قّرّر أن يترجم حياته على شكل سيمفونيّة عزفها في فرق "المراسم"، وكان كالأشجار واقفاً في وجه الرياح، منمّياً موهبته الموسيقيّة في أسوأ الظروف.

إنّه "فارس نجم" الذي التقته مدونة وطن "eSyria" في مركز تدريب "مراسم رابطة الأمويين" في "المزة" بتاريخ 17 أيلول 2014؛ ليحدّثنا عن حياته وكفاحه، إذا بدأ حديثه بالقول: «نشأت في أسرة متواضعة ذات دخل محدود، ما دفعني إلى الاعتماد على نفسي منذ الصغر، فأنا أعمل منذ كان عمري 12 سنة، إذ قضيت طفولتي ومراهقتي في دكّان جارنا الجزّار، حتى دخلت الجامعة ودرست الأدب الفرنسي لكنّي لم أكمل دراستي، فوصلت إلى السنة الثالثة وتركتها بسبب الأوضاع الماديّة الصعبة لأسرتي، واضطررت أن أعود للعمل لكن هذه المرّة ليس كجزّار وإنّما كدهّان، ومن ثمّ عملت في تجارة الألبسة ثم بيع الخضراوات، لكن دوماً كان هناك هاجس عشقي للموسيقا يلحّ عليّ لأتعلّم العزف، وأخطو في درب الموسيقا لأكون يوماً ما أحد العازفين الأشهر والأكثر احترافيّة وخبرة؛ لذا كنت دوماً أسعى لاغتنام أي فرصة تمكّنني من ممارسة هوايتي الموسيقيّة.

إنّه شخص لطيف ويساعدني أنا والمتدرّبين في المراسم بالعزف على الآلات الإيقاعية والنفخيّة، ورغم تخصّصه في الآلات النفخيّة فهو ملم بالموسيقا ولديه خبرة بكل الآلات المستخدمة في "المراسم"، كما يساعدنا في حلّ مشكلاتنا وإن كانت خارج الإطار الموسيقيّ، ويعاملنا كأبنائه وإخوته وأنا معجبة جداً بأسلوبه الموسيقيّ وموهبة العزف على "الترومبيت" المتمكّن منها، وحتى أسلوبه في التدريب متميّز عن باقي المدرّبين بشكل كلّي

وحبّي للموسيقا في ظلّ ظروفي الماديّة الصّعبة دفعني إلى الانتساب إلى فرقة "المراسم" عندما كنت في المرحلة الثانويّة في مدرسة "بدر الدين عابدين"؛ تعلّمت العزف على عدّة آلات ثم تخصّصت في الآلات النفخيّة، وحبّي للموسيقا دفعني إلى جعل الموسيقا مهنتي وليست فقط هوايتي، فخضعت لدورة مدرّبي "المراسم" في "مدينة الشباب الرّياضيّة" في حيّ "المزة"، مدتها شهر ونصف الشهر، ومن خلالها أصبحت مدرّب فرقة "مراسم الميدان"، وفي بداية 1994 درّبت فرقة "القنيطرة"، وبقيت فيها حتى سنة 1999، وعندها تركتها ودرّبت فرقة "مراسم مساكن برزة" مدّة 6 أشهر، وبعدها "فرقة بسّام حمشو" أيضاً مدّة 6 أشهر، وفي بداية عام 2000 قدت "فرقة مراسم الأموييّن" في حيّ "المزة"، ومستمر في العمل معها حتى الآن إضافة إلى عملي كمحاسب في شركة خاصّة».

رابعة حنانا

وفي لقاء مع صديقه مدرّب "الترومبيت" "محمّد مصطفى"، تحدّث لنا عن "نجم" قائلاً: «أنا أعرف "نجم" منذ سنة 1990، تعرّفته من خلال العمل الموسيقيّ، وشخصيّته المميّزة جعلتنا نتقرّب وتتجاوز علاقتنا الزمالة لتصل إلى الصداقة، فهو إنسان محبوب وقريب من القلب وصبور جداً في التعامل مع الآخرين، فلا يبخل في مساعدة أحد ولو كان ذلك يتطلّب جهداً كبيراً منه، وأكثر ما يعجبني به ذاكرته المتينة ومساعدته للمتدرّبين في المراسم على العزف بأسلوب مميّز، وله حس موسيقي عالٍ وإحساسه يترجمه بآلته النفخيّة "الترومبيت" لنراه بأبسط لغة وهي المشاعر، وله اهتمامات غريبة نوعاً ما، مثل جمع العملات النقديّة العالميّة الحديثة والقديمة.

أما موسيقياً؛ فما يميزه تعلقه الكبير بالموسيقا وبكل ما هو جديد فيها، من مقطوعات إلى تقنيات عزف وتعليم، وهذا ما يثبته طلابه ومتدربوه في فرق المراسم، فكثيراً ما يشكل صداقات حقيقية مع طلابه».

فارس نجم

كذلك حدّثتنا "رابعة حنانا" عن "نجم"؛ وهي إحدى المتدرّبات في فرقة مراسم "المزة"، وتقول: «إنّه شخص لطيف ويساعدني أنا والمتدرّبين في المراسم بالعزف على الآلات الإيقاعية والنفخيّة، ورغم تخصّصه في الآلات النفخيّة فهو ملم بالموسيقا ولديه خبرة بكل الآلات المستخدمة في "المراسم"، كما يساعدنا في حلّ مشكلاتنا وإن كانت خارج الإطار الموسيقيّ، ويعاملنا كأبنائه وإخوته وأنا معجبة جداً بأسلوبه الموسيقيّ وموهبة العزف على "الترومبيت" المتمكّن منها، وحتى أسلوبه في التدريب متميّز عن باقي المدرّبين بشكل كلّي».

الجدير بالذكر أن "نجم" من مواليد 1971 من مدينة "السلمية"، أب لطفلة تبلغ من العمر 11 ربيعاً.