حظيت العبادة في مملكة ماري بالاهتمام الأكبر ما دفع سكان ماري لبناء معابد آلهتهم وفق طراز معماري متميز، وقد تم العثور على عدة معابد هامة منها معبد "عشتار" و"داغان" و"شمش" وبعض التماثيل بوضعية العبادة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30/5/2013 الباحث "كمال الجاسر" الذي قال: «شكّلت "ماري" عبر تاريخها ظاهرة تجلت في وجود المعابد، وكان لكل مدينة مجموعة من الآلهة تمثل النشاط البشري، وكان السكان يقدمون القرابين لهذه الآلهة، وكانت تلحق بالمعابد مدارس يعلم فيها الكهنة الأولاد والبنات، كذلك اهتم سكان "ماري" بالطراز الفني المتميز في بناء معابدهم فكانت ديانة سكان مملكة ماري هي الديانة السائدة في بلاد الشام وعلى رأسها تقديس الماء الموجود في نهر الفرات لذلك نشأ عندهم آلهة الينابيع وآلهة الخصب.

عثر على لقى كثيرة في معبد "عشتار" وأكثرها تماثيل أشخاص في وضعية العبادة وتماثيل آلهة وبعض المعابد متعددة القاعات، وبعضها يضم حجرة واحدة، وكانت هذه المعابد على غاية من الثراء والزينة ولكن الغزاة نهبوا كل شيء وحطموا التماثيل، وكان في معابد ماري كتبة لتسجيل ما يخرج منها وما يدخل إليها من الأموال التي تجبى أو تنفق باسم المعبد، وكان حي المعابد بجانب قصر ماري، وكانت آلهة متعددة تعبد في هذه المعابد التي يقرب عددها من العشرين، وبعضها يحرسها تماثيل لبوات من البرونز

والمعبد في المفهوم الشرقي القديم يعني بيت الرب، حيث يؤدي به الإنسان العبادة الفردية وإقامة الشعائر والتقديس وتقديم الأضاحي، وتكريس الهدايا وإقامة التماثيل لأشخاص بوقفة التعبد والتبجيل، وتفيدنا الكتابات المكتشفة في "ماري" أن القصر خصص سنوياً 87 رأس غنم تقدم لمختلف المعابد فيها».

معبد من معابد مملكة ماري

وعن أهم المعابد وأماكن تواجدها يتابع: «هناك العديد من المعابد منها معبد "عشتار"‏ ويقع على حافة المدينة الغربية واكتشف عام 1934 وكان المعبد متميزاً بمساحة واسعة ذات نتوءات بارزة، وتحتوي على منصات لتقديم القرابين، وعلى قاعة للهيكل تقام فيها طقوس العبادة، ومعبد "شمش" ويقع في الشمال الشرقي من القصر ويتألف من باحة يحيط بها جدار ذو بروزات، وأيضاً معبد "نينهورساغ" ويقع في الزاوية الشمالية الشرقية للقصر وخصص المعبد للآلهة التي تمثل الأم الحامية للأطفال، ومعبد "داغان" الذي أشيد في الألف الثانية قبل الميلاد على جنوبي" الزقورة" وقد سمي أيضاً معبد الأسود لوجود أسدين من البرونز كانا جاثمين عند مدخل المعبد.

وقد تحدث الباحث "عبد القادر عياش" في كتابه "حضارة وادي الفرات" عن المعابد في مملكة ماري بالقول: «تواصلت حفريات البعثة الفرنسية مدة خمسة مواسم حتى شتاء 1938 – 1939 وتوقفت بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، واتت بنتائج عظيمة كشفت في أهم ما كشفت معبد المدينة وهو أول بناء اكتشفته البعثة، وهو مركب من سلسلة معابد مبنية فوق بعضها، فالمعبد الأول يرجع إلى أوائل الألف الثالث ق.م ثم يتبعه بناء ثان بني على الأول فبناء ثالث يرجع عهده إلى الملك "زمري ليم"، وكان قد خربه جنود "حمورابي" البابلي، وقد اكتشف في غرف هذه المعابد أجزاء كثيرة لتماثيل كبيرة وصغيرة رممها خبراء مديرية الآثار الفنيون فإذا هي أبدع ما أنتجته عبقرية سكان الفرات في تلك العصور، وهي ذات قيمة تاريخية منقطعة النظير، وقد عبدت الربة "عشتار" آلهة الحب والحرب في ماري في هذا المعبد الذي يشبه في تقسيماته معبدها في مدينة آشور، ولما استولى "سرغون اغاديا" على ماري في القرن الثامن والعشرين ق.م خربها وهدم معبد "عشتار" فيها وشوه تماثيله، على أن السلام ما لبث أن عاد إلى ماري فازدهرت من جديد وأعيد بناء المعبد، وعثر على معابد أخرى منها آخر معبد بناه ملوك ماري في أواخر الألف الثالث ق.م وقد خربه "حمورابي" عند استيلائه على المدينة».

ويضيف في كتابه: «عثر على لقى كثيرة في معبد "عشتار" وأكثرها تماثيل أشخاص في وضعية العبادة وتماثيل آلهة وبعض المعابد متعددة القاعات، وبعضها يضم حجرة واحدة، وكانت هذه المعابد على غاية من الثراء والزينة ولكن الغزاة نهبوا كل شيء وحطموا التماثيل، وكان في معابد ماري كتبة لتسجيل ما يخرج منها وما يدخل إليها من الأموال التي تجبى أو تنفق باسم المعبد، وكان حي المعابد بجانب قصر ماري، وكانت آلهة متعددة تعبد في هذه المعابد التي يقرب عددها من العشرين، وبعضها يحرسها تماثيل لبوات من البرونز».