«تقع قرية "مرّاط" على الضفة اليسرى لنهر الفرات من جهة الجزيرة تمتد من قرية "حطلة" غرباً حتى قرية "مظلوم" شرقاً بطول سبعة كيلومترات وعرض خمسة كيلومترات يحدها من جهة الجنوب نهر الفرات ومن الشمال بادية "الصور"».

هذا ما بدأ به الباحث الأستاذ "محمد المفلح" حديثه لموقع eSyria عن قريته "مرّاط" والتي تعتبر من القرى المميزة في محافظة "دير الزور" وتابع حديثه قائلاً: «ترتفع "مرّاط" عن سطح البحر 205 متراً وتبعد عن "دير الزور" حوالي سبعة كيلومترات، ترتبط القرية بمدينة "دير الزور" بطريق عام ناحية البصيرة عن طريق تجمع "مرّاط" فوقاني إضافة إلى طريق إسفلتي ثان مار بوسط القرية تتصل به بمدينة "دير الزور" عن طريق قرية "حطلة".

تعتبر هذه القرية غنية بخيراتها، وطيبة أهلها الذين لا يزالون يحافظون على العادات العربية الأصيلة، وتتميز بغناها بالآثار وخير مثال على ذلك موقع تل السن الأثري الذي جرت فيه معركة "تل السن الشهيرة"

وبعد صدور قانون الإدارة المحلية في سورية واهتمام الدولة بالريف أحدثت بلدية بالقرية عام 1989 ونتيجة لتزايد عدد السكان أصبحت قرية "مرّاط" بلدة عام 2003.

السيد محمد مفلح الخلف

وتأتي أهميتها كونها نقطة وصل بين مدينة "دير الزور" والقرى التي تليها من الجهة الشرقية مروراً بناحية البصيرة حتى الحدود العراقية منذ القديم ومازال الأهالي يسمون الطريق الترابي المنحدر من تل "السن" الأثري باتجاه حطلة "دير الزور" باسم طريق البصيرة والتي مازالت معالمه قائمة حتى الآن، كذلك لكونها منطقة يوجد فيها جزء من الثروة النفطية والغاز في مزرعة العزبة التابعة للبلدة.

كل ذلك أعطاها أهمية وكانت ممراً للقوافل الآتية من جهة العراق باتجاه "دير الزور" والرقة انتهاءً بحلب، هذا ما قبل الستينيات، وكان بعض الأشخاص يحط رحاله للمبيت في "مرّاط" عند بعض الأهالي ليتابعوا سيرهم مع طلوع الفجر إلى "دير الزور" أو إلى الجهة التي يقصدونها بعد "الدير"».

محطة مياه مراط.

وعن مساحة وعدد سكان "مرّاط" قال السيد "المفلح": «أدى الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي إلى زيادة عدد السكان بشكل ملحوظ وكبير خلال السنوات الأخيرة وهذا عائد إلـى زيادة عمليات الاستقرار البشري، فقد بلغ عدد سكان "مرّاط" حوالي ستة عشر ألف نسمة كلهم أقرباء وأبناء عمومة، وتقسم البلدة إلى سبعة أحياء هي:

"الحاوي– الزنزلة- الـجاير- السبعة– "مرّاط" فوقاني– الرميلة– الزوية" وتسمى "الموح".

تل السن و هو المكان الذي صارت فيه المعركة.

تبلغ المساحة بشكل إجمالي حوالي خمسة وثلاثين كيلومتراً مربعاً بما فيها المخطط التنظيمي الذي تبلغ مساحته تسعين هكتاراً، تربتها لحقية رملية خصبة وأرضها منبسطة وافرة المياه بحكم قربها من نهر الفرات، يعمل سكانها بالزراعة إلى جانب تربية الماشية والأبقار، وأهم إنتاجهم الزراعي القطن والقمح والشوندر السكري وبعض الحبوب الشتوية والخضراوات، وتتبع للبلدة ثلاث مزارع هي:

  • مزرعة "معيزيلة" أو "العزبة": مساحتها عشرة آلاف دونم تتواجد فيها أغلب حقول النفط والغاز وأقيمت فيها محطة للغاز تسمى محطة العزبة إضافة لمرور أنابيب النفط من وسط القرية باتجاه الشامية إلى مصفاة حمص، كذلك تتواجد في بلدة "مرّاط" أغلب مقرات الشركات النفطية ومستودعاتها لكونها قريبة من منطقة الآبار النفطية.

  • مزرعة "الخلوي": مساحتها خمسة آلاف دونم.

  • مزرعة "جـكان": مساحتها ثلاثة آلاف دونم.

  • يزرع في هذه المزارع آنفة الذكر الحبوب الشتوية كالقمح والشعير بعلاً والقسم الأكبر من تلك المساحة يروى عن طريق الآبار الارتوازية بواسطة الضخ».

    كما التقى eSyria من سكان "مرّاط" السيد "صبحي الدرويش" الذي قال لنا: «تعتبر هذه القرية غنية بخيراتها، وطيبة أهلها الذين لا يزالون يحافظون على العادات العربية الأصيلة، وتتميز بغناها بالآثار وخير مثال على ذلك موقع تل السن الأثري الذي جرت فيه معركة "تل السن الشهيرة"».