يعد معبد "الزقورة" من الأماكن الهامة التي تميز مملكة ماري، وهو صرح شاهق العلو يمثل أعلى ما وجد في المدينة ويرمز في علوه إلى الصلة بين الأرض والسماء.

مدونة وطن eSyria التقت في 28/5/2013 الباحث "كمال الجاسر" ليحدثنا عن "الزقورة" في مملكة ماري فقال: «هناك الكثير من الأماكن الأثرية الهامة التي تتميز بها مملكة ماري، من تماثيل ولوحات جداريه ونقوش وأبنية إضافة لمعابدها الدينية التي شيدت جميعها من اللبن المجفف على الشمس وأهمها معبد "الزقورة"، حيث شيد على ستة مصاطب على غرار "زقورات" بلاد الرافدين ومعبد "عشتار" الذي يحوي منصات لتقديم القرابين، ومعبد "شمش"، ومعبد "نينهور ساغ"، ومعبد "داغانز"، فالزقورة هي فن معماري ذو تصميم رائع يجسد لنا براعة الإنشاء وقد خصصت لأغراض سياسية ودينية».

بنيت "الزقّورات" في عصر "السومريين" و"الأكاديين" و"البابليين" و"الآشوريين" في العراق وسورية وقد استمر الملوك في القيام بأعمال الإضافة والتجديد في "الزقورة" في الأزمنة المتعاقبة لهذا يتعذر متابعة الأصول الأولى "للزقورة" وطابعها المعماري أو المخطط الأساسي للمعبد

ويتابع بالقول: «بنيت "الزقّورات" في عصر "السومريين" و"الأكاديين" و"البابليين" و"الآشوريين" في العراق وسورية وقد استمر الملوك في القيام بأعمال الإضافة والتجديد في "الزقورة" في الأزمنة المتعاقبة لهذا يتعذر متابعة الأصول الأولى "للزقورة" وطابعها المعماري أو المخطط الأساسي للمعبد».

مجسم للزقورة في محافظة دير الزور

وقد تحدث الباحث "عبد القادر عياش" في كتابه حضارة وادي الفرات عن "الزقورة" في مملكة ماري بالقول: «"الزقورة" هي صرح شاهق العلو يمثل أعلى ما وجد في المدينة ويرمز في علوه إلى الصلة بين الأرض والسماء وقد سمت البعثة هذه "الزقورة" "الكتلة الحمراء" وقد دل ظهورها على حضارة رفيعة ذات فن معماري راق كان البابليون وقبلهم السومريون يبنون مثل هذا البناء ويسمونه "زقورة" وقد اشتهرت "زقورة" بابل ببرج بابل وقد حلت المآذن محلها».

ويضيف بالقول: «بنيت "زقورة" ماري على سطح مرتفع من اللبن وكان إلى جانبها معبد وكانت "الزقورة" محمية بحرس مؤلف من عدد كبير من الأسود البرونزية أو الخشبية وكان اللبن يستعمل في بناء "الزقورة" وضمنه جذوع شجر لتقويته وعثر في منطقة "الزقورة" على لقى كثيرة منها أسد برونز وعدة تماثيل ونقوش جداريه ملونة».

وقد أشار الأستاذ "إسماعيل العثمان" عن معنى "الزقورة" وأماكن توزعها بالقول: «"زقورة" وجمعها "الزقّورات" وتعني "الأهرام الرافديه" في بلاد ما بين النهرين وهي عبارة عن معابد مدرجة كانت تبنى في سورية والعراق ثم إيران ومن أشهر "الزقورات" عالمياً هي "زقورة أور" في العراق التراثية قرب مدينة الناصرية حاليا بمحافظة ذي قار جنوب العراق، و"زقورة" عقرقوف" قرب بغداد يذكر انه توجد 28 "زقورة" في العراق، وفي سورية يوجد عدد من "الزقورات"، ويمكن أن ترى "الزقورة" في سهل الغاب السوري في محافظة حماة بين مدينة "إيبلا" الأثرية العصر الفخاري والبرونزي و"افاميا" الهيلينية - بيزنطية في شمال غرب سورية وكذلك "الزقورات" في مدينة ماري الأثرية على الفرات الأوسط الواقعة في مدينة البوكمال والتي تبعد عن مركز محافظة دير الزور 140 كم ، وفي إيران يوجد 4 "زقورات" أشهرها "زقورة چغازنبيل" في خورستان الاهواز».

والجدير بالذكر أن مملكة ماري والتي تتواجد فيها "الزقورات" تم اكتشافها مصادفة حين كان سكان المنطقة يقومون بحفر قبر لدفن احد موتاهم في عام 1933.