تشكل كتابة النصوص المسرحية نقطة البدء في أي عمل مسرحي، والكتاب المسرحيون في "سورية" عددهم محدود ومن الممكن عدّهم على الأصابع، كون غالبية الأعمال المسرحية التي تنفذ تقوم على نص أو فكرة لكاتب أجنبي، أو على توليفة من النصوص لكاتب محلي قديم.

الكاتب "نصير الناصر" أحد الكتاب الذين اختاروا جنس المسرح للتعبير عن رؤيتهم للتاريخ والمستقبل. موقع eHama التقى الكاتب "نصير الناصر" بتاريخ 19/11/2008 وكان لنا معه الحوار التالي:

  • تنشر باسم "شمس الدين الواحدي" وينادونك باسم آخر، فأيهما الاسم الحقيقي، ولماذا لك اسمان؟
  • **اسمي الحقيقي هو "نصير الناصر"، وهو اسم سماني إياه جدي، أما الاسم المستعار "شمس الدين الواحدي" فله معي قصة، حيث استيقظت في أحد الأيام على صوت أحدهم يناديني تنبه يا "شمس الدين"، أما "الواحدي" فلي صديق كنت دائماً ألتقيه ونتناقش في علم التوحيد، فصار بعد برهة من الزمن يناديني "أبو النصر الواحدي"، فأنزلته اسماً لي فيما أكتب من الآداب، وعندما يسألني الناس لماذا تكتب باسم مستعار أقول دائماً أني جربت حظي في الفن التشكيلي باسمي الصريح، وعملياً أنا لا أبحث عن الشهرة.

    *الكتابة للمسرح، مليئة بالشجون، هناك مشكلات يتعرض لها الكاتب المسرحي، هل لك أن تحدثنا عنها وعن المشكلات التي تعترضك ككاتب مسرحي؟

    **في الكتابة عندما أبدأ أشعر أن مخزوني الثقافي لا يزال ضعيفاً، لأن المسرح هو الحياة، والبشرية مرت بمراحل تاريخية هائلة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، فأين هو مخزوني الثقافي مقارنة بالحضارة البشرية، يجب على الكاتب المسرحي أن يعرف البناء الدرامي الذي جعل البشرية تصل إلى هنا، وهذا شيء مستحيل، أما في النشر فأنا أحتاج مثل غالبية الكتاب إلى نشر مجموعاتي القصصية والمسرحية، وقد قامت وزارة الثقافة مشكورة في الفترة الأخيرة بطباعة مجموعة لي على حسابها، وهناك العديد من الأعمال التي تحتاج إلى النشر إلا أن هذا يحتاج إلى تكاليف لست قريباً منها حالياً.

    *هل أنت مع أن يضيف المخرج رؤيته للعمل المسرحي، ولو كان ذلك على حساب تعديل النص؟

    **شئنا أم أبينا عندما نقدم النص الأدبي إلى الناس لم يعد هذا النص ملكاً للكاتب، لذلك ليس عليك أن تسأل ماذا يفعلون به.

    *إلى أي مدى يساعد الكاتب المسرحي المخرج في توصيفه لشخصياته المسرحية؟

    **هذا يتوقف على ثقافة المخرج، ربما أنا أطرح شخصية وقد لا أكون قد رسمت كل جوانبها، فالمخرج عليه عند ذلك إضافة ما قد لا أراه أنا، وربما يشاهد هو جانباً من الشخصية قد لا أوافقه عليها، ولكن تظل مجرد رؤية.

    *طرحت في مسرحيتك "الطريق إلى أثيوبيا" مجموعة من الأفكار والشخصيات التي حللتها علمياً، وقد خالفت بذلك بعض المنقولات التاريخية.

    **هذا صحيح، فقد حللت شخصية "يوديوس اسخريوط" وهو كما نقلته المرويات التاريخية خائن، والمرويات التاريخية تتحدث أن نهاية حياته كانت الانتحار، وهذا أمر لا أعتقده صحيحاً، فلا يوجد خائن لديه القدرة على الانتحار، أنا حاولت تحليل هذه الشخصية بشكل إيجابي.

    *الكثير من المسرحيين السوريين يعتمدون على أعمال لكتاب أجانب، هل ذلك بسبب ضعف الكتابة المسرحية في سورية أم أنه بسبب عدم وجود كتّاب مسرحيين فعلاً.

    **أي كاتب مسرحي أو غير مسرحي يعتمد على المخزون الثقافي الذي يحمله، وإذا كان المخرج مثلاً مطلعاً على أعمال المسرحيين الأجانب فسيكون عمله نابع من مخزونه الثقافي.

    *أنت فنان تشكيلي إلى جانب كونك كاتب مسرحي، ما هو الارتباط بينهما؟

    **الثقافة كلٌّ لا يتجزأ، وما تقسيمات الفن والأدب إلى موسيقا وشعر ومسرح وقصة إلا من باب التوثيق والتصنيف، فالطبخ مثلاً هو ثقافة وفن وهو ثقافة كبيرة تجد فروقها بين الحضارات الإنسانية.

    *من وجهة نظرك ما هي الإضافة التي حققتها أدبياً، ما هو مشروعك، وأين أنت منه؟

    **أنا مدرّس في معهد الفنون ولدي طموح من خلال عملي أن أرفع مستوى المعهد الذي أدرس به من معهد متوسط إلى معهد عالٍ، وبقي لي خمس سنوات قبل أن أتقاعد لكي أحقق هذا المشروع، أما ككاتب فمشروعي يتمثل في أن أضيف عدداً من النصوص المسرحية ذات النوعية إلى المسرح العالمي.

    من الجدير بالذكر أن الكاتب "نصير الناصر" من مواليد عام /1954/ في "حماة"، درس في كلية الفنون الجميلة ثم أوفد لصالح وزارة التربية إلى روسيا وحصل على درجة الماجستير باختصاص النحت من أكاديمية الفنون الروسية، تنقل بعدها بين عدة دول، ثم عمل مدرساً في المعهد المتوسط للفنون في مدينة "حماة".