لم تعد عملية التثقيف الصحي مقتصرة اليوم فقط على العاملين في "المشافي" و"المراكز الصحية"، بل تم استخدامها في مجالات جديدة العام الماضي، نتيجة الأمراض والأوبئة الكثيرة التي انتشرت في السنوات الأخيرة، لذا قررت مديرية صحة"حماه" توجيه الرسالة التثقيفية للعملية التربوية، فتم توجيه مثقفين صحيين لإقامة محاضرات تثقيفية للطلاب والطالبات، في العديد من مدارس "حماة".

موقع eHama التقى المثقف الصحي السيد "سعيد كجكوج"، العامل في مديرية الصحة، والذي شارك في العديد من المحاضرات التثقيفية، وقد حدثنا في البداية عن مفهوم التثقيف الصحي، قائلاً: «إن التثقيف الصحي بات اليوم من الأساسيات، التي تسهم في النهوض بعمل أي مؤسسة علمية أو تجارية أو خدمية ترغب في زيادة الوعي والإحساس بالمسؤولية لدى عامليها، بغية إدخال مفاهيم صحيحة، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي تغيب عن ذهن البعض، أو يتم تجاهلها لسبب من الأسباب المنطقية وغير المنطقية، وهي عملية مهمة لتجاوز السلبيات، وتعزيز الايجابيات، والتركيز على تثقيف وتوعية الكادر البشري في مواضيع حساسة».

رغم أنها تقام لأول مرة، فقد لاقت حملات التثقيف تجاوباً كبيراً من إدارات "المدارس" و"الطلاب"، وقد شجع ذلك على حضور بعض المدرّسين، والكادر الإداري للمحاضرات التثقيفية هذه، كما شارك بعض المدراء والموجهين التربويين في إلقاء محاضرات قريبة من الموضوع المثار

وعن تجربة العام الحالي في توجيه عملية التثقيف الصحي إلى المدارس، قال:«إن العام الدراسي الحالي ليس عاماً عادياً، فمرض "أنفلونزا الخنازير" انتشر بسرعة في جميع دول العالم، ومنها سورية، والمعروف أن هذا المرض خطير جداً، وهو يصيب التجمعات الكبيرة بسبب انتقاله بالعدوى، ولأن المدارس هي من التجمعات الكبيرة، والتي تضم عدداً كبيراً من الطلاب، وخاصة "المراهقين" منهم، خاصة الذين تغيب عن أذهانهم الكثير من الأفعال والسلوكيات والتي هي خاطئة من حيث السلوك، ولكنهم لا يعون أنها خاطئة، فقد تم التركيز على هذه السلوكيات، لأن انتقال المرض سيؤدي إلى عواقب سيئة لا تحمد عقباها».

المثقف الصحي "سعيد كجكوج"

وحول الجولات التي شملت عدداً من المدارس، ونوعية المحاضرات التثقيفية التي تم توجيهها للطلاب، أشار إلى أنه: «تم التركيز بشكل خاص على عملية النظافة، سواء في الصف أو الحمامات، والمغاسل أو البيت، وعدم رمي الأوساخ على الأرض، لأن إهمال عامل النظافة هي من الأفعال والعوامل المسببة لانتقال العدوى بين الطلاب، وخاصة منها "الحمّات الراشحة" والاسم الشائع له "الكريب" وكذلك "السعال الشديد"، وهذه الحمّات تشكل أحد الأسباب النشطة في عملية انتقال مرض أنفلونزا الخنازير، أو ما يعرف اليوم بمرض/ H1N1 /، كما تم التركيز على الطلاب بضرورة إبلاغ الأهل، أو إدارة المدرسة عن أي مشكلة صحية تواجه الطالب، مهما كانت درجتها، كي لا تستفحل، وخاصة الجروح حتى السطحية منها».

ويتابع حديثه: «تم إلقاء محاضرات تثقيفية عن أعراض مرض أنفلونزا الخنازير، وطرق العدوى، وكيفية الوقاية منه، مع التركيز على عدم الخوف أو الارتباك عند ظهور أعراض غير طبيعية على الجسم، كما تم توجيه الطلاب لوجوب غسيل اليدين قبل وبعد الطعام، وعدم الحضور إلى المدرسة عند التعرض لنزلات برد شديدة، أو الرشح، و"الكريب" المزمن».

توجيهات تثقيفية صحية في مدرسة للإناث

ولأن عملية التثقيف تحتاج إلى متابعة واهتمام من الطرفين، الملقي والمتلقي، فقد قال: «رغم أنها تقام لأول مرة، فقد لاقت حملات التثقيف تجاوباً كبيراً من إدارات "المدارس" و"الطلاب"، وقد شجع ذلك على حضور بعض المدرّسين، والكادر الإداري للمحاضرات التثقيفية هذه، كما شارك بعض المدراء والموجهين التربويين في إلقاء محاضرات قريبة من الموضوع المثار».

وختم كلامه بالقول :« رافق عملية التثقيف الصحي حملات نظافة قام بها طلاب المدارس في الباحات والصفوف والمغاسل وأمام المدارس، كما تم غرس بعض الأشجار على محيط المدارس، لأنها تلطف الجو ، وتعطي منظراً جميلاً تدل على حضارة المدرسة، بالإضافة إلى توزيع منشورات خاصة بمرض أنفلونزا الخنازير، تتضمن نصائح وإرشادات حول كيفية التعامل مع الحالات الطارئة ».

الجهاز الإداري للمدارس يساهم في عملية "التثقيف الصحي"