فتاة من الزمن الجميل، لاعبة الكرة الطائرة في ناديها الأم "سلمية"، ولاعبة في المنتخب الوطني، عشقت اللعبة فأولتها جل اهتمامها، واختصت في مجال التحكيم حتى كانت المرأة العربية الثانية، والسوريّة الأولى التي تنال الشارة الدولية في التحكيم.

موقع eSyria التقى "ميساء هاشم" أثناء زيارتها لوطنها الأم سورية، قادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة، فكان معها الحوار التالي:

بسبب طولي نصحني لاعب الطائرة، ورئيس النادي فيما بعد، والراحل عن عالمنا المرحوم "عقبة ناصر" ولم أكن أفكر في هذه اللعبة على الإطلاق

  • ماذا يعني لك أن تكوني أول رياضية سورية تحصل على الشارة الدولية في التحكيم؟
  • "ميساء هاشم" أول سوريّة بالشارة الدولية

    ** هل تستطيع الكلمات أن تعبر عن الفرح الذي غمرني، عن كل دمعة رافقتني خطوة بخطوة، إنه اعتزاز بالفخر، وشعور بالسعادة، كما أنه رصيد أقدمه للرياضة السورية عامة والأنثوية على وجه الخصوص.

  • كيف تقدمت لنيل الشارة الدولية؟
  • تتشاور مع حكم الطاولة

    ** يجب على المتقدم لنيل الشارة الدولية أن يكون قد أمضى في التحكيم ضمن مستوى الدرجة الثالثة لثلاث سنوات، ومثلها في الدرجة الثانية، وكذلك في الدرجة الأولى، بعدها يتم التقدم عن طريق الاتحاد الذي يتبع له المتقدم، وبالطبع تقدمت عن طريق الاتحاد الرياضي السوري، الذي يؤكد للاتحاد الدولي أنني عاملة في البطولات السورية. فأصبحت في العام 2008 مرشحة على الصعيد الدولي لنيل الشارة، وحصلت عليها في العام 2009.

  • يقال أنك أول امرأة تقود مباراة للرجال، ما مدى صحة هذه المعلومة؟
  • مع ابنتها "يانا"

    ** هذا صحيح، فقد كلفت بتحكيم المباراة الافتتاحية لبطولة آسيا للرجال التي أقيمت في دولة الإمارات هذه السنة 2009، وجمعت فريقي لبنان وجزر المالديف، ومباراة أخرى بين المالديف، واندونيسيا.

  • برأيك.. ما الميزات التي يجب أن تتوفر لدى الحكم؟
  • ** لكي تكون عادلاً في قراراتك يجب أن تكون ممن يلم بالقانون الدولي للعبة، وهذا أسهل الميزات، ثم تأتي باقي الأشياء كالهيبة، والشخصية، والهدوء في الأوقات العصيبة من أي مباراة، وأن تكون متيقظاً باستمرار والأهم من هذا كله أن تتمتع بالحيادية، ومن أهم النصائح التي توجّه للحكم هو أن يبتعد عن الغرور، فإنه مقتل لكل عمل.

  • ماذا قدم لك بلد الاغتراب وأقصد هنا دولة الإمارات؟
  • ** غادرت سورية مع زوجي "أحمد المير" حيث كان المقام في الإمارات لظروف العمل، وبما أنه لاعب كرة طائرة أيضاً، فإنني لم أبتعد كثيراً عن اللعبة، وذلك عن طريق بطولة الشركات، وأنا أشارك باستمرار، كذلك كرة الطائرة الشاطئية، والدوريات التي تقام في شهر رمضان.

  • وماذا عن الرياضة الأنثوية في الإمارات؟
  • ** مؤخراً بدأ الاهتمام بالرياضة النسائية، وفي سنوات 2003 حتى العام 2005 كنت لاعبة ومدربة في آن معاً. وللعلم فأنا حاصلة على شهادة مدربة دولية مستوى أول، ودورة دولية في التحكيم الشاطئي.

  • وما دور أسرتك في استمرارك باللعب؟
  • ** بالمطلق.. لولا مساندة زوجي لي ودعمه المتواصل لما حصلت على الشارة الدولية، وفي بعض الأوقات كنت أشعر بالملل، لكنه كان دائم التشجيع لي، وكلمته الدائمة لي "اصبري"، وأنا ممتنة له اكونه تفهّم الأمر.

  • ما الذي يلزم الرياضي ليكون رياضياً متفوقاً؟
  • ** أحب أن يحصل كل رياضي على حقه، فأنا تلقيت بعض الإهمال من قبل الإدارات التي تعاقبت على إدارة النادي، وما عانيت منه أنني لم أحصل على شهادة أكاديمية رياضية، ليس تقصيراً مني، حاولت كثيراً، وتقدمت لامتحان الثانوية أكثر من مرة، وفي كل مرة كنت أُرفض في دخول الكلية، مع العلم أنني كنت في حينها لاعبة في المنتخب الوطني.

    وعن الشخص الذي وجّه "ميساء هاشم" إلى الكرة الطائرة، تقول: «بسبب طولي نصحني لاعب الطائرة، ورئيس النادي فيما بعد، والراحل عن عالمنا المرحوم "عقبة ناصر" ولم أكن أفكر في هذه اللعبة على الإطلاق».

    ــ يبقى أن نذكر أن السورية "ميساء هاشم" من أهالي مدينة "سلمية" وهي التي ولدت في "خربة الفرس" محافظة "طرطوس" في العام 1971

    ــ أول سيدة سوريّة تحصل على الشارة الدولية في التحكيم من الإتحاد الدولي للكرة الطائرة.

    ــ أول سيدة تشارك في بطولة قارية خاصة بالرجال، من خلال بطولة آسيا التي أقيمت في الإمارات العربية المتحدة 2009.

    ــ حققت مع المنتخب الوطني المركز الثالث في البطولة العربية التي أقيمت في "اللاذقية" عام 1992.

    ــ حققت مع المنتخب الوطني المركز الثالث في البطولة العربية التي أقيمت في مصر عام 1995.

    ــ شاركت في دوري الشركات وحققت المراكز الأولى شكل دائم.

    ــ حققت المركز الأول مع فريق نادي "الشباب العربي" في أول دوري للسيدات في الإمارات عام 2006، ومركز ثاني في العام 2007، كما وحققت بطولة "رد بول".

    ــ متزوجة ورزقت بطفلين "يانا" و"يوسف".

    ويبقى أن نوجّه التحية لميّاسة الكرة السورية المهاجرة "ميساء هاشم" والتي ما خرج الوطن من دائرة تفكيرها، لأنها عملت، وستبقى تعمل تحت راية وطن تحبه، ويحبها اسمه سورية.