لم يعد عمل الفنان التشكيلي اليوم منسوخاً من مدرسة معينة بحدّ ذاتها، بل بات التنويع الفني صفة بارزة ومطلوبة، وربما تكون عملية المزج هذه من وجهة نظر نقدية تأسيساً لنظرية مختلطة تحمل في ما تحمل مقاربات المدارس التشكيلية القديمة.

ويعمل الفنان التشكيلي "عبد الستار عمرين" في مرسمه بدار الفنانين التشكيليين في حي "الطوافرة" الأثري على توليد عدد من الحالات المتمازجة فنياً والتي يدعمها اللون المدروس والمحلل فنياً، فتخرج اللوحة بين يديه حاملة خصوصية وإحساس فنان حقيقي.

موقع eSyria زار الفنان "عبد الستار عمرين" بتاريخ 15 آب 2009 وكان لنا معه الحوار التالي:

من أعماله

  • نشهد اليوم تسويق العمل الفني بواسطة بعض الشركات التجارية، ما رأيك في ذلك؟
  • ** هناك العديد من الشركات التجارية التي تقوم بتسويق بعض الأعمال الفنية، ويحصل انتقاء هذه الأعمال بطريقة ما لعدد من الفنانين ضمن شروط تحددها هذه الشركة، يمكن أن يجازف الفنان كثيراً لكي يصل، في كل الأحوال فإن تسويق العمل الفني أفضل من تخزين اللوحات الفنية في المنزل أو المرسم.

    الفنان "عبد الستار عمرين"

  • أغلب الفنانين التشكيليين في "حماة" وأنت واحد منهم رسموا الناعورة وحي "الكيلانية"، لمَ هذا التشابه؟
  • ** كل فنان يرسمها كما يراها وحسب الأسلوب الذي يختار العمل به، من الممكن أن تكون بشكل واقعي فتأتي توثيقية، أو أن يضيف إليها ما يريد أن يقوله، النواعير والأحياء القديمة المحيطة بها هي رمز من رموز المدينة التي على الفنان توثيقها.

    وجوه

  • لديك ميول في بعض لوحاتك نحو التجريد، ولكني لم أجد لوحة تجريدية تمثل المدرسة بشكلها المتكامل.
  • ** الفنان الحديث لا يعمل بطريقة تجريدية فقط، ولا يعمل بطريقة انطباعية فقط، الآن نحن أمام لوحة وعمل فني يتذوقه المشاهد، وأمام عدد من المكونات منها تحليل اللون ودلائل اللون ودلائل الخط؛ فمفردات العمل الفني تحررت لدى الفنان، ولكن ليس بالشكل الكلاسيكي أو الواقعي القديم، من الممكن الجمع بين أكثر من مدرسة كما يمكنك المزج بين الخط واللون التحليل النفسي للون والتكوين، كل هذا أمر وارد.

  • لم تكمل الوجه الثاني في اللوحة.
  • ** هذه اللوحة بعنوان الوجه والوجه الآخر، أحاول حين أرسم أن أخاطب الإحساس الداخلي من خلال الشخصيات المرسومة، أحاول أن أعبر عن الملامح في الشكل والملامح والخط في اللوحة، لدي لوحات بورتريه فيها خطوط تدل على تناسب الحالة التي لم يعد الشكل فيها يمثل موضة.

  • نحن اليوم في عام 2009 هل بات الفن يخضع لقياسات معينة، شأنه في ذلك شأن جميع التفاصيل الحياتية؟
  • ** إذا أردنا وضع معايير لقياس العمل الفني، فإن الفن الحديث أخذ بعين الاعتبار عدة اتجاهات وتخصصات فنية، فإذا تحدثنا عن أحد الاتجاهات، فلا يعني ذلك أن باقي الاتجاهات خاطئة، أي عمل يفقد الحس الفني ومفردات العمل الفني فهو عمل غير فني.

  • بين الرسام والفنان ما الفرق؟
  • ** الرسام هو الذي يرسم أي شكل، فقد يكون هذا الشكل هندسياً وظيفياً، من الممكن أن يمر الرسام بلحظة الإبداع، أما الفنان فيفترض به تقديم الابتكار والإبداع مع كل خط يرسمه.

  • كان لك تجربة مع الطباعة الحريرية، حدثنا عنها.
  • ** أعمل بالطباعة الحريرية منذ أكثر من عشرين عاماً، أعمل فيه بشكل تجاري ولدي عدد من اللوحات الفنية التي استخدمت بها الطباعة الحريرية، ميكانيكياً تمر عملية الطباعة الحريرية بعدة مراحل ما بين رسم اللوحة وفرز ألوانها بشكل يدوي، ومن ثم حفرها لكل لون، ومن ثم طبعها بتسلسل لتتم عملية إخراجها بشكل نهائي، حالياً أنفذ عدة أعمال كخطوة للمشاركة مع أحد الفنانين في معرض مشترك، وأخطط لمعرض فردي قريبا.ً

  • تعمل موجهاً لمادة التربية الفنية في مديرية التربية، ألا تعتقد أن مادة التربية الفنية بحاجة إلى تطوير؟
  • ** وزارة التربية اليوم تهتم بمواد الفنون، وأنا عملت في لجان التأليف في الوزارة في عام 2008، الوزارة ستطلق مشروعاً جديداً مع بداية العام كمرحلة تجريبية ليكون هناك كتاب لمادة الرسم من الصف الأول الابتدائي وحتى الثاني الثانوي الأدبي مع دليل معلم، الوزارة اليوم مهتمة بتنمية حاسة الفن منذ الصغر وتنمية حاسة الذوق لجميع الفنون.

    * حدثنا عن بداياتك.

    ** أنا من تولد عام 1963 بدأت الرسم عندما كنت في الصف السابع، وقد ساعدني الأستاذ "يونس خطاب" بوضعي على الطريق السليم حيث وضعني في مركز "سهيل الأحدب" للفنون التشكيلية عام 1975، وكان له الفضل عليّ.

    دخلت كلية الفنون الجميلة عام 1981 في قسم اتصالات بصرية وعملت بعدها دبلوم ترميم آثار عام 1985، قبل أن أعمل في الطباعة الحريرية، ومن ثم درست فترة في دار المعلمات عام 1986.

    عدت للتدريس بعد أن درست دبلوم تأهيل تربوي، ومن ثم عدت إلى سلك التدريس، حالياً أعمل موجهاً اختصاصياً للتربية الفنية في مديرية تربية "حماة".