أقام السيد "وئام وهاب" الوزير السابق ورئيس حزب التوحيد اللبناني، محاضرة بعنوان "سورية من الحصار إلى الرقم الصعب" تحدث فيها عن السنوات العشر الماضية وما حوته من مؤامرات حيكت ضد صمود سورية، وكيف استطاعت سورية بحنكة قائدها وصمود شعبها أن تتنصر على كل هذه المؤامرات.

موقع eSyria حضر هذا اللقاء واستطلع الآراء حول هذه المحاضرة، والبداية كانت مع الوزير الضيف "وئام وهاب" الذي تحدث عن "سلمية" فقال: «هي زيارتي الأولى إلى "سلمية" لكنها ليست العلاقة الأولى بيني وبين "سلمية"، فبيني وبينها علاقة ضاربة في الجذور منذ مئات السنين، هي علاقة تأسست منذ تأسست هذه المدينة، لذا ما يربطنا أو يربطني بسلمية هو الماضي والحاضر والمستقبل، مدينة مليئة بالثقافة والمثقفين والناس المطّلعين على كل الأمور السياسية والثقافية، وهنا لا بدّ من أن أشيد بقدرة الشعب السوري خلال السنوات الصعبة منذ ست سنوات وحتى اليوم في فهم تفاصيل كل ما يحصل في هذه المنطقة، وتفاصيل هذه المؤامرة».

من يقترب من فلسطين يكبر ومن يبتعد عنها يصغر، يجب أن لا ننسى القضية الأساس اليوم هناك محاولات جدية لتهويد "القدس"

وأضاف في معرِض حديثه عن الشعب السوري فقال: «هناك لحظة تاريخية في هذه الأمة، إما أن تسقط وتستكين، وإما أن تنتصر، كنا على المفترق وأنتم الذين حددتم هذا الطريق، وأنتم الذين كنتم تشجعوننا على سلوك هذا الطريق، طريق الكرامة العربية، كنتم أنتم من شجعنا على سلوك طريق المقاومة».

جمهور غفير ملأ صالة المركز الثقافي

وعن العلاقة بين سورية ولبنان قال: «سورية هي الشقيقة الكبرى للبنان، وقد قلبت صفحة الماضي لأنها كانت تعرف، وهناك من قال أن بعض اللبنانيين كانوا أدوات صغيرة في هذا المشروع، سورية تعرف جيداً أن معركتها مع المشروع الأساسي الذي يحاك لهذه المنطقة، لذلك هي لا تهتم لهذه الأدوات الصغيرة، فالشعب السوري يعرف جيداً أن أي مهادنة مع المشروع الأمريكي يمكن أن يجعل الفوضى تدب في بلده كما يحصل في العراق، لكن هذا الشعب ملتف حول قائده، متفهم لسياسته، وهذه قوة سورية».

وعن القضية الفلسطينية والتي اعتبرها "وهاب" القضية الأولى، قال: «من يقترب من فلسطين يكبر ومن يبتعد عنها يصغر، يجب أن لا ننسى القضية الأساس اليوم هناك محاولات جدية لتهويد "القدس"».

"وهاب": سورية الرقم الصعب

وتابع: «زارني أحد القادة الفلسطينيين وكان قد زار مدينة "رام الله" منذ أسبوعين تقريباً فقال لي: المستوطنات مزروعة كالأشجار في كل الضفة الغربية، وهناك استحالة أن تأخذ السلطة الفلسطينية شيئاً من الإسرائيليين، كل ما تسمعه وهم، وهو قبل ذهابه إلى "رام الله" كان مؤيداً للسلطة الفلسطينية، لكنه عاد بانطباع آخر إثر زيارته هذه، وتابع يقول لي: انتظر كل الحفريات التي تجري تحت "المسجد الأقصى" ستؤدي إلى هدمه في نهاية الأمر، هذا هو المشروع الصهيوني، يحاولون إشغالنا في "غزة" بينما المشروع الأساسي ينفذ في "القدس" لننتبه إلى "القدس"».

بعد ذلك التقينا المهندس "أيمن سيفو" رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الإسماعيلي المحلي في "سلمية" والذي رحب بالسيد "وهاب" وأضاف: «المحاضرة قيّمة وذات مستوى رفيع، صريحة وشفافة، كما أنها شاملة، السيد "وئام" استطاع أن يربط بين ماضيه وعلاقته بهذه المدينة مذ وجدت، عاطفته بكل تأكيد هي صادقة».

الأستاذ "أمين ميرزا" مدير دائرة الإعلام في محافظة "حماة" قال: «قدم الوزير "وهاب" إطلالة على عشر سنوات من الأحداث التي مرت بها المنطقة، خاصة بعد 11 أيلول 2001، هذا الزلزال الذي غيّر المعادلات الدولية، ومهّد لمشروع الشرق الوسط الجديد، والهدف ضرب المقاومة العربية في كل من لبنان وفلسطين والعراق، إضافة إلى محاصرة سورية».

وأضاف: «في الحقيقة لقد قدم السيد "وئام وهاب" بانوراما حول هذه التطورات وأكد على ضرورة الاستمرار على نهج المقاومة لتغيير كل ما يفرض على هذه المنطقة من حلول مجحفة بحقوقنا القومية، وفرض السلم الإسرائيلي».

الأستاذ "احمد شنتوت" عضو قيادة فرع حماة لحزب البعث العربي الاشتراكي، قال: «المحاضرة جيدة، تميزت بالصدق والشفافية، والسيد "وهاب" من الأوفياء لسورية، وللمقاومة، فهو رجل يقرأ المستقبل جيداً، ومتسلح بأصالة ماضيه، لذا يستحق منا كل احترام».

السيد "نعمان فهد" مدير مدرسة، اعتبر أن هذا اللقاء جاء في حيثياته مفيداً كما أنه لم يخل من المتعة التي يضفيها السيد "وهاب" عادة، وتابع يقول: «ببساطة يمكن أن أطلق على هذا الرجل المقاوم اسم "صقر المقاومة الناطق"، وأتمنى منه أن يلعب الدور الفاعل مع باقي التيارات اللبنانية وتحديداً فريق 14 آذار ليعيدهم إلى طريق الصواب، والطريق الصحيح الذي يؤكد أن سورية هي البقية الباقية من الكرامة العربية، وأن "توب العِيرة ما بيدفّي"».

السيد "نضال الماغوط" يعرف الوزير "وهاب" ومواقفه من خلال متابعته له من خلال التلفزة، ويضيف: «وأفكاره هذه إيجابية فيما يتعلق بالموقف الوطني المعادي للمشروع الأمريكي وأطماعه في المنطقة، كذلك توضيحه للموقف اللبناني، وأنا شخصياً أحب وأحترم كل معادٍ لأمريكا والصهيونية».

*مقتطفات مما قاله السيد "وئام وهاب" في لقاءه مع جمهور مدينة "سلمية":

ــ لست خائفاً على نفسي فكل إنسان يموت في حينه وساعته، كلنا سنموت المهم أن تبقى الأوطان.

ــ إذا ذكرك التاريخ، بأي شيء سيذكرك؟ المسألة كيف سيسجل التاريخ وليس كيف سنعيش.

ــ كل الحروب بغالبيتها سببها اقتصادي

ــ إسرائيل تتصرف كشرطي للأمريكي في المنطقة، فلا يوجد فصل بين المشروعين الأمريكي والإسرائيلي.

ــ كل اللعبة كانت ستمر لولا صمود الشعب السوري وقائده

ــ أدركنا حجم المؤامرة الآتية على كل الأمة. ، ونحن تصدينا لها.

ــ على الأمريكيين أن يتعاملوا مع دول هذه المنطقة كدول قائمة وليست كأزلام لها.

ــ لدينا معركة اسمها "معركة التنمية" فقلة قليلة تتحكم بمقدرات الأمة.

يذكر أن المحاضرة أقيمت بدعوة من المركز الثقافي العربي في "سلمية" وبرعاية من المهندس "عدنان العزو" أمين فرع "حماة" لحزب البعث العربي الاشتراكي.