على الرغم من قسوة المناخ في "دير الزور" إلا أن ذلك لم يمنع الأهالي من زراعة نباتات الزينة، ونجحوا في زراعة أنواع جديدة من خارج المحافظة، حيث لا تخلو شرفات المنازل والحدائق منها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 30 كانون الأول 2014، مع المهندس الزراعي "غسان الشيخ الخفاجي" الذي تحدث على نباتات الزينة في محافظة "دير الزور"، ويقول: «يعشق أهالي "الدير" نباتات الزينة؛ لجمال منظرها وطيب رائحتها، فمن شاهد بيوتهم التراثية وحدائقهم يخطفه عبق وردة "الجوري" وتنعشه نباتات "الريحان" و"الفل" و"الياسمين"، ويستظل بعريشة "العنب"، ويسرح بخياله مع شموخ نخلها ولذة بلحها وتمرها، وقد ورثوا هذا الحب من جمال طبيعة مدينتهم وبساتينها الفاتنة ونهرها الخالد، ومع تغير نمط البناء تحولت "البقجات"* إلى حدائق منزلية كما في أحياء "القصور، والعمال، والموظفين، والفيلات"».

قمت بتوثيق الصور بما يقارب ألف نموذج من نباتات الزينة، وبعض الصور قد تكون لها لقطات متعددة لنواحٍ علمية دراسية أكاديمية، ومن خلال العدسة رصدت نباتات الأجداد والآباء والعرائش ونباتات "البقجات"، وبعدها الحدائق المنزلية والعامة والأنواع التي اهتم بها أجدادنا ونقلوها إلينا، ومتابعة الآباء لهذه النباتات التي دخلت حديثاً وتأقلمت مع بيئة الفرات لتصبح ديرية

ويتابع: «قمت بتوثيق الصور بما يقارب ألف نموذج من نباتات الزينة، وبعض الصور قد تكون لها لقطات متعددة لنواحٍ علمية دراسية أكاديمية، ومن خلال العدسة رصدت نباتات الأجداد والآباء والعرائش ونباتات "البقجات"، وبعدها الحدائق المنزلية والعامة والأنواع التي اهتم بها أجدادنا ونقلوها إلينا، ومتابعة الآباء لهذه النباتات التي دخلت حديثاً وتأقلمت مع بيئة الفرات لتصبح ديرية».

من نباتات الزينة

وعن أنواع نباتات الزينة المتواجدة في المنطقة يضيف: «يعد "الورد الجوري الديري" من أهم وأقدم نباتات الزينة في المنطقة؛ حيث يمتاز بجمال لونه الزهري ورائحته الزكية وهو كثيف وغزير الإزهار، إلا أن عمره النسبي مقارنة مع الأصناف الأوروبية قصير ويجدد عطاءه في فصل الخريف، أما في فصلي الصيف والشتاء فيدخل في مرحلة السكون، ويستخدم في مشروب الزهورات وصناعة المربيات والشراب والعطور وماء الورد، وهناك أيضاً زهرة "الهرجاية" وهو الاسم الأكثر شيوعاً في "دير الزور" و"سورية" بوجه عام، ومن الأسماء المتداولة أيضاً لهذه الزهرة: "البانسية"، "الفراشة" وهو نبات واضح متعدد الألوان ومن أرق وأجمل الزهور وأكثرها أناقة، وهي زهرة شتوية ليس لها رائحة ولكنها تستخدم بكثرة في الزينة خاصة أن لها الكثير من الألوان، وتمتاز بتوزيع جميل ورومانسي للألوان التي بداخلها ولها العديد من الألوان منها "الأحمر، والأصفر، والبرتقالي، والبنفسجي، والأبيض"».

ويتابع: «كما ينوجد أيضاً نبات "البهجة والسرور"، والاسم اللاتيني "tricolor hybrid viola"؛ وهو من العائلة البنفسجية "violaceaae"، موطنه الأصلي "أوروبا"، يحب التربة الخصبة الغنية بالمادة العضوية ساقه قصير مضلع، وأوراقه حوافها منشارية والزهرة متعددة الألوان غير قابلة للقطف ويتحمل الصقيع ولا يتحمل الحرارة على الإطلاق، يتعرض لشمس الشتاء ويتحمل الظل الخفيف، فهو نبات حولي شتوي ويمكن زراعته معمراً في بعض المناطق الباردة، يزرع في الحدائق المنزلية، وهو من النباتات التي دخلت "دير الزور" وانتشرت في التسعينيات من القرن الماضي، فقد شاهدته مزروعاً في حديقة "الرشدية" ودوار "السبع بحرات"، وبحرة "دوار المدلجي"، وحدائق فندق "فرات الشام"، وأغلب حدائق الفيلات عند محبي زراعة الزهور».

المهندس غسان الخفاجي

ومن الأنواع التي تتم زراعتها في المنازل والحدائق يقول "الخفاجي": «كثيرة هي نباتات الزينة التي تتم زراعتها في المحافظة، ومنها أشجار "العرائش" والأسوار: كـ"العنب" و"ياسمين الشام" و"الجهنمية" (أو المجنونة)، و"جلنار" و"أم كلثوم" و"النفنوفة"، ومن الأشجار والشجيرات: "النخل"، و"الرمان"، و"اللوزيات"، و"الحمضيات"، و"شجيرات الورد"، ومن النباتات الموسمية: "الأقحوان"، و"شكرية خانم"، و"عرف الديك"، و"القرنفل"، و"الريحان"، و"أبصال الزنبق"، وغيرها الكثير من النباتات التي دخلت في الفترات الأخيرة فعززت حب "الديريين" وعشقهم للجمال».

أما ربة المنزل "سوزان درويش" من حي "العرضي" فتقول: «تتميز شرفات المنازل في "دير الزور" بتنوع نباتات الزينة المزروعة فيها، حيث يعتني بهذه النباتات الرجال والنساء على حد سواء، وهناك الكثير من النباتات التي دخلت حديثاً لمنطقتنا وتقبلت وتأقلمت مع مناخها القاسي ونمت جيداً، وكان لها منظرها الجميل والخلاب إضافة لرائحتها الزكية، ومن أكثر النباتات التي تتم زرعتها على شرفات المنازل وفي الحدائق: "الورد الجوري"، و"الياسمين"، و"الأقحوان" و"العطرية"، وغيرها الكثير».

الورد الجوري

  • "البقجات": مفردها "البقجة" هي عبارة عن حديقة صغيرة توجد في البيوت القديمة في محافظة "دير الزور".