امرأة حررت احتكار الرجل لمنصب "المخترة"، فساهمت بتفعيل وتنشيط مهام ومسؤوليات المختار في كافة المجالات الخدمية والاجتماعية والإنسانية ضمن قرية "المرحة"، فوظفت حبها للعمل التطوعي بنجاحها والارتقاء بأبناء قريتها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 نيسان 2015، المختارة "نهيدة علي" وحدثتنا عن بدايتها واهتمامها بالقول: «ولدت في قرية "المرحة" عام 1966، التابعة لمنطقة "مصياف" في محافظة "حماة" وتلقيت مرحلة التعليم فيها، وأضطررت لإيقاف دراستي في الصف الخامس بسبب حالتي المرضية وإصابتي بالرمد في العينين، حتى كدت أفقد النظر، وبعد انقطاع لمدة أربعة أعوام وشفائي شعرت بالرغبة لتحدي الظروف، وعدت للاستمرار وإكمال التعليم من الصف السادس وحصلت على الشهادتين الإعدادية والثانوية من خلال دراسة حرة، ولدي اهتمام كبير بالأعمال الخيرية والتطوعية، ويتملكني الشغف والمحبة العارمة بمساعدة الناس وهذا ما أعدّه من هواياتي، إضافة إلى المطالعة وقراءة الدواوين والقصص».

تعمل المختارة "نهيدة" باستمرار، وتهتم بجميع الجوانب الخدمية في القرية، وتسعى بكل همة ونشاط لتحسينها، وتعد أفضل من كل سبقها من مخاتير

وعن توليها لـ"المخترة" تقول: «تم اقتراح ترشيح اسمي من قبل اللجنة المعنية في القرية وقبول الأهالي والتشجيع من الأقارب والأصدقاء، وبعد تعييني كانت الفترة الأولى استطلاعية وتدريبية، فلم يكن لدي الخبرة الواسعة بماهية وطبيعة شؤون المخترة، وكنت أقصد أحد المخاتير في القرى المجاورة من باب الحرص والإلمام بكل تفصيل فيما يتعلق بذلك، وعلمت أنه بإمكاني التدخل بمختلف المجالات في القرية، وبدأت الاهتمام بالمجال التعليمي من خلال ترميم المدرسة ولو جزئياً والسعي لتحسين الكادر التعليمي والملاحقة المستمرة لمديرية التربية في المحافظة من دون كلل أو ملل، وعلى الصعيد الاجتماعي والمعيشي سعيت لتأمين قروض من دون فوائد بدعم من "الأمانة السورية للتنمية" للنهوض بالمستوى المعيشي وتنفيذ المشاريع الصغيرة، واتجهت إلى تشجيع الاهتمام بتربية الثروة الحيوانية، ومن أجل ذلك قمت بشراء جهاز تفقيس البيض أوتوماتيكي على نفقتي الخاصة لإنتاج فراخ الدجاج البلدي، وبيعها بأسعار مناسبة لتنشيط تربيتها وتوفير العناء والوقت.

المختارة في عملها

وبما يخص الدور النسائي قمت بافتتاح وحدة نسائية بإشراف ودعم الاتحاد العام النسائي لإقامة دورات مهنية تدريبية مثل: الخياطة، التمريض، الحلاقة النسائية، وغيرها».

وتتابع: «حرصت كل الحرص على نقل هموم وأوجاع أهالي القرية إلى أعلى المستويات، وكان لدي شرف اللقاء مع السيدة "أسماء الأسد" تلبية لتلقي دعوة منها باعتباري أول امرأة تتقلد "مختارة"، وتلقيت كل الدعم والاهتمام من قبلها».

خلال لقاء السيدة الأولى

التقينا "محمد أسعد" من أهالي القرية ليحدثنا قائلاً: «تعمل المختارة "نهيدة" باستمرار، وتهتم بجميع الجوانب الخدمية في القرية، وتسعى بكل همة ونشاط لتحسينها، وتعد أفضل من كل سبقها من مخاتير».

كما التقينا "يونس محمود" من أهالي القرية، ويقول: «من المعروف عن المختارة "نهيدة" أنها محبة للأعمال الخيرية والتطوعية، ولديها طموح للارتقاء والنهوض بالجانب الاجتماعي والمعيشي في محيطها، وبالنسبة لي كنت في البداية من المعارضين لفكرة توليها منصب المختار، لأنها ظاهرة غير مألوفة بوجه عام في منطقتنا، لكن ما لمسناه على أرض الواقع أنها أثبتت جدارتها في مجال عملها ومنصبها، ويُشهد لها بالكفاءة والعمل الدؤوب بكل ما يملي عليها الواجب لمصلحة القرية ككل بعيدة عن المزاجية والمحسوبية».

يونس محمود