة، والمتابعة، وربما أكثر من ذلك بكثير. موقع eHama التقى بهن، يوم الجمعة 10/10/2008 واطلع على تفاصيل عملهن.

أنا هنا منذ افتتاح المركز، وأشرف على تدريب الأطفال المعاقين، من الناحية البدنية

الآنسة "لميس فطوم" وهي من مواليد "سلمية" تقول عن دورها في هذا المركز: «منذ تأسيسه قبل أربع سنوات، وأنا في مركز المتطوعات، من أجل العمل على تدريب وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي المرحلة الأولى خضعنا لدورات تدريب تأهيلي على كيفية التعامل مع الطفل المعاق، وأنا الآن أشرف على المركز من الناحية الإدارية، كما أنني مختصة بمجموعة إعداد لكل الإعاقات».

وعن حياتها في المركز تقول "لميس": «نعيش بشكل دائم مع الأطفال، لقد أصبحوا جزءاً منا، كما أننا نشتاق لشغبهم، وصخبهم، بعض الأطفال نقوم على توعيتهم وهم من النوع الذي يتميز بالهدوء، في حين نضطر لاستخدام العقوبات الزجرية مع بعض الأطفال الذين يظهرون عدوانية تجاه باقي الأطفال».

الآنسة "هبه ونوس" مدربة في المركز، تقول عن تجربتها في المركز: «نحن كفريق عمل، دخلنا عامنا الرابع في هذا المركز، اتفقنا على أن ننجز ما باستطاعتنا، وأن نكون على قدر المسؤولية التي رهنّا أنفسنا تجاهها، فالأطفال بحاجة إلى قلوب طيبة، وعلينا أن نتحلى بها، وأنا في المركز مسؤولة عن فترة (الترفيه والحاجات اليومية) وأقوم على تحفيظهم الأغاني، كما أحكي لهم الحكايات التي تناسب إدراكهم، أعلمهم ألعاب الماء، ومن الحاجات اليومية التي أدرب الأطفال عليها، هي كيف يستخدمون (الحمام، وكيف يلبسون، ويمشطون شعرهم) كي يظهروا بأحلى مظهر».

الطفلة آمال

الآنسة "ماريا ديب" مدربة في المركز، تقول عن تجربتها في المركز: «لا أجد نفسي إلاّ وأنا أستيقظ باكراً لأشق طريقي إلى عالم لا يشبهنا، ساعات خمس نقضيها كل يوم مع أطفال هم بحاجة إلينا كي يشعروا أنهم مثلنا، نذرنا أنفسنا، وجهدنا، في خدمة من حرم من نعمة العيش كحياة سوية، وأنا في هذا المركز مسؤولة مسؤولية مباشرة عن العناية بالمعذبة "منال العلي" تلك الفتاة صاحبة القصة المأساوية الشهيرة، والتي كتبت عنها كل الصحف، هي هنا لم تعد "منال" بل أصبحت تعرف باسم "آمال" لأنها تأمل بأن تعود إلى الحياة، وهنا أود أن أوجه كل الشكر للسيد "حسن العتر" الذي أخذ على عاتقه ضيافة "آمال" في بيته، بعد نهاية الدوام في المركز».

الآنسة "رشا عفارة" مدربة في المركز، تقول عن دورها في المركز: «قد ينظر البعض إلى الإنسان المعاق وكأنه عالة على المجتمع، والبعض ينأى بنفسه عن لمسهم أو الاقتراب منهم، ولكن متى وجدت نفسك تدخل في عوالمهم، فإنك لابد وأن تنساق إليهم طوعاً، إنهم البراءة في أسمى صورها، نظراتهم تعطيك أن للحياة معاني مختلفة، وليس وحده السوي من يستحق الحياة والعيش، بالنسبة لي، خضعت لدورات معالجة فيزيائية، ودورات في لغة الصم والبكم، والشلل الدماغي، وأنا حالياً في هذا المركز أشرف على تعليم أطفال "الداون" أي المصابون بـ "منغوليا"».

كما التقينا الآنسة "نورا عيد" المتطوعة في هذا المركز، وسنوات إقامتها في هذا المكان، وصلت إلى أربع سنوات، تتحدث عن مهامها في هذا المركز: «أنا الآن في السنة الثالثة من دراستي في "كلية الحقوق" (تعليم مفتوح) ودوري في المركز الإشراف على مرضى "التوحد"، ومهمتي مساعدتهم، وتوجيههم، ومع التدريب المستمر يمكن أن يتعلم كيف يتعامل مع حاجياته الشخصية، وبالطبع يحتاج مريض التوحد إلى عناية فائقة من الأهل».

ومن الشباب المتطوعين الذين آلوا على نفسهم ألا يبقوا بعيدين عن مهامهم الإنسانية، التقينا باثنين منهم، وكان أولهم السيد "نصر آدم" وهو من مواليد "سلمية" فيقول: «أنا هنا منذ افتتاح المركز، وأشرف على تدريب الأطفال المعاقين، من الناحية البدنية».

والتقينا السيد "علام الشيحاوي" خريج من "معهد تعويضات الأسنان" وهو من مواليد "سلمية" فيقول عن دوره في المركز: «قبل التحاقي بالمركز خضعت إلى دورات في تأهيل المعوقين، ودورة في المعالجة الفيزيائية، وأنا أرى في تقديم العون والمساعدة لأطفال لا ذنب لهم سوى أنهم مرضى، هذا العمل يريحني ويجعلني أشعر بالرضا عن نفسي، وآمل أن ينظر إلينا من قبل الجهات المعنية، والمسؤولة، على أن لنا الحق في التوظيف، نأمل أن يصل صوتنا لمن يستطيع أن يساعدنا».