بعد انتهاء الموسم الكروي من كلِ عام؛ يباشرُ كل نادٍ رياضي وعلى مختلف المستويات إلى إعادة ترتيب صفوفهُ وسد الفراغات الموجودة وإجراء تعديلاتٍ للبُنى التحتية للنادي إذا تطلب الأمر وذلك لاستقبال الموسم الجديد بروحٍ ومعنوياتٍ أكبر لتحقيقِ طموحاتٍ تليقُ بسمعة هذا النادي أو ذاك، فنادي "البوكمال" الرياضي هو أحد الأندية الذي عانى خلال الموسم الفائت من صعوباتٍ كثيرة تتعلق بتدني الميزانية المخصصة وسوء أرضية الملعب وكل ذلك انعكس على أداء لاعبي الفريق ككل وبالتالي كانت سبباً في هبوطهُ إلى مصافي الدرجة الثالثة.

مراسل esyria في "دير الزور" التقى مع السيد "قيس العكلة" رئيس النادي للحديث عن استعدادات النادي للدخول في المنافسات الكروية للعام الجديد، حيث تحدث قائلاً: «قمنا خلال الاستراحة الصيفية بتجهيز ملعبين أثنين من أجل تدريب اللاعبين حيثُ كنا نعاني من هذه المشكلة كثيراً خلال الأعوام الماضية، أما الملعب الرئيسي فقد تلقينا وعوداً من المحافظة بإمدادنا بالمواد اللازمة لتعشيب أرض الملعب وخلال الأيام المقبلة سنباشر العمل فور وصول تلك المواد وذلك بمساعدة ومعونة بعض أصدقاء النادي في المدينة كبعض المهندسين الزراعيين للإشراف على إعمال زرع العشب الاصطناعي، أما عن إنشاء مدرجات الملعب فهذه مسألةٌ مؤجلة بعض الشيء وتتعلق بأمورٍ مادية».

نسعى الآن جاهدين إلى تشكيل رابطة لمشجعي النادي لتنظيم الهتافات والشعارات وتنظيم الجمهور وتصرفاتهُ على المدرجات أثناء المباريات؛ ففي الأعوام الماضية عانى النادي كثيراً من هذه المسألة وتسبب الجمهور في إلحاق بعض العقوبات الاتحادية به نتيجة عدم وجود ضبط لتشنجات الجماهير على المدرجات

وأضاف "العكلة" قائلاً: «حتى الآن لم نُجري أيّ تغييرات فيما يخصّ أمور اللاعبين والمدربين وحتى الأعضاء الإداريين، فالخلل الذي حدث في الإتحاد الرياضي العام ومسائل العقوبات ومصير الأندية المعاقبة والتعديلات التي ستطرأ عليها كان لها أثرٌ سلبي على تحديد خطواتنا المستقبلية، فمع نهاية الموسم الكروي هبطنا إلى الدرجة الثالثة لكن بعد حدوث الإشكاليات الأخيرة التي حصلت في البيت الرياضي اختلطت كل الأوراق مع بعضها البعض ولم يعد أحدٌ من الأندية متذيلة الترتيب يعلم بمصيره إن كان سيظلّ ضمن الدرجة التي كان يلعب معها أم سيهبط إلى درجةٍ أدنى، وحتى انتخابات رئاسة النادي وأعضاء الهيئة الإدارية المقرّر عقدها في هذه الفترة توقفت وتأجلت إلى إشعارٍ آخر بانتظار قرارات الإتحاد الرياضي الذي سيتشكل من جديد ولهذه اللحظة لا شيء جديد».

السيد "قيس العكلة" رئيس نادي "البوكمال" الرياضي

وعن مستوى اللاعبين الموجودين في النادي على مختلف الفئات، أجاب: «خلال الفترة السابقة قمنا بإجراء اختبارات لعدد كبير من الخامات الرياضية المتواجدة في المدارس الإعدادية والثانوية واستطعنا الخروج من هذه الاختبارات بعددٍ لا بأس به من المواهب الشابة وضمّهم إلى لاعبي النادي لفئتي الناشئين والشباب وبهذا أعدّدنا قواعد جيدة لهاتين الفئتين وتكون في المستقبل عوناً لفئة الرجال، أما الوضع الحالي لفئة الرجال فعدم الالتزام والقلق هي السمة التي تخيّم عليها؛ والأمرُ عائدٌ كما نوّهنا سابقاً إلى المصير المجهول للنادي؛ فإذا ثُبّت هبوطنا إلى الدرجة الثالثة فلا نحتاج إلى إجراء أيّة تعديلات في طاقم فريق الرجال لأن مستواهم بالنسبة لفرق الدرجة الثالثة ربما هم الأفضل وسيضمنون الصعود إلى الدرجة الثانية بسهولة، أما إذا بقينا في الدرجة الثانية فمستوانا متدنّي قياساً لفرق هذه الدرجة والتنافس على الصعود للدرجة الأولى سيكون صعباً بالنسبة لنا، لذلك سنحتاجُ إلى إجراء تغييرات والاستعانة بجهود لاعبين محترفين وربما مدربين أيضاً، فعلى الأغلب سنستعين بلاعبين يجيدون اللعب في مركز قلب هجوم ويكفينا اثنين منهم أما باقي المراكز فمستواهم جيد، والميزة التي تتميز بها فئة الرجال هي غلبة روح الشباب فمتوسط أعمار اللاعبين هي بين/23-25/سنة وهي أعمارٌ مناسبة وقياسية لفرق الرجال».

وأضاف: «نسعى الآن جاهدين إلى تشكيل رابطة لمشجعي النادي لتنظيم الهتافات والشعارات وتنظيم الجمهور وتصرفاتهُ على المدرجات أثناء المباريات؛ ففي الأعوام الماضية عانى النادي كثيراً من هذه المسألة وتسبب الجمهور في إلحاق بعض العقوبات الاتحادية به نتيجة عدم وجود ضبط لتشنجات الجماهير على المدرجات».

فريق الشباب

وعن النشاطات الرياضية التي أشرف عليها النادي خلال هذه الفترة، قال: «منذ بضعة أيام بدأت بطولة كروية على مستوى فرق الأحياء الشعبية في المدينة بتنظيمٍ من لجان هذه الأحياء وبمشاركة عشرين فريقاً وستستمر هذه الدورة حتى آخر أيام شهر رمضان المبارك، والبطولة هي باسم عدد من اللاعبين القدامى في النادي والذين وافتهم المنية في هذا العام وستكون بمثابة تكريم وإحياء لذكراهم، وهؤلاء اللاعبين هم "طه الدبس" و "وحيد الزريبه" و "محمد العطو"».

كلمةٌ أخيرة قالها "العكلة": «الرياضة أصبحت مادة وبدون هذه المادة لا يمكن لأيّ نادٍ أن يستمر أو أن يحقق نتائج مشرّفة وخاصة في زمن الاحتراف؛ وأقول هذا الكلام انطلاقاً من تجربتي كرئيسٍ لنادي "البوكمال" الرياضي، فالخامات الرياضية الموجودة في المدينة هي أكثر من ممتازة لكن قلة الدعم المادي لهؤلاء جعلهم أقل من هذا المستوى ومعظمهم اضطرّوا الاستغناء عن الرياضة والتفتوا إلى تدبير أمورهم الحياتية الأخرى والتي تؤمن لهم سبل العيش».