يمثل خاصرة "الفرات" اليمنى، وعليه تجتمع المدينة كلها في أمسية الصيف الحار، فتجد المطاعم الراقية والأخرى الشعبية، ومساحات واسعة مفروشة بالكراسي الخشبية، وأنشطة مختلفة تناسب كل الأعمار.

مدونة وطن "eSyria" جالت بتاريخ 3 تشرين الثاني 2014، في منطقة "الكورنيش" والتقت "عمر الجاسم" أحد سكان المنطقة الذي يتحدث عن المكان، ويقول: «يعد أحد أهم الأماكن السياحية والترفيهية في المدينة، والمتنفس الطبيعي لأبنائها في فصل الربيع خلال فترة بعد الظهر، وفي فصل الصيف ليلاً، حيث نهر "الفرات" والأشجار المتنوعة المنتشرة على ضفافه وطيور "البط" العائمة على سطحه وأسراب الطيور في السماء، ويضم "الكورنيش" العديد من المقاهي والمطاعم التي تقدم معظم أنواع الأطعمة والمشروبات، كما تنتشر فيه كراسي الجلوس العامة على طول "الكورنيش" وحديقة عامة واسعة تحوي مدينة ألعاب».

تكثر "الحوائج النهرية" على مجرى نهر "الفرات" على امتداد "الكورنيش"، و"الحويجة" هي جزيرة نهرية حسبما يطلق عليها أهالي "دير الزور"، وتعد "الحوائج" هبة من النهر للسكان لما تحويه من تنوع حيوي متمثل بالتربة والنبات والحيوان إضافة لهوائها العليل، التي يقصدها أهل المنطقة للترفيه عن أنفسهم من حر الصيف، ويحوي مجرى نهر "الفرات" نحو 77 جزيرة نهرية

ويضيف: «يمتد "الكورنيش" الواقع شرق مدينة "دير الزور" الذي أنشئ في العام 1998، من جسر "الجورة" وحتى "الجسر المعلق"، ومن أمام مستشفى "الفرات" وصولاً إلى فندق "فرات الشام" بطول خمسة كيلومترات، ويقع على الفرع الكبير للنهر، وله إطلالة جميلة على جزيرة "كاطع" المكتظة بأشجار "الغرب الفراتي" و"الكينا" و"الزل"، ويمتاز مدخله بوجود مجسم "قنديل" عملاق بطول 7 أمتار، وهو إحياء لتراث المدينة وتحسين المنظر الجمالي للمنطقة، وكان يقام عليه مهرجان "الفرات السياحي" كل عام، إضافة إلى سباق الزوارق النهرية».

الكورنيش في فصل الخريف

ويتابع: «تكثر "الحوائج النهرية" على مجرى نهر "الفرات" على امتداد "الكورنيش"، و"الحويجة" هي جزيرة نهرية حسبما يطلق عليها أهالي "دير الزور"، وتعد "الحوائج" هبة من النهر للسكان لما تحويه من تنوع حيوي متمثل بالتربة والنبات والحيوان إضافة لهوائها العليل، التي يقصدها أهل المنطقة للترفيه عن أنفسهم من حر الصيف، ويحوي مجرى نهر "الفرات" نحو 77 جزيرة نهرية».

على ضفاف نهر "الفرات" تجد أهم الخيارات المفضلة لدى أهالي "دير الزور" وزوارها؛ لقضاء أجمل السهرات الفراتية الشعبية على جنبات الطريق الموازي للشريط النهري، وعن هذا يقول "طارق البدري" أحد زوار المنطقة: «تنافست المقاصف الشعبية المتواجدة على "الكورنيش" باستقبال روادها من خلال العروض المغرية على الأسعار، أضف إلى ذلك الخدمات الجيدة المقدمة في تلك المقاصف، ومع دخول فصل الخريف تمتاز "دير الزور" عن باقي المحافظات بهوائها الجميل، حيث أحب قضاء أمتع الأوقات على ضفاف "الفرات" بإطلالاته البهية التي أضفت جمالية على شاطئ النهر بنظافة ضفافه وأشجاره المتنوعة وجودة خدماتها».

أحد المقاهي على الكورنيش

ويضيف: «قامت بعض المحال والبسطات في "الكورنيش" بمزاولة مهنة "الشواء" التي تمثل مصدر رزق لبعض العوائل، وهناك بعض العائلات أو الشباب ممن يقومون بإحضار عدة الشواء إلى ذلك المكان، حيث يسود جو من التعاون بين جميع المتواجدين؛ فقسم يقوم بتحضير "السلطة"، من غسلها، وفرمها وتقطيعها، وقسم آخر يقوم بإشعال النار، وتحضير لحم الشواء، بينما تجد قسماً آخر يقوم بلعب الشدة أو طاولة الزهر، ومن المهن الأخرى أيضاً انتشار المختصين بصيد السمك، الذين يتوزعون على ضفتي النهر، وتتعدد الأدوات المستعملة لهذه الغاية، ومنهم من يتخذ مهنة الصيد الليلي للسمك عملاً إضافياً يستطيع من خلاله رفع مستوى دخله، أو على الأقل تأمين وجبة كاملة لعائلته، وتوفر له بعض المصروف».

يذكر أن، "الكورنيش" يقع على ضفة نهر "الفرات" اليمنى شرقي "الحويقة".

عبور السكان من النهر إلى الحويجة