رافق التطور الكبير الذي شهدته مدينة "الميادين" خلال العقد الأخير ازدياداً لافتاً في عدد شركات النقل السياحية التي تخدم المسافرين أثناء تنقُلهم والتي ظهرت كنتيجةٍ منطقية لحاجة الأهالي إلى وسائل نقلٍ حديثة تُقلّهم من وإلى المدن والمحافظات الأخرى؛ الأمر الذي أدى إلى انتعاشٍ لقطاع النقل والمواصلات في المحافظة ككل.

لكن ومع مرور الأيام بدأت بعض المشاكل تظهر وتتفاقم رويداً رويداً لتصبح فيما بعد حديث الشارع المياديني.

هناك بعض التقصير من مجلس المدينة لعدم تخصيصه مكان للشركات السياحية؛ لكن التقصير الأكبر هو من طرف أصحاب الشركات أنفسهم لعدم متابعتهم للموضوع بشكل جدي

فالبولمانات السياحية التي تحمل أسماءً مختلفة تتسبب في إحداث أزمةٍ مرورية أثناء مواعيد انطلاقها من أمام مكاتب القطع المتواجدة هي أيضاً في مركز المدينة الذي يعتبر نواة الحركة المرورية فيها؛ وذلك لعدم وجود كراج خاص يُنظّم حركة هذه المركبات كبيرة الحجم.

السيد "إبراهيم العبدالله" مدير شركة "السلطان" بـ"الميادين"

موقع esyria زار مدينة "الميادين" وأجرى اللقاءات التالية:

فالسيد "معن الجاسم" موظف في شركة الأكرم؛ يقول:

السيد "عزت المحمد" مدير شركة "الأصايل" بـ"الميادين"

«هناك بعض التقصير من مجلس المدينة لعدم تخصيصه مكان للشركات السياحية؛ لكن التقصير الأكبر هو من طرف أصحاب الشركات أنفسهم لعدم متابعتهم للموضوع بشكل جدي».

أما السيد "إبراهيم العبد الله" مدير شركة "السلطان" فيقول:

الأستاذ "أحمد الفريح" رئيس مجلس مدينة "الميادين"

«بالطبع هناك معاناة حقيقية أثناء مواعيد انطلاق البولمان؛ فالمكان الوحيد للوقوف هو في الشارع العام وهذا الأمر يخلق أزمة في حركة المرور وخاصةً إن عرض الشارع ضيق ولا يتسع لأكثر من سيارتين، عدا موضوع ركوب المسافرين وتحميل أمتعتهم وما يتخلّلها من تأخير في وقت السفر، قبل /4/ سنوات قام مجلس المدينة بتجهيز كراج من المفترض أن يكون للشركات السياحية؛ لكن فوجئنا بأنه خُصّص للميكروباصات التي تعمل على خطوط ريف المحافظة».

بدوره أشار السيد "عمار العلاوي" مدير شركة "الإيمان" إلى هذه المشكلة بالقول:

«مضى على عمر هذه الشركة أكثر من /12/ عاما ومنذ أول رحلة لها وحتى اليوم نقوم بتسيير جميع الرحلات من أمام المكتب المتواجد في الشارع الرئيسي للمدينة؛ لعدم وجود مكان خاص بنا؛ قمنا بمطالبة مجلس المدينة لأكثر من مرة لكن لا شيء حقيقي على أرض الواقع».

كما عرض السيد "عزت المحمد" مدير شركة "الأصايل" هذا الموضوع من وجهة نظره؛ فيقول:

«شركتنا لا تزال حديثة العهد في "الميادين" ولم يمض سوى /10/ أشهر على افتتاح هذا الفرع الجديد؛ لذلك كل بولماناتنا حديثة الصنع وتنافس جميع الشركات الأخرى ومع ذلك عدد المسافرين على متنها ضئيل وسببه عدم وجود كراج يجمع جميع الشركات معاً؛ فأغلب المسافرين لم يسمعوا حتى الآن باسم شركتنا؛ لأنهم اعتادوا على أسماء الشركات الأقدم؛ فلو وِجد مكان مخصص لجميع الشركات لاختار المسافر ما يناسبه فحينها كل البولمانات تكون ظاهرة للعيان؛ لذلك فإن مسألة وجود الكراج أو عدم وجوده بات يؤثر حتى على عملنا».

من جانبه حدد السيد "عباس أبو أديب" مدير شركة "القدموس" مكاناً للكراج يخدم مصلحة المدينة من ناحية الأزمة المرورية التي تسببها الشركات السياحية؛ إذ يقول: «منذ /5/ سنوات طلبت من إدارة النقل بـ"دير الزور" السماح لي بإنشاء كراج على نفقتي الخاصة لكنها رفضت؛ وقد حدّدت مكاناً مناسباً في أطراف المدينة وبالتحديد بين دوار مشفى "الطب الحديث" إلى دوار "الطيبة" على اوتستراد (دير الزور- البوكمال) وربما يكون أرض ملعب "الميادين" القديم الواقع على الاوتستراد الجنوبي أفضل مكان ليكون كراجاً في المستقبل».

بدورنا قمنا بوضع هذه التساؤلات على طاولة الأستاذ "أحمد الفريح" رئيس مجلس مدينة "الميادين" ليوضّح ماهية وأسباب هذه المشكلة؛ فيقول: «نحن لا ننكر وجود فوضى مرورية أثناء انطلاق هذه البولمانات وهي موجودة على أرض الواقع؛ فجميع مكاتب القطع متواجدة في شارع السيد الرئيس وهو عصب الحركة في المدينة؛ ونحاول جاهدين لإيجاد مكان لإيواء بولمانات هذه الشركات وتنظيم دخولها وخروجها من المدينة؛ لكن المشكلة هي عدم وجود المساحة المناسبة ضمن المخطط التنظيمي للمدينة؛ وتم في الفترات السابقة مناقشة طرح بعض المناطق لتكون كراجاً لكن لم تتم الموافقة بالإجماع، كما أن هناك بعض المواطنين قدّموا وتبرّعوا بمساحاتٍ من الأراضي لحل المشكلة؛ لكن مرةً أخرى لم يوافق بعض الأهالي على المكان المحدد. وخلاصة الموضوع هو أننا كمجلس مدينة لا يمكننا أن نقوم بتخصيص مكان للكراج المذكور إلا بعد الانتهاء من التخطيط التنظيمي الجديد للمدينة وربما يستغرق هذا الأمر نحو /4/ سنوات كحد أقصى، فكما أسلفتُ سابقاً فإن المشكلة هي عدم وجود أراضي ضمن التنظيم القديم للمدينة وخاصةً بعد التطور العمراني واتساع المساحات المأهولة بالسكان».

ومن الجدير بالذكر أن مدينة "الميادين" تحتضن تسعة شركات نقلٍ سياحية منها شركاتٌ تعمل على خطوطٍ برية خارج القطر ومنها الآخر تُقدم خدماتها من وإلى المحافظات والمدن السورية الأخرى؛ معدل الرحلات اليومية لكل واحدة منها تصل وسطياً إلى أربعة رحلات في اليوم؛ وهذه الشركات تحمل أسماءً مختلفة وهي (القدموس- الإيمان- الأصايل- النخيل- الراكان- سعد الراجحي- الأكرم- زيتوني إخوان- السلطان).

** تنويه: كلمة مدير في جميع اللقاءات لا تعني أن كل الشخصيات التي التقى معهم eSyria تُمثل الإدارة العامة لتلك الشركات؛ بل هي تُمثل إداراتها في مدينة "الميادين" فقط.