بعد تنفيذ مشروع تنظيم مجرى "النهر الصغير" داخل المدينة والذي اشتمل على تبليط مجرى النهر وجوانبه ظهرت مشاكل لم تكن بالحسبان من أهمها بطء جريان الماء في هذا المجرى، وأحياناً توقفها تماماً خاصة في فصل الصيف ما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة من النهر أزعجت الجوار.

كما أدى المشروع المذكور إلى تحويل سرير النهر داخل المدينة إلى مكب نفايات ومرتع للأعشاب والأشواك.

وبقي هذا الموضوع الهم الأكبر لجمعية متطوعين من أجل البيئة "حياة" التي حاولت كثيراً لفت نظر المسؤولين إلى خطورة ما يجري وضرورة إعادة تأهيل ضفة النهر وإعادتها كما كانت متنفساً لأهل المدينة.

وبعد الكثير من الدراسات والبحوث ولدت فكرة إنشاء حديقة للبيئة ومركز توعية بيئي على ضفة الفرات، وقامت الجمعية بالاتصال ببرنامج المنح الصغيرة ( GEF/SGP) الذي دخل إلى سورية ووافق على تمويل المشروع بمبلغ 35 ألف دولار، كما ساهم مجلس مدينة "دير الزور" بتخصيص أرض للمشروع وهي المسافة بين "جسر محمد الدرة" و"جسر كنامة" على مساحة قدرها 3300 متر مربع، بطول 230 متراً، وعرض 14 متراً، وفي أواخر 2005 تم وضع حجر الأساس للمشروع وبوشر بالعمل به في مطلع 2006.

تقسم الحديقة البيئية إلى ستة أقسام هي:

-القسم النباتي: حيث تضم الحديقة أربع جزر رئيسية تمثل الغطاء النباتي في محافظة "دير الزور"، الأولى للنباتات الرعوية المنتشرة في البادية، والثانية للنباتات الشوكية والصبارية المنتشرة في المنطقة، والثالثة للنباتات الفراتية النامية على ضفاف النهر، والجزيرة الرابعة ضمت النباتات المدخلة إلى "دير الزور"، أما من جهة النهر فقد تم زرع سور مزدوج من شجيرات العفص.

-قسم الطاقة الشمسية الذي تم اعتماده لتكون الحديقة نموذجاً تعليمياً لأبناء المنطقة في استخدام الطاقات البديلة للحد من الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة وما تسببه من تلوث ومشاكل بيئية، لذلك تم اعتماد نظامين للإنارة بالطاقة الشمسية الأول عبارة عن أربعة أعمدة إنارة مستقلة كل منها مزود بلوحة استقطاب ومدخرة تستطيع إنارة المصباح لمدة لا تقل عن 8 ساعات، والنظام الثاني مجموعة استقطاب مركزية تتحرك مع دوران الشمس تغذي مجموعة من المصابيح.

-قسم منظومة ضخ الأوكسجين: تم تصميم ضاغط هوائي له أنبوب يمتد لمسافة 15 متراً في النهر على عمق 30–50 سم تحت سطح الماء، وتقوم هذه المضخة بضخ الهواء في مياه النهر على فترات زمنية تحدد حسب الحاجة، وذلك لتنشيط التفاعلات الاختزالية المسببة لانبعاث الروائح الكريهة.

-مركز التوعية: يتكون المركز من صالة كبيرة بجوارها غرفة أصغر بنيت في طرف الحديقة الشرقي، وتم البناء بمواد أولية (حجر– جبس أسود) سيستخدم لإقامة الندوات والمحاضرات ومعارض الصناعات اليدوية وتدوير النفايات المنزلية.

-المسرح: بني في الهواء الطلق يقابله ثلاث مصاطب متدرجة تتسع لأكثر من 150 متفرجاً، ويقتصر نشاط المسرح على عرض مسرحيات للأطفال حول التعريف بالبيئة وأهمية الحفاظ عليها.

-قسم ألعاب الأطفال: يضم مجموعة من الألعاب المصنوعة بشكل كامل من الخشب الطبيعي وصممت الألعاب للأطفال دون سن 10 سنوات.

ولا بد من الإشارة إلى أن المقاعد والطاولات المستخدمة في الحديقة صنعت كذلك من الخشب الطبيعي، أي لم تستخدم سوى المواد الصديقة للبيئة.