ينبض بالحياة على مدار اليوم يزدحم بالناس والحركة والنشاط ما بين بيع وشراء، يستيقظ مع ساعات الفجر الأولى ولكن البعض يقصده قبلها ليحصل على سعراً جيد لبضاعته، إنه "سوق الهال" بدير الزور الواقع في حي الجبيلة والذي يعد من الأسواق الرئيسية والشعبية في المدينة.

وللتعرف أكثر على حال سوق الهال "eSyria" جال السوق بتاريخ "20/5/2012" والتقى السيدة "سعاد الحسين" الملقبة "أم أحمد" وهي إحدى سكان "حي الجبيلة" عن سبب مجيئها الدائم لأخذ الخضار من السوق حصراً، تقول: «هنا تجد جميع أنواع الخضار كما أنك تحصل عليها طازجة وبسعر أقل وأنا تعودت على القدوم بشكل يومي إلى السوق لكوني قريبة منه، حتى إني أصبحت أشعر بشيء ينقصني في حال عدم رؤية السوق وأنا أقوم في هذه الأيام بشراء بعض أنواع الخضار من ثوم وفول وبازلاء ولذلك من اجل مونة الشتاء».

على الرغم من اختلاف الأيام إلا أن مهنتنا تبقى كأي مهنة لها أصول وقواعد تحكم طبيعة العمل في السوق والتعامل بين التجار والموردين للسوق

أما "محمد العثمان" وهو فلاح من قرى "البصيرة" ومورد للخضار إلى السوق يقول: «نزرع كافة أنواع الخضار كل في موسمه وعند نضوجها نقوم بتوريدها إلى سوق الهال لبيعها بسعر جيد وكلما وصلت باكرا إلى السوق حصلت على سعر جيد لأن الطلب على البضاعة يكون أكثر في الصباح، وبالنسبة لي فأنا أعمل في هذا المجال منذ أكثر من عشر سنوات وللسوق مكانة خاصة عندي وخصوصاً أني تعودت المجيء إليه بشكل شبه يومي».

السيد "أحمد الخطيب" الملقب هناك "بأبو كاملة" والذي يعمل في السوق حيث قال: «إن تجربتي في السوق طويلة فمنذ كنت صغيرا وأنا اعمل في هذا السوق الشعبي وبالطبع اختلفت الأمور بين الماضي والحاضر، ولكن طبيعة العمل اختلفت ففي الماضي كان حجم العمل أقل من كل النواحي.

كما أن السوق كان أصغر ولتلك الأيام يبقى الحنين في نفوسنا لما تحمله من ذكريات جميلة أما في الوقت الحالي فقد أصبح السوق أكبر حيث يحتوي على العديد من المخازن الكبيرة غير البسطات والمحال التجارية الموجودة فيه».

ويتابع "أبو كاملة": «على الرغم من اختلاف الأيام إلا أن مهنتنا تبقى كأي مهنة لها أصول وقواعد تحكم طبيعة العمل في السوق والتعامل بين التجار والموردين للسوق».

وعن طبيعة عمله يقول "أبو كاملة": «إن عملي في السوق أصبح جزء لا يمكن فصله عن حياتي العادية كوني أعمل في الصباح والمساء ونحن نعتمد بشكل أساسي على المنتجات الواردة من قبل الفلاحين في المحافظة كما نستقبل بعض أنواع الخضار التي لا تزرع لدينا أو تكون في غير موسمها وبعد أن نشتريها نقوم ببيعها بالجملة لأصحاب محال الخضار خارج السوق».

في حين أشار "حسن الشاطر" صاحب محل في السوق: «نحن نعتمد على بيع المفرق وليس الجملة ونبيع ما يتوافر في السوق من خضار وخصوصاً الإنتاج المحلي أي نبيع كل نوع في موسمه، وبالطبع لنا زبائن يأتون من مناطق بعيدة لأخذ الخضار، و نقوم بعمليات فرز وتصنيف للخضار والفواكه وذلك كل حسب جودته وقد علمتني التجربة الطويلة في السوق كيفية جذب الزبائن ومرتادي السوق عبر لفت انتباههم للخضار عبر ألقاب لها تشد الزبون ومنها "حمرة وريانة البندورة، زوري ياخيار ما ياخذونه إلا الكبار».