للأطفال عوالم لا يلجها سوى الفارس الذي يمتلك أدوات فنية تقربه من هذه العوالم، تمكنه من الدخول والتعرف على جزئيات وتفاصيل حياة هؤلاء الأطفال، يجسدها بنصوص إبداعية تساهم بصقل مواهبهم العلمية والثقافية والمهنية.

"eSyria" حضر مساء يوم الأربعاء السادس عشر من شهر كانون الأول 2009، حفل تكريم الدكتور الأديب "موفق أبو طوق" من قبل اتحاد الكتاب العرب فرع "حماة" على عطائه وكتاباته الموجهة للأطفال، ومساهماته الصحفية عبر المقالة النقدية والساخرة.

التكريم أشد بلاغة من الجائزة، لأنه يأخذ بالحسبان مسيرة المبدع وكتاباته، ويترك في النفس أثراً طيباً وأنت تستمع لكلمات الأصحاب دراسة وتحقيقاً ونثراً وشعراً، بينما الجائزة وقتية وآنية وبنت مناسبة ربما لا تتكرر

وحدثتنا الأديبة "فاديا غيبور" نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب في "سورية" عن المحتفى به قائلة: «الأديب "موفق أبو طوق" كاتب أطفال ناجح وجيد، وأعتقد أن لمهنته كطبيب أسنان دوراً

"موفق أبو طوق" مكرماً بين أهله وأصدقائه

في هذا الموضوع، والسبب أنه من الضروري أن يتوفر له فنية خاصة للتعامل مع الأطفال يستمع لهم، يحدثونه عن مشاهداتهم واستفساراتهم، مما يجعله قريباً من عالم الطفل، ويمكنه من الدخول أكثر في جزئيات كثيرة في حياتهم، على الصعيد الإبداعي والعلمي كما نلاحظ ذلك في قصصه الموجهة للأطفال، والتي تحمل أهدافاً تربوية وعلمية وثقافية وأدبية».

الدكتور "رضا بلال رجب" قدم شهادة بالمكرم قال فيها: «الأديب "موفق أبو طوق" واحد من الذين دونوا تاريخهم الأدبي بنجاح في قائمة مبدعيه، وإننا إذ نكرمه بوقفة نقدية لعطائه الأدبي الصادق، مؤكدين على أن القابض على جمرة المعرفة، هو وحده القادر على تحديد بوصلة الخلود وزمن الشروق الذي لا ظلام فيه».

"أبو طوق" بين أفراد عائلته

مقرر "جمعية أدب الأطفال" في اتحاد الكتاب العرب في "دمشق"، الأديب "صبحي سعيد" عبر عن رأيه بهذه المناسبة قائلاً: «تكريم الأديب هو تكريم للمجتمع الذي ولد فيه الأديب، كما أنه تكريم لكل الأدباء الذين ينضوون في جمعية أدب الأطفال، والدكتور "موفق" واحد من الذين أثروا مكتبة الطفل بنتاجهم الإبداعي الهادف، ومازال مستمر العطاء، مبروك عليه هذا التكريم».

الأديبة الدكتورة "نظمية أكراد" قدمت دراسة قيمة عن نتاج الأديب "موفق أبو طوق"، وعبرت عن رأيها بهذه المناسبة قائلة: «لقد تعرفت على نتاجه الأدبي منذ إصداره لمجموعته القصصية الأولى الموجهة للأطفال بعنوان "وللأسنان عالمها الخاص" في عام /1975/ وحتى آخر إصداراته، لقد تميز نتاجه بتكريس القيم الخيرة والروح الجماعية عند الطفل، واستخدم معارفه في تقريب الأفكار العلمية بأسلوب محبب يشد الطفل لقبول هذه العلوم، أبارك له هذا التكريم الذي يستحق».

جانب من الجمهور الغفير الذي حضر التكريم

الأديبة "أميمة ابراهيم" التي تحدثت عبر دراسة مميزة كيف أصبح الطبيب "أبو طوق" كاتباً للأطفال، قالت: «الطب والأدب كلاهما هدفه الإنسان، لذلك استطاع الأديب "موفق" أن يجول بنا في عوالم الجسم بحوارات توصّف عمل وفائدة كل عضو من أعضاء الجسد، بأسلوب سلس تعليمي مليء بالحركة والحيوية بما يناسب عوالم الطفل. بهذه المناسبة أتقدم للزميل بأحر التمنيات والمباركة بمزيد من التألق والنجاح».

القاص "سامي طه" الذي تحدث عن البعد التربوي في أدب "أبو طوق" حدثنا قائلاً: «لقد أحببت أن أوضح أهمية البعد التربوي في أدب الأطفال بشكل عام، ونضجه في أدب الدكتور "موفق" بشكل خاص، وملامسة هذا الجانب بتشعباته التخصصية للواقع. لأن الأدب هدفه الارتقاء بثقافة الإنسان صغيراً كان أم كبيراً، ولقد كان موفقاً في هذا الجانب، لذا استحق هذا التكريم».

الأديب "محمد قرانيا" فقد تحدث عن "فن اليوميات" عند الدكتور "موفق" قائلاً: «لقد ارتكزت بدراستي على مجموعته القصصية "يوميات دموع" التي أنسن فيها الدموع مبيناً أهمية الدمع للعين والنفس والروح الطفلية، برؤية معاصرة تجاوزت المألوف مع الحفاظ على القيمة الفنية للقص، وبعيداً عن المباشرة. أضم صوتي للزملاء وأقول مبروك له هذا التكريم».

القاص "نزار نجار" الذي عاش معه في حيّ واحد وجاوره في مقعد الدراسة عبر عن مشاعره قائلاً: «لقد قدمت ما عرفته عن الأديب "موفق" بحكاية أعطيتها عنوان "صورة طبق الأصل لكاتب ملتزم" تحدثت فيها عن تاريخ معرفتنا منذ الطفولة وحتى اليوم، مذكراً بالحيّ والمدرسة والجامعة، ومختلف الأحداث التي عاصرناها، وكيف تجسد ذلك في أدب الأطفال عند الأديب "موفق أبوطوق"، الذي أتمنى له المزيد من التوفيق والنجاح».

الشاعر والمربي الفاضل "محمد عدنان قيطاز" عبر عن مشاعره بهذه المناسبة شعراً فقال: «أهني الصديق أبا أغيد/ بيوم على الدهر سمح اليد/ كريم الطباع بليغ اليراع/ رفيع السجية والمحتمي/ نصير الطفولة من سالف/ بغير الهدى الحق لايهتدي/ مكارمه جمة لا تُعد/ وأحلامه عذبة المورد/ ومن كان مثلك ياصاحبي/ أتاه الثناء على موعد».

الشاعر ولأديب "راتب سكر" حدثنا عن مشاركته قائلاً: «لقد حاولت أن أسلط الضوء على رواية "الدوامة" التي كانت الحدث الأبرز على الساحة الأدبية في "حماة" وعلاقة الكاتب بشخصيتيها الأساس "حسان" و"الطبيب"، ومدى انسجامه معهما على الصعيد الفكري والثقافي والمعرفي، مركزاً على البعد الإنساني والوطني والقومي في الرواية. أهنئ الصديق "موفق" بهذا التكريم الذي يستحق».

الشاعر "معاوية كوجان"، حدثنا مع مساهمته قائلاً: «لقد تحدثت عن "موفق أبو طوق" كاتباً للأطفال، عبر رصد محكم لمجموعاته القصصية الثمانية الموجهة للأطفال، وكتاباته في المجلات والصحف قصصاً متنوعة للأطفال، مكرساً بمجمل نتاجه الإبداعي، القيم التربوية واللغة الممتعة القادرة على إيصال الفكرة للطفل. أبارك له بيوم تكريمه ولمزيد من التألق».

الشاعر "عبد الوهاب الشيخ خليل" قدم التهاني شعراً فقال: «فديتك يا موفق كم ليالي/ سكرت بها بأقداح الرجاء/ وكم خبأت بالقلب المعنى/ ضروباً من أعاجيب البلاء/ يمزقني السؤال ولا جواب/ يريح العقل أو يمحو شقائي/ أبا رسمي فلا تعجب فإني/ رفضت المال يجلبه انحنائي/ فيا رجلاً رأيت به رجالاُ/ ويا قلماً قرأت به إيبائي».

كما أن الشاعر "محمد منذر لطفي" قدم التهاني شعراً فقال: «يا أبا أغيد العزيز سلام/ أنت روض قد عطر الأنسام/ كنت نجماً في القص كنت هلالاً/ ثم أضحى الهلال بدراً تمام/ قلم أنت بالضياء غميس/ بدد الجهل بالسنا والظلام/ لقد دعوت الأطفال للمثل العليا/ وبالقص قد بلغت المرام/ كاتب أنت أم أنامل رسام رهاف/ صاغ اللآلي كلام/ فاسقني الماء إن نبعك صاف/ واسقي نبعاً أتى حماة كرام».

ومسك الختام كان مع الأديب المكرم "موفق أبو طوق" الذي أجابنا عن التكريم وماذا يشكل بالنسبة للمبدع بشكل عام قائلاً: «أنا لا أعتبر هذا التكريم تكريم خاصاً بي، هو تكريم لكل الأدباء، وكل من يتعامل مع الحرف، وكل من يحاول إبلاغ رسالته لجمهوره، لكل من يريد أن يعبر عن القيم والمبادئ التي تختلج في صدره ويريد إيصالها للآخرين، هذا تكريم جميل بالفعل، وأنا من الناحية النفسية أشعر بسرور بالغ بهذه المحبة والمودة التي لمستها من الآخرين، وأتمنى أن يكون هناك تكريم للمبدع وتشجيع ليقوم بمهمته على أكمل وجه، وإيصال كلمته للجمهور، خصوصاً إذا كان من الأطفال الذين يجب أن نتعامل معهم بجدية تليق بمستوى تفكيرهم وخيالهم الواسع».

وعن الفرق بين الجائزة والتكريم أفادنا بالقول التالي: «التكريم أشد بلاغة من الجائزة، لأنه يأخذ بالحسبان مسيرة المبدع وكتاباته، ويترك في النفس أثراً طيباً وأنت تستمع لكلمات الأصحاب دراسة وتحقيقاً ونثراً وشعراً، بينما الجائزة وقتية وآنية وبنت مناسبة ربما لا تتكرر».

والجدير بالذكر أن هذا التكريم كان برعاية من السيد محافظ "حماة" الأستاذ "عبد الرزاق القطيني"، بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب في سورية، و"جمعية أدب الأطفال"، وفرع اتحاد الكتاب في "حماة"، ومديرية الثقافة.