المعروف عن هذا النوع من السمك المشوي أنه عراقي الجنسية، ولكن في "دير الزور" وبالتحديد في بلدة "موحسن" المتكئة على خاصرة "الفرات"، يتم تحضيره على طريقتهم، وسره هو أن اللقمة الأخيرة منه هي الأطيب، ومن طقوسه أنه يؤكل باليدين، والملعقة والشوكة من المحرمات.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 تشرين الأول 2014، السيد "يوسف درويش" أحد أبناء "موحسن" الذي حدثنا عن "المسقوف" قائلاً: «يبدأ العمل في "المسكوف" بشق السمكة من ظهرها من رأسها إلى ذيلها، وفتحها لتنظيف ما بداخلها من أحشاء بشكل جيد بالماء، ثم مسح داخلها كله بالملح، وتثقب السمكة من مكانين أو ثلاثة لتعليقها على الأوتاد».

يبدأ العمل في "المسكوف" بشق السمكة من ظهرها من رأسها إلى ذيلها، وفتحها لتنظيف ما بداخلها من أحشاء بشكل جيد بالماء، ثم مسح داخلها كله بالملح، وتثقب السمكة من مكانين أو ثلاثة لتعليقها على الأوتاد

ويتابع "درويش" عن طريقة الشواء قائلاً: «خشب الصفصاف هو الأحسن لعملية "الشوي"، تُدق أوتاد خشب رفيعة حول النار الموقدة من خشب الصفصاف بشكل دائري، ويثبت فيها السمك المثقب بعيداً عن النار، ويحتاج الذي يقوم بعملية الشواء إلى الخبرة في التحكم بالنار كي يبقي السمك ملامساً فقط لوهج النار الصادر عنها، فالشواء على وهج النار الحار يكسب السمك طعماً رائعاً لا مثيل له، بعد أن ينضج باطن السمكة وتصبح هشة وتكاد تذوب، نرفع السمك عن الأوتاد، نقلبه على ظهره ونضعه على الجمر حتى ينضج أيضاً الجلد ويأخذ لونه الذهبي».

زهير العلي

عن طريقة تقديمه ودور النساء تقول السيدة "منال عباس": «في "المسكوف" يقتصر دورنا على التقديم، ولا يدعنا الرجال نتدخل في عملية الشواء، ربما لأن الشواء يتم غالباً في الخارج على كتف النهر، أو خارج المنزل وهناك يحب الرجال استعراض مهاراتهم كما تفعل النساء، أفضل طريقة لتقديم "المسكوف" مع "الطرشي" اللاذع، والسلطات بأنواعها، السلطة العادية الخشنة هي الأطيب: (خيار، وبندورة، وخس، ونعناع، وبصل، وزيت زيتون)، وخبز التنور الذي يلسع الأصابع بحرارته، منهم من يحب فرشه فوق الخبز "الصاج"، وبعضهم أصبحوا يغلفونه بالقصدير ويشوونه في الأفران داخل البيوت، ولكن "المسكوف" الأصلي على النار ألذ بكثير، يشوى إلى جانبه البندورة والبصل وأحياناً الثوم والفليفلة؛ فتعطيه طعماً أشهى ومنظراً أحلى على السفرة».

يقول الباحث "زهير العلي": «السمك "المسقوف" الذي يسمونه "مسكوف" باللهجة المحلية، وجبة بنت بيئتها المحلية، تعتمد على نوعي "البني" و"الكرب" الموجودين في "الفرات"، الأشهر في هذا النوع من السمك المشوي هم العراقيون، ولكن نفس النوع وبنفس طريقة التحضير تعرفه البلدات الواقعة على شاطئ الفرات في "دير الزور"، ترتبط هذه الأكلة بطقوس الصيد، فمعظم الناس يفضلون تناول ما اصطادوه بأيديهم طازجاً، بعد عزل الأنواع المفلطحة من السمك، وهي: "البني"، و"الكرب"، الذي يسمونه "الشبوط"، تبقى "الجراري"، وغيرها لوجبة شهية أخرى».

طريقة شواء "المسكوف"

القفلة الأفضل لـ"المسكوف" هي "كاسة شاي ثقيلة" على ذمة أهل "موحسن"، وما أدرانا نحن! فالمثل يقول: أعط الخبز لخبازه.