تقع مدينة "الكشكية" على الضفة اليسرى لنهر الفرات، في الطريق الواصل بين "الميادين" و"البوكمال"، وعلى بعد 90 كيلو متراً عن "دير الزور"، وتتميز بجمال طبيعتها وطيب أهلها وشهامتهم والذين سطروا أروع البطولات أيام الاحتلال الفرنسي والإنكليزي للمنطقة.

eSyria التقى مع الأستاذ "علي الجاسم" وهو أحد أبناء هذه المدينة ليحدثنا عنها بالقول: «قرية "الكشكية" أو"جشجية" والتي أصبحت الآن مدينة "الكشكية"، هناك روايتان لأصل تسميتها: الأولى: قيل إن التسمية جاءت لأن القرية سابقاً كانت تشتهر بالكشك وهو عبارة عن قمح مجروش يضاف إليه اللبن ويجفف ثم يطبخ في وقت لاحق ويستعمل كغذاء شعبي معروف من قبل أهل الريف.

يربي أهالي "الكشكية" الماشية حيث يوجد من الأغنام حوالي 30 ألف رأس، و10 آلاف رأس من الأبقار

أما السبب الآخر للتسمية فقد يكون جاء من "جيش جيه" وهو لفظة تركية، وتعني الجيش العظيم، وذلك عندما كانت هذه المدينة مركزا لجيش عثماني آنذاك.

الشارع الرئيسي في الكشكية.

يبلغ عدد سكان "الكشكية" 24000 نسمة، يوجد في مدينة "الكشكية" شعبة سجل مدني، ومستوصف، ومركز أعلاف، ونادي رياضي، وجمعية استهلاكية، ومحطة لمياه الشرب، وعدد كبير من المساجد، ويوجد شعبة زراعية تضم وحدات إرشادية هي: "الكشكية" و"أبو حمام" و"غرانيج"».

كما التقينا من أهالي هذه المدينة الأستاذ "علي عيسى العبد" لتبيان ما كان لهذه القرية من تاريخ نضالي مشرف، فتفضل قائلاً: «تنتمي "الكشكية" عشائرياً إلى عشيرة "الشعيطات" ولهم تاريخ نضالي أثناء الاحتلال الفرنسي، وكذلك أثناء الاحتلال الإنكليزي للعراق حيث قام أحد المواطنين آنذاك بإسقاط طائرة إنكليزية ويدعى "هلال العبد الكحيلات".

الأستاذ علي الجاسم

وهذا ما يؤكده الباحث المعروف "أسعد الفارس" في كتابه "شعب ومدينة على الفرات الأوسط" في حديثه عن معركة "المجرود" إذا يذكر "الفارس في الصفحة 92 من كتابه هذا أن الثائر "هلال العبد الكحيلات" كان في جبل "الباغوز" أثناء حدوث هذه المعركة بين عشيرة "الحسون" والقوات الإنكليزية عندما كان ضيفاً على عشائر العراق، فمرت طائرة إنكليزية فأطلق عليها النار، وهي تحاذي الجبل فأسقطها ببندقيته الألمانية الصنع.

كما قدمت "الكشكية" عدداً من الشهداء أثناء حرب تشرين التحريرية، كان هذا ما ذكره لنا الباحث "مازن شاهين"، بقوله: «للقرية تاريخها العريق بتقديم الشهداء، ونذكر منهم من الذين استشهدوا في حرب تشرين التحريرية "مجيد سطم العلي" و"موسى ازكاح الحميد" و"خلف جلوة العلي"».

المهندس الزراعي خلف حنشول النوم.

أما التفاصيل المتعلقة بالواقع الزراعي في هذه المدينة، فقد شرحها لنا المهندس الزراعي "خلف حنشول النوم" معاون رئيس الشعبة الزراعية، ورئيس قسم الإحصاء في "الكشكية"، بقوله: «تبلغ مساحة الأراضي في "الكشكية" أكثر من 2800 هكتار وإن مساحة الأراضي الزراعية منها 1948 هكتارا مستثمرة زراعياً و250 هكتارا غير مستثمرة، وتشتهر القرية بزراعة القطن والقمح والشوندر السكري وبعض الأشجار المثمرة مثل الزيتون والنخيل، وغيرها».

كذلك يوجد في "الكشكية" ثروة حيوانية كبيرة، بحسب ما قاله لنا السيد "عبد الحمد المطر الجاسم" وهو رئيس جمعية فلاحية سابق: «يربي أهالي "الكشكية" الماشية حيث يوجد من الأغنام حوالي 30 ألف رأس، و10 آلاف رأس من الأبقار».

أما بالنسبة للمدارس الموجودة في هذه البلدة وعددها، فقد بين لنا ذلك الأستاذ "حمدان العبد الجاسم" إذ قال لنا: «يوجد في الكشكية 18 مدرسة تعليم أساسي منها أربعة حلقة ثانية، وأما المدارس الثانوية فلا يوجد فيها أي ثانوية، ما عدا ثانوية قيد الإنجاز ما يؤثر سلباً على تعليم الفتيات خصوصاً، إذ يقوم بعض الأهالي بإخراج بناتهم من التعليم بسبب عدم توافر ثانوية في "الكشكية"».