"يحيى تويت" فنان تشكيلي يخلط اللون ويضيف إلى اللوحة بعده الخاص كما يراه، و"يحيى تويت" مصمم إعلاني يرسم على الكمبيوتر ما يثير العين ويجذبها إلى الإعلان التجاري.

وبالرغم من أن البعض يرى أن المسألتين تحملان تناقضاً ما بين العمل الفني والعمل التجاري، فخطأ الخلط بين المسألتين قد يحمّل الفنان تبعات الفشل في كلا المجالين.

موقع eHama زار الفنان "يحيى تويت" في مرسمه وفي مكتبه بتاريخ 11/9/2008 وكان لنا معه الحوار التالي:

*ألا تخاف من خطورة التداخل بين الرسم الحقيقي والرسم على الكمبيوتر؟

**عندما أذهب إلى الرسم أنسى تماماً أني كنت في مكتب التصميم، لقد أفادني الفن في مهنة التصميم على الكمبيوتر، لكن العكس لم يحدث.

*هناك من يرى أن الكمبيوتر يشكل خطراً على بقاء فن الرسم بشكل عام، ما هي وجهة نظرك؟

**هذا الكلام كان صحيحاً عند بداية دخول الكمبيوتر إلينا حيث شكل إبهاراً لونياً بالنسبة للحركة، ولكن الآن عاد كل شيء إلى نصابه، ويظل الفن التشكيلي هو عبارة عن روح ولمسة فهنا يدخل الشعور الذي لا يمكن أن تحصل عليه أبداً في الكمبيوتر، بالإضافة أنه لا يمكن للوحة الفنية أن تتكرر، إلا أنك في الكمبيوتر قادر على نسخ ولصق التصميم ملايين المرات.

*لماذا ركزت كثيراً في أغلب لوحاتك على رسم "البورترية"؟

**أشعر أن الوجه هو مرآة الإنسان بتعابيره وألوانه وفرحه وانكساراته وحالته النفسية، أنا لا أرسم الوجه بشكله الواقعي ولكني أرسم الإحساس الذي أراه على هذا الوجه، هناك الكثير من المتذوقين للبورتريه ودعني أصرح لكم ((رأس الفن رسم "البورتريه")).

*هل يعني ذلك أنك انطباعي؟

**لا لست انطباعياً، فاللانطباعية مبدأ لوني أنا لا أطبقه، أنا أعمل على الناحية الفكرية، أنا أرسم حالة محددة ولا أرسم شخصية محددة لذلك ليس لدي التزام بنسب معينة، ((أنا أرسم لأعبر لا لأشابه)).

*تستخدم كثيراً في لوحاتك الألوان "الحارّة والباردة" ألا ترى أنك تحاول جذب الانتباه من خلال أفكار تقترب من التصميم الإعلاني؟

**لا أبداً، فأنا كنت أستخدم هذه الألوان قبل أن أبدأ عملي كمصمم إعلاني، فمتعة العمل الفني لا تتم إلا بوجود اللون "الحار والبارد"، أنا أعمل على مبدأ خلق "متعة بصرية لدى المشاهد"، الفن بشكل عام يحمل في طياته فكرة الإمتاع البصري.

*في مجال الإعلان، هل تعمل على خلق فكرة متكاملة للإعلان أم أنك تكتفي بلفت الانتباه؟.

**الإعلان هو فكرة ونموذج بشكل عام، إذا عملت باللون دون فكرة فإنك لا توصل الفكرة إلى الأشخاص المستهدفين من هذا الإعلان، كما أنك تحتاج بالإضافة للفكرة إلى تنسيق لوني لخدمة العمل، أنا لا أستخدم المثيرات البصرية في الإعلان أبداً، أميل إلى البساطة والأسلوب الأنيق في الإعلان.

*علمتُ أن لك اهتمامات أيضاً بالتصوير الضوئي، ما الذي تركز عليه في صورك؟

**أنا أعشق العلاقة التي يخلقها الضوء مع الظل، وأحاول التركيز على الأشياء التي نمر بها عادة دون أن تلفت انتباهنا، يمكن لكل إنسان أن يرى أشياء لا يراها غيره، فلكل شخصية اهتمام وملاحظة مختلفة بالنسبة للشيء، لا توجد إلا معه.

ومن الجدير ذكره أن الفنان "يحيى تويت" من مواليد /1969/، درس في معهد للرسم بـ"دمشق"، شارك في العديد من المعارض الجماعية، لديه مكتب خاص للإعلان والذي يعمل فيه كمصمم، كما أنه وكيل إعلاني لعدد من الشركات منها.