على بعد خمسة عشر كيلو متراً من مدينة "دير الزور" وعلى نهر الفرات تقع "مظلوم" تلك القرية ذات الطبيعة الفراتية الساحرة، والتي تتميز بارتفاع نسبة طلبة التعليم الجامعي فيها عن القرى المجاورة لها، ووجود سوية ثقافية عالية لدى سكانها.

eSyria زار هذا المكان، وللتعريف بهذه القرية التقى أحد أبنائها وهو السيد "منيف صبحي العسكر" فقال لنا: «تقع هذه القرية على الطريق العام الواصل بين "دير الزور" و"البصيرة" على الضفة اليسرى لنهر الفرات، ويبلغ عدد سكانها في عام 2009 حسب إحصائية السجل المدني في ناحية "خشام" 6574 نسمة يعملون في الزراعة وتربية المواشي إضافة إلى نسبة كبيرة من الموظفين في الدولة ويعرف عن القرية مواصلة أبنائها التعليم الجامعي بحيث تملك ثلة من الأطباء والمهندسين وجامعيين بدراسات مختلفة، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي 210 هكتارات، ومساحة الأراضي الزراعية المروية 5000 دونم تقريباً، كما يبلغ طول شبكة الطرق في القرية 15 كيلو مترا، وطول شبكة مياه الشرب 20 كيلو مترا وطول شبكة الصرف الصحي 10 كيلو مترات.

أقامت بلدية "مظلوم" ست دورات لمحو الأمية خلال عامين وكان الإقبال جيداً والنتائج مرضية ما شجع على إقامة المزيد من هذه الدورات حتى نمحو الأمية من جميع سكان القرية

تشتهر القرية كغيرها من قرى "دير الزور" بكرم أبنائها وغيرتهم ولاسيما أنهم ينحدرون عشائرياً من رجل واحد وتسمى عشيرتهم نسبة إلى جدهم الأكبر (الراشد) التي يبلغ عدد أفرادها أكثر من 15000 شخص وتتوزع في كل من محافظة "دير الزور والحسكة وإدلب وحماة"».

مجلس قرية مظلوم

وبالنسبة للدوائر الحكومية الموجودة في "مظلوم" فهي كما ذكرها لنا السيد "فايز خليل الشهاب"، مدير محطة المياه في القرية: «يوجد في القرية وحدة إدارية، ومجلس قروي مؤلف من عشرة أعضاء من القرية، ووحدة إرشادية يديرها المهندس "محمد المسلط"، ومحطة مياه، وجمعية تعاونية زراعية يرأسها السيد "حسين ياسين الجراد"، وجمعية "غنّامية" (أي جمعية تقدم الخدمات الضرورية لتربية الأغنام من أعلاف وأماكن للشرب، وغير ذلك من الخدمات)، أما المدارس ففيها أربع مدارس، وفيها أيضاً مسجدان، وشبكة هاتف تتبع لمركز هاتف "مراط"».

ولمعرفة تفاصيل الأعمال التي نفذت في هذه القرية كان لا بد من أن نلتقي السيد "حسين علاوي الناصر" رئيس بلدية "مظلوم" فحدثنا بقوله: «تم تنفيذ مشروع للصرف الصحي خطوط أساسية، وفرعية، بتمويل من وزارة الإسكان والمرافق بكلفة 67 مليون ليرة سورية، إضافة لمضخات رفع لزوم أعمال الصرف الصحي بكلفة 550000 ليرة سورية، كما تم تنفيذ مشروع طرق متنوعة ضمن المخطط التنظيمي، وتم البدء بتركيب وبناء فرن آلي ولكنه لم ينجز بعد، وأنجزت دراسة لمخطط حديقة ضمن المخطط التنظيمي».

السيد حسين علاوي الناصر

وللبلدية دور في محو الأمية في هذه القرية شرحها لنا "الناصر" بقوله: «أقامت بلدية "مظلوم" ست دورات لمحو الأمية خلال عامين وكان الإقبال جيداً والنتائج مرضية ما شجع على إقامة المزيد من هذه الدورات حتى نمحو الأمية من جميع سكان القرية».

وتحتاج القرية لعدد من المرافق والخدمات لخصها "الناصر بقوله: «القرية بحاجة على إكمال تنازل بلدة "مراط" عن عقارات مجلس قرية مظلوم، وإلى مستوصف وفرن آلي وصرف صحي لبعض التجمعات الفرعية في القرية، وبحاجة إلى تعبيد بعض الطرق، كما أنه من الضروري فتح شعبتي ثانوي على الأقل في مدرسة "مظلوم فوقاني" وإنشاء حديقة في المخطط التنظيمي، وخزان مياه في تجمع "الحصوة" إضافة لخطوط مياه في بعض التجمعات، وتركيب محولتي كهرباء في تجمع "العبد الراشد" والجمعية، وتجديد شبكة الكهرباء لبعض التجمعات».

السيد منيف صبحي العسكر

كما تتعاون البلدية مع الجمعيات الفلاحية والغنّامية، وقد بين السيد "حسين ياسين الجراد" رئيس الجمعية التعاونية في "مظلوم" ذلك بقوله: «للبلدية دور كبير في تسهيل عمل التعاونيات في "مظلوم" إذ تقوم بخدمات نقل للمواد "أعلاف، ماشية، أسمدة ومبيدات... الخ، وتنفذ كافة المشاريع التي تحتاجها هذه الجمعيات».

وقد قدم أبناء هذه القرية الكثير من التضحيات في سبيل الوطن وضحها الباحث "مازن شاهين" بقوله: «عند الحديث عن "مظلوم" فلا بد من تأكيد دور هذه المدينة النضالي، فللقرية تاريخها المطرز بأكاليل الغار لما قدمه أبناؤها دفاعاً عن الوطن، ونذكر من شهدائها الشهيد "خضر موسى الكريف"، والشهيد "حسن عوض العوض"، والشهيد "عكلة جرو الخلف" وجميعهم استشهدوا سنة 1973».