ورث الحرفة عن والده، وتعلّق بها منذ نعومة أظافره، فأتقنها في عامه الثامن عشر، وحسّن من اتساع النول ليصنع أطول بساط في العالم، بنقوش تمثل تراث مدينته، كما تميز بصناعة عباءة "الرعيان"، شارك بمهرجانات محلية وعربية ونال الشهادات التكريمية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت الحرفي "عبد الكريم عكاش" بتاريخ 17 آب 2020 ليحدثنا عن طفولته ودراسته قائلاً: «ولدت في عائلة توارثت أعمال الغزل والنسيج فقد كان جدي يصنع خيوط الصوف، وأبي نساجاً، ومنه تعلمت الحرفة فقد لازمته مذ كنت في السابعة من عمري ألفُّ المواسير بالخيوط وبالأقمشة، وتعلقت بهذه الحرفة فكنت أغافل أبي أثناء خروجه وتركه النول لأجلس مكانه وأجرب العمل بقطع صغيرة خاصة بي، وحين بلغت الرابعة عشرة أنتجت أول قطعة نسيجية صغيرة بنقوش مختلفة وأطوال مختلفة، وتعلقي بالنسيج لم يشغلني عن دراستي التي حرصت عليها مع هذه الهواية، حيث أنهيت الابتدائية في مدرسة "إبراهيم هنانو" والإعدادية في مدرسة "ابن خلدون" والثانوية الصناعية ميكانيك سيارات 1983 في مدرسة "محمود أحمد كردي"، وكنت قد أتقنت النسيج فترك لي أبي هذا العمل، ثم أنهيت دبلوماً صناعياً بالهندسة الميكانيكية من المعهد الصناعي الأول بـ"حماه" عام 1985».

هو جاري في الخان رجل أخلاقي مهذب، محب لجيرانه كما يحب عمله، يقضي أوقاته في العمل دون استراحة، وهو مبدع ويشارك في مهرجان "الربيع" بـ"حماة" مذ عرفته، ويهتم بنظافة الخان، يقدم النصيحة برحابة صدر وكأنه أب للجميع، لا يتدخل بشؤون الآخرين، أحببت أعماله وابتعت منها عدة أعمال نسيجية لأني أحب الأعمال اليدوية ولا سيّما أنني رسامة

ويتابع "عبد الكريم" حديثه عن حبه لهذه الحرفة وكيفية العمل قائلاً: «كنت أعشق كل تفصيل في النول والعمل بالخيوط وأدوات النسيج البسيطة، والعمل يبدأ بوضع المواسير على الدولاب مع اختيارنا للألوان وترتيبها، ثم توزيعها في أوعية (السطل) وهي أربعة أو خمسة، وبألوان متعددة، نأخذ لون القطعة من أكثر الألوان كمّاً بينما الزينة من أقلها مع اختيار النقش المناسب بحسب حاجة استعمال القطعة، فهناك البساط والعلاقات والمساند والمفارش بخيوط من "الدرالون" المستوردة والتي أعاني لتأمينها في الوقت الحالي بسبب الأزمة والحصار، أو وبر الجمل، أو الصوف، بحسب طلب الزبائن في "حماة" وريفها، "سلمية"، "مصياف"، "طيبة الإمام"، و"محرده" وسوق السياح الذي كان نشطاً قبل الأزمة».

بساط يدوي وعليه نقوش من تراث حماه

ويحدثنا الحرفي "عبد الكريم" عن صناعته للعباءة الرعيانية وعن أطول بساط في العالم قائلاً: «عام 2018 صنعت أطول بساط في العالم ويبلغ 5 أمتار أي 7 أذرع والمتعارف عليه عالمياً أن يكون 5 أذرع فقد طلبت من حرفي النول أن يوسّع الفراغ الذي يضم البساط بطريقة معينة أثناء الحياكة ليتسع لهذا الطول ونجحت الفكرة والتصميم، وما يميز هذا البساط النقوش التي ابتدعتها وهي الجمل والناعورة واللعبة، وفي عام 2020 صنعت عباءة من صوف الغنم ووبر الجمل، خيوطها معاملة بشمع العسل لتمنع تسرب الماء للراعي».

وعن النشاطات التي شارك بها يحدثنا قائلاً: «شاركت بمهرجانات "حماة" وفي المراكز الثقافية في جميع المحافظات، ومتحف "حماة" ومهرجان "طرطوس" لأعوام 1995، 1996، و1997 ومهرجانات البادية في "تدمر" حيث قمت بتصميم شعار السياحة، وشاركت في مهرجان "عنجر" في "لبنان" وفي "معرض دمشق الدولي" عام 1984، وفي مهرجان الربيع بـ"حماة" منذ عام 1997 وحتى الآن، وفي 2017 قمت بتدريب دورتين للأرامل والمطلقات مع منظمة الـ "UNDP"، وألفت كتاباً للنسيج اليدوي بعنوان "النظرية العملية لنسيج البسط"، وساهمت في تقسيم طلاب المعهد اليدوي مع عدته وأجهزته إلى فئات حسب الإنتاج، ورشحت لأكون مديراً لمعهد النسيج اليدوي بـ"حماة" وهو قيد التطبيق».

النساج مصطفى عسكر

الحرفي النساج "مصطفى عسكر" قال عن "عكاش": «أعرفه منذ طفولته عندما كان يرافق والده وهو في السابعة من عمره، حيث كان يلفّ المواسير لوالده، ثم أتقن عمله ليصنع البساط الصوفي، فسلّمه والده النول بعد إتقانه العمل واجتهد بالابتكارات حتى أنتج نقشة الجمل والناعورة والسلسلة اليدوية وصنع أطول بساط في العالم والعديد من العلاقات (المكتبة الواحدة والمزدوجة) والحقائب والمساند والمفارش والوسائد والحقائب الصغيرة وحافظات الهواتف الخليوية ومحفظة للحاسب التي صنعها للطلاب في معهد الـ"UNDP" عام 2017».

وتحدثنا الرسامة "رنا العمادي" عن الحرفي "عكاش " قائلة: «هو جاري في الخان رجل أخلاقي مهذب، محب لجيرانه كما يحب عمله، يقضي أوقاته في العمل دون استراحة، وهو مبدع ويشارك في مهرجان "الربيع" بـ"حماة" مذ عرفته، ويهتم بنظافة الخان، يقدم النصيحة برحابة صدر وكأنه أب للجميع، لا يتدخل بشؤون الآخرين، أحببت أعماله وابتعت منها عدة أعمال نسيجية لأني أحب الأعمال اليدوية ولا سيّما أنني رسامة».

الرسامة رنا العمادي

يذكر أنّ الحرفي "عبد الكريم عكاش" من مواليد "حماة" عام 1964.