لأنه يعشق الأرض التي تربى عليها، أدرك مبكراً أن الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي يرتبطان بالزراعة والإنتاج الحيواني، فكانت الهندسة الزراعية خياره، وعاد في أشد الظروف قساوة حاملاً شهاداته وخبراته لخدمة بلده.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 تشرين الثاني 2018، التقت الدكتور "ماجد موسى" ليتحدث عن بداياته مع العلم، فقال: «منذ اليوم الأول لدراستي الجامعية ولدت في ذهني فكرة أن أكون مكان الدكتور المحاضر، فنذرت نفسي للدراسة والجد والاجتهاد، وأدركت أن هذا الحلم ليس مستحيلاً، وفعلاً حصدت شهادة "الباسل" للتفوق الدراسي بالترتيب الأول لثلاث سنوات متتالية، ثم شهادة "الباسل" للخريج الأول المتفوق، وكان حينئذٍ معدل تخرجي هو الأعلى ضمن اختصاصي على الجامعات الحكومية الأربع، وتم تكريمي مع عدد من زملائي على مدرج جامعة "دمشق" ومُنحنا جوائز مالية وشهادات التفوق، حينئذٍ صمّمت أن أتابع للوصول إلى الشهادات الأعلى، وقررت أن أسعى للسفر إلى "فرنسا" لما فيها من تطور وتقدم علمي في مجال الزراعة».

منذ اليوم الأول لدراستي الجامعية ولدت في ذهني فكرة أن أكون مكان الدكتور المحاضر، فنذرت نفسي للدراسة والجد والاجتهاد، وأدركت أن هذا الحلم ليس مستحيلاً، وفعلاً حصدت شهادة "الباسل" للتفوق الدراسي بالترتيب الأول لثلاث سنوات متتالية، ثم شهادة "الباسل" للخريج الأول المتفوق، وكان حينئذٍ معدل تخرجي هو الأعلى ضمن اختصاصي على الجامعات الحكومية الأربع، وتم تكريمي مع عدد من زملائي على مدرج جامعة "دمشق" ومُنحنا جوائز مالية وشهادات التفوق، حينئذٍ صمّمت أن أتابع للوصول إلى الشهادات الأعلى، وقررت أن أسعى للسفر إلى "فرنسا" لما فيها من تطور وتقدم علمي في مجال الزراعة

يتابع حديثه عن مشاريعه بعد التخرج وسفره: «بعد تخرجي عينت معيداً في جامعة "حلب"، ودرست اللغة الفرنسية وأتقنتها وحصلت على شهادة DELF باللغة الفرنسية الصادرة عن وزارة التربية الفرنسية بتفوق.

من إحدى المحاضرات العملية

سافرت إلى "فرنسا" عام 2002، وبدأت مباشرة دراسة دبلوم زراعة معمق وأنهيته بنجاح، ثم درست الماجستير بالبيولوجيا والإنتاج الحيواني، ثم تابعت دراسة الدكتوراه بالهندسة الزراعية، وقد أنهيتها بدرجة مشرف جداً وهي أعلى مرتبة تمنح في "فرنسا" متفوقاً على جميع الفرنسيين طلبة الدكتوراه في الجامعة التي أدرس فيها.

أحد أعضاء لجنة التحكيم التي حكمت بحثي الدكتوراه عرض علي البقاء معهم كباحث زراعي مقابل أجر مرتفع، لكنني رفضت قائلاً إن لبلدي وجامعتي التزاماً وواجباً وطنياً وأخلاقياً، حيث أرسلت لأحصل على الدكتوراه وأعود لأساهم بعملية التطوير العلمي.

شهادة الدكتوراه

عدت في عام 2007، وبدأت التدريس في جامعة "حلب"، واستمريت فيه حتى أثناء تساقط القذائف وخطورة الطريق خلال سنوات متتالية. وفي نهاية عام 2017 انتقلت إلى جامعة "حماة"، وعينت فيها نائباً لعميد كلية الهندسة الزراعية للشؤون الإدارية، ورئيساً لقسم الإنتاج الحيواني حتى الآن».

أما عن البحوث الذي نشرها، فيضيف: «نشرت العديد من الأبحاث العلمية باللغتين الإنكليزية والفرنسية في العديد من المجلات العلمية والعالمية المحكمة في "أميركا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا وتركيا والعراق"، منها بحث علمي باللغة الفرنسية في المؤتمر الحادي عشر لأبحاث الدواجن في "باريس"، وشاركت ببحث علمي في المؤتمر الثامن عشر للطب البيطري والدواجن في مدينة "نانت" في "فرنسا"، وفي عام 2006 قدمت في "إيطاليا" عرضاً تقديمياً باللغة الإنكليزية عن بحثي العلمي في المؤتمر الأوروبي الحادي عشر للدواجن، ونشر ملخص منه في المجلة العالمية "Poultry Science Journal Worlds"، كما نشر لي بحث باللغة الإنكليزية في مجلة عالمية تصدر عن جامعة "كامبردج" في "بريطانيا" Animal، والعديد من البحوث، وتم قبول بحثين محكمين باللغة الإنكليزية في مجلة جامعة "ذي قار" للعلوم الزراعية العراقية، وسينشران في بداية عام 2019».

الماجستير من فرنسا

الدكتور "محمد نيوف" يقول عن معرفته بالدكتور "ماجد" وعمله: «تعرّفت إلى الدكتور "ماجد" أثناء عمله مع المنظمات الدولية، وقد أعجبت بأسلوبه بالإدارة والتخطيط والبحث؛ فهو يتمتع بفكر استراتيجي وبحثي منقطع النظير، وزادت معرفتي به من خلال العمل كنائب لعميد كلية الهندسة الزراعية ورئيس قسم الإنتاج الحيواني، حيث زادت قناعتي بخبراته وإمكانياته كباحث زراعي عالمي، يمتلك العديد من المنشورات في المجلات البحثية الدولية، وله باع طويل في الأبحاث من أجل التنمية.

وقد لعب دوراً مهماً خلال سنوات الحرب على "سورية"؛ من خلال إيجاد حلول مستدامة تحسن الإنتاج الزراعي والحيواني وتخفف من الفقر عند الأسر الزراعية؛ عبر عمله في الجامعة أو المنظمات الدولية، ومنها مشروع الشعير المستنبت.

على الصعيد الشخصي، يتمتع بحسّ وطني منقطع النظير، ورفض الكثير من إغراءات السفر؛ هذا الوباء الذي انتشر نتيجة الأزمة، وبقي متمسكاً بجامعته وبلده».

يذكر، أن الدكتور "ماجد موسى" من مواليد مدينة "السلمية" عام 1975، يعمل كخبير ومستشار في قطاع الإنتاج الحيواني في المنظمة الدولية مؤسسة "الآغا خان".