يعتبر من أهم التماثيل التي دخلت التاريخ عن طريق المصادفة عام 1933م عندما كان سكان المنطقة يبحثون عن شاهدة لأحد قبورهم، فكانت المفاجأة أن اكتشفت من خلاله مدينة "ماري" الأثرية.

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 24/2/2013 الباحث الآثاري "عمار كمور" والذي قال: «تمثال الإله "شاماس" من أهم التماثيل التي دخلت التاريخ، اكتشف عام 1933م، حيث تم إعلام الضابط الفرنسي المقيم في "البوكمال" بالواقعة، فما كان من الضابط إلا أن هم بمساعدة الأهالي على استخراج التمثال من الأرض ونقله إلى "البوكمال"، حيث صور ضابط الاستعلامات الفرنسي التمثال وأرسل الصورة إلى متحف اللوفر بباريس الذي طلب من مديرية الآثار السورية منحه الامتياز للتنقيب في الموقع، فأجيب طلبه وتم ندب الآثاري الدكتور "أندريه بارو" للاطلاع على هذا التمثال، والذي استطاع الكشف عن جزء كبير من حضارة ماري المدهشة».

نقل هذا التمثال فيما بعد إلى متحف اللوفر ولم يعرف اسم المدينة حتى كشف عن تمثال آخر لملـك مـاري "لـونجي مـاري" وقـد وجـد نـص فـي أعـلى كتف الملك يشير إلى اسم الملك واسم المدينة وبذلك تم التأكد بأن موقع تل الحريري هو مملكة مـاري

وحول شكل التمثال أضاف: «نشاهد على تمثال "إله الشمس والعدالة" حراشف على شكل دوائر ترمز إلى الجبل ولحية طويلة، وعلى التمثال كتابة مسماريـة ورد فيها ما يلــي: "يسمـخ أدد ابن الملك شمشي أدد ملك آشور الذي نصب هذا التمثال ادعوا الإله شمش أن يسحق كل من يزيل اسمي ليكتب اسمه بدلاً منـه"».

أحد تماثيل ماري المتوب على كتفه

يتابع: «نقل هذا التمثال فيما بعد إلى متحف اللوفر ولم يعرف اسم المدينة حتى كشف عن تمثال آخر لملـك مـاري "لـونجي مـاري" وقـد وجـد نـص فـي أعـلى كتف الملك يشير إلى اسم الملك واسم المدينة وبذلك تم التأكد بأن موقع تل الحريري هو مملكة مـاري».

إن ظهور تماثيل "ماري" دل على حضارة رفيعة ذات فن معماري على غاية من الرقي وكشف النقاب عن عصر زاهر يبلغ فيه الفن أوج الكمال تجلى في النقوش، وقد ساعد ملوك "ماري" كثيراً على ترقية الفن فيها بتشجيعهم الفنانين ورعايتهم لهم».

وهناك تمثال "عشتوب علوم" والذي تم اكتشافه عام 1935م وعنه أشار الباحث المرحوم "عبد القادر عياش" في كتابه "حضارة وادي الفرات": «يعتبر تمثال "عشتوب علوم"، ملك ماري، المصنوع من الحجر الأسود "الديوريت" ( 2000 ق.م) هاماً جداً، حيث تشير عضلات اليد اليسرى لهذا التمثال إلى قوة ومتانة الجسم الرجولي، أمّا ملابس التمثال الطويلة فتصل حتى الأرض وقبعة سومرية، وامتدت الحواجب فوق عينين عريضتين مفتوحتين ولحية طويلة، يبلغ ارتفاعه 1.52م، يظهــر المـلك واقفــاً يضــم يديــه بوضعية الخشوع كتب على كتفه الأيمن اسمه ومعناه الإله منحه الحيـاة».

يضيف: «عثر في ماري على مجموعة من الحضارات المتوضعة فوق بعضها، أولها حضارة ترجع إلى عام 3000 ق.م، وكشفت الحفريات عن آثار من تماثيل وتحف تعبر عن ثروات هذه المدينة التي تبهر الآثاريين، وهذا ما دفع "أندريه بارو" لكي يقول: "لقد صدق القول القديم الذي يؤكد أن الشرق قد جاء إلى الغرب أو أنه أتى بالنور إلى الغرب، وأنه لكل إنسان وطنان، وطنه الأصلي وسورية".

ولقد عثر أثناء التنقيب في "ماري" على عدد يزيد عن خمسة وعشرين ألف رقيم مكتوب بالمسمارية وباللغة الأكادية، كما عثر على تماثيل مختلفة من الطين والحجر، منها تمثال رائع بجماله لمغنية المعبد "أورنينا"، الذي عثر عليه في معبد "ني ني زازا" وتمثال "لامغي ماري" ملك ماري، وتمثال العرافة وتمثال "عشتار" وحامل العجل والطحان التي عثر عليها في معبد عشتار، ومن أهم مكتشفات قصر "زيميري ليم" والتي تعود إلى الألف الثاني، وتمثال "ربة الينبوع" وتمثال "عشتوب علوم" الكبيرين، ثم تمثال "ايدي ايلوم" مقطوع الرأس».