في ظل انقطاع التيار الكهربائي المستمر لأكثر من شهر، تدنى مستوى تغذية مدينة "دير الزور" بالمياه إلى أدنى درجاته، ولجأ الأهالي إلى وسائل بديلة لاستجرار مياه الشرب إلى بيوتهم، ومياه النهر إلى مزروعاتهم، وبعضهم عادوا إلى وسائل ما قبل عصر الكهرباء.

مدونة وطن "eSyria" التقت المواطن "محمد خضر" من أهالي "دير الزور" الذي قال: «بدأت المشكلة مع بداية الأزمة في "دير الزور"، ولكنها اشتدت في الشهرين الماضيين من العام الحالي، حيث يعاني عدد من أحياء المدينة من انقطاع طويل لمياه الشرب، وهو ما دفعهم إلى التفكير في حلول دائمة، من بينها مدّ خراطيم المياه أو الأنابيب المعدنية داخل البيوت وأحياناً داخل الحارات».

لجأ بعض سكان المدينة إلى الحفر أمام منازلهم للوصول إلى الأنبوب الرئيس للمياه، أو الأنابيب القديمة واستخراج المياه منها عبر تركيب مضخات كهربائية

ويتابع: «نتيجة النقص الشديد في مياه الشرب، اضطر السكان إلى البحث عن مصادر بديلة تؤمن لهم حاجتهم من المياه العذبة، ومن الطرائق التي ابتكرها أهل المدينة مدّ خراطيم للمياه من الحارات التي ما زالت تتمتع بتدفق المياه عبر الشبكات النظامية إلى الأحياء التي تشكو من قلة المياه وانقطاعها المستمر، وهذا يعني خراطيم مياه بطول مئات الأمتار ويكون السبب في وصول المياه اليهم انخفاض البيوت أو قربها من الشبكة الرئيسة».

السيد محمد خضر

ويضيف: «لجأ بعض سكان المدينة إلى الحفر أمام منازلهم للوصول إلى الأنبوب الرئيس للمياه، أو الأنابيب القديمة واستخراج المياه منها عبر تركيب مضخات كهربائية».

ويشير "خالد الحسين" من أهالي "دير الزور" بالقول: «أصبح الحصول على المياه وتأمينها عملاً من أعمال التكافل الاجتماعي في مدينة "دير الزور"، حيث يساعد الناس بعضهم بعضاً في تأمين المياه، فأحد الجيران يملك سيارة "سوزوكي" يقوم بتعبئة المياه في الخزانات يومياً من الحارات التي توجد فيها المياه، ثم يقوم بتفريغها في منزله عبر مضخة مياه كهربائية وأنابيب بلاستيكية».

إحدى محطات المياه بدير الزور

ويتابع: «بعد الانتهاء من تعبئة خزانه يقوم بنقل المياه إلى الجيران مقابل أجر مادي يتم الاتفاق عليه، والسبب في الحصول على مياه الشرب استمرار انقطاع الكهرباء عن المدينة؛ وهذا يمنع تشغيل المضخات الرئيسة ووصول المياه إلى المنازل».

وبيّن السيد "عمار المحمد" أحد العاملين في مؤسسة المياه: «تقوم مؤسسة المياه في "دير الزور" بتأمين المحروقات لتشغيل محطات المياه، لكن السبب في عدم وصول المياه إلى الطوابق العلوية انقطاع الكهرباء عن المدينة، حيث لاحظنا قيام بعض الأهالي بشراء كميات من البنزين بأسعار مرتفعة لتشغيل المولدات الكهربائية لضخ المياه إلى الطوابق العلوية، والحل المناسب هو عودة طبيعية للكهرباء، وهناك جهود لتأمين الكهرباء بهدف عودة المياه إلى مجاريها لتصل إلى الطوابق العلوية من دون الحاجة إلى المولدات وغيرها من الأمور المستخدمة».

ويشير "محمد العبد" من "البغيلية" بالقول: «في أطراف المدينة لجأ الأهالي إلى حل مشكلة شح المياه بمصدر بديل، وهو الاستجرار من مياه نهر "الفرات" مباشرة عن طريق وسائل نقل متعددة، بما فيها الوسائل البدائية كاستخدام الحيوانات، حيث يلاحظ الأهالي وهم يحملون الأواني لسد رمق يومهم على الأقل نظراً للانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي؛ وهو ما أوقف تدفق المياه في الشبكة الرئيسة التي تغذي المدينة، ونقص مياه الشرب والمازوت يؤدي إلى توقف عجلة الزراعة في بلدة تعتمد الزراعة كأهم مصادر للرزق».