نما حلمُهُ في التمثيل مُذ كان طفلاً رائداً على مستوى القطر، وكتب (اسكيتشات) ومثّلها وهو يافع، كما شارك في المسرح الجامعي لسبعة أعوام وفاز بالمرتبة الثالثة في مسابقة الأفلام الوثائقية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 15شباط 2020 التقت المخرج "فراس قدور" ليحدثنا عن بداية ميوله الفنية ودراسته قائلاً: «كنت رائداً على مستوى القطر بالشعر والمسرح في المرحلة الإبتدائية، ولثلاثة أعوام على التوالي 1986، 1987، 1988، وفي الصف العاشر كونت فرقة مسرحية من سبعة ممثلين أكتب (اسكيتشات) كوميديا سوداء، وكنا نعرضها في المناسبات الرسمية على مسرح المركز الثقافي في "سلمية"، بالإضافة لمشاركاتي في مهرجانات الشعر، وبعد أن حصلت على الثانوية انتقلت إلى "دمشق" ودرست معهد صناعات تطبيقية، وبعد تخرجي عام 1999 عملت كممثل مسرحي في فرق الهواة للمسرح الجامعي لمدة سبعة أعوام، وشاركت في عدة مسرحيات مثل: "أموات مجانين جداً" من إخراج "أحمد كنعان" ومسرحية "هوامش" من إخراج "جمال شقير"».

هو عاشق للسينما ويحاول بكل جهده أن يدفع من حوله ليعشقوها، كان لي شرف حضور ورشته السينمائية لألمس الجهد الكبير الذي قام به خلال الورشة رغم الظروف السيئة والإمكانيات القليلة، ورغم ذلك استطاع أن يدفع شباب مدينته ليدخلوا عالم السينما

ويتابع "قدور" عن نقطة التحول في حياته الفنية قائلاً: «كنت عاشقاً للمطالعة ومشاهدة الأفلام السينمائية حدّ الإدمان من عام 1993 وحتى عام 1998، وكان فيلم "براديسون" للمخرج الإيطالي "جوسيباتيرناتوري" الفاصل في حياتي ومعرفة ما أريد، فاتجهت لأكون خلف الكاميرا مخرجاً لا ممثلاً، فسعيت لأطور مهاراتي وأغنيها، بالإضافة لمطالعاتي في الكتب، وتواصلي عبر الإنترنت مع كليات السينما بـ"القاهرة" ومراسلة القائمين عليها فلقيت دعمهم لي حتى عام 2007، حيث أعلنت قناة "الجزيرة الوثائقية" عن مسابقة للمخرجين الشباب على مستوى العالم ودون خلفية لإنتاج أيّ عمل، وقبول المشاركات ولو كانت بتصوير كاميرا الجوال أو كاميرا الفيديو المنزلي وكان عدد المشاركين أكثر من ثلاثة آلاف فحصلت على المركز الثالث عن فيلم "ملوك الأرصفة" من تأليفي وإخراجي، وكانت الجائزة دراسة دبلوم سينمائي في مركز "الجزيرة" للتدريب والتطوير إضافة لورشات مكثفة في عدة بلدان عربية وأجنبية، والكورس لمدة شهر في "دبي" و"هامبورغ"».

شهادة من جامعة بيل ستيت في إخراج أفلام الأكشن

وعن بداية أعماله يتابع قائلاً: «في عام 2010 بدأت كمخرج محترف وكان فيلمي الأول "زهرة شرف" الذي أثار جدلاً واسعاً في ذلك الوقت، فقد تناول قصة حقيقية، وكان عبارة عن صرخة للوقوف إلى جانب المرأة من قانون الشرف، وهذا الفيلم اشترته قناة "الجزيرة الوثائقية"، وما يزال يعرض حتى الآن على شاشتها، وفي عام 2011 صنعت فيلماً بعنوان "حكايات من الهامش" عن قصتين حقيقيتين لامرأتين تمت المتاجرة بهما من خلال أقرب الناس، وعرض على "الجزيرة الوثائقية" أيضاً، وحاز على ما يزيد على 300 ألف مشاهدة، وكان له صدىً اجتماعيٌّ كبيرٌ، ولكن بعد الأزمة التي مرت على وطني وبسبب موقف هذه القنوات تركت العمل معها، وعدت لمدينتي "سلمية" لأفتتح مشروعي "آرت هاوس" لدعم المواهب الشابة وإيصالها إلى بداية الاحتراف في التمثيل أو الإخراج، وفي الوقت نفسه كنت أراسل بعض المؤسسات والمهرجانات الأوروبية ذات السمعة الحسنة البعيدة عن التحيز السياسي ونجحت في عام 2015 بأن أصعد بفيلمي "نساء للبيع" الجزء الثاني إلى العالمية، حيث اختارته مؤسسة السينما المستقلة في "بروكسل" وفرعها العربي في "المغرب" مدرسة "الفنون البصرية"، مع 15 فيلماً لمخرجين آخرين من كافة الشرق الأوسط ليقوموا بعدها بتدريبنا كأستاذ مدرب، إضافة لتعريفنا بالسوق العالمية للأفلام السينمائية والوثائقية، وعدت أستاذاً مدرباً عام 2017 وحصلت على المرتبة الأولى من بين ستة عشر مخرجاً».

ويتابع: «أقمت ورشة "أيلول السينمائية" ولأول مرة في مدينة "سلمية" التي لا تمتلك حتى دار عرض سينمائية، بهدف نشر الثقافة السينمائية، حيث يطغى المسرح والتلفزيون على الجو العام السائد وكانت تجربةً غنيةً ومتعبةً ولكنها مثمرةٌ، حيث قمت بتخريج 23 طالباً، وستة مخرجين و17 ممثلاً وأنجزنا مشروعَي تخرج، فيلم صامت بعنوان "القدر" وفيلم روائي طويل "بما تشعر" عرضا في مركز ثقافي "سلمية" بمشاهدة نخبة من نجوم الدراما السينمائية في "سورية" في 7 شباط 2018، وعدت لـ"دمشق" لأفتتح مشروع "غرين سكرين" لتعليم الخدع السينمائية والمؤثرات وتدريب الممثلين الذين سيتقدمون للمعهد العالي للفنون المسرحية حيث كنت أخرج لهم في نهاية كل دورة مشروع تخرج يساعدهم على دخول الوسط الفني في حال قبولهم في المعهد العالي للفنون وهذا تميز في دعم الفنان بشيء مصور كشهادة خبرة حيث يمثل سبع شخصيات متنوعة، ثم عدت لـ"سلمية" مجدداً لأفتتح (استيديو) خاصاً يعتمد على تقنية (غرين سكرين) حيث نحاول وما زلنا نشر ثقافة السينما وتميزها في مجال الفوتوغراف».

المخرجة المتدربة مرح محمود

المخرجة المتدربة "مرح غسان محمود" تحدثنا عن تجربتها مع المخرج "فراس قدور" قائلةً: «في عام 2016 سمعت عن ورشة "أيلول السينمائية" فقررت خوض التجربة، وسررت كثيراً بالأسلوب الأكاديمي الذي يدرّسه المخرج "فراس قدور" فدخلت قسم الإخراج، وتخرجت بشهادة امتياز حيث أخرجنا فيلمين، وأعدُّ الورشة من التجارب المثمرة، والتي شكلت لي نقطة تحول رغم كل المصاعب التي واجهتنا، وأرى المخرج "فراس" من القلائل الذين يعطون من علمهم وخبراتهم بسخاء، فقد علمني إضافة للإخراج كيفية كتابة السيناريو والتصوير والمونتاج وما زلت أتبع طريقه الذي يغمرني بالخبرات والمعارف».

المخرج "يزن أنزور" يحدثنا عن المخرج "فراس" قائلاً: «هو عاشق للسينما ويحاول بكل جهده أن يدفع من حوله ليعشقوها، كان لي شرف حضور ورشته السينمائية لألمس الجهد الكبير الذي قام به خلال الورشة رغم الظروف السيئة والإمكانيات القليلة، ورغم ذلك استطاع أن يدفع شباب مدينته ليدخلوا عالم السينما».

المخرج يزن أنزور

يذكر أنّ المخرج "فراس قدور" من مواليد "سلمية" عام 1979.