في فترة فطام الحملان يسعى مربي الأغنام لفصل الأغنام عن أمّاتهم، وتسمى هذه العملية فصل "الرقث عن الجلد"، وتتم هذه الطريقة إما بشكل تدريجي أو بشكل مفاجئ مما يسبب صدمة الفطام.

للتعرف على طريقة فطام الأغنام الوليدة عن أمّاتهم مدونة وطن "eSyria" التقت في 4 أيار 2014 الأستاذ "نجدت جاويش" وهو مهتم بالتراث والعادات من حي "الجبيلة" الذي قال: «في منطقتنا بادية "دير الزور" 80 بالمئة من حالات ولادة الأغنام تكون في نهاية فصل الخريف، وعندما يهل فصل الربيع حيث تكون البادية قد بدأت الاخضرار يلجأ أصحاب الأغنام إلى ترك الأمّات ترعى في الوديان والسهول، ومن ثم حجز الطليان في حظائر ريثما تعود أمهاتها، وبطبيعة الحال عندما تعود تكون أضرعها ملأى بالحليب لكونهن أمّات، فيقوم المربون بمقابلة رؤوس النعاج اثنين اثنين على شكل صفين، فيحلبونها تاركين ما يكفي لإرضاع مواليدهن وسبحان الله؛ فإن الحليب عند النعجة الأم يدر بعد حلبه لإشباع الطلي هذا بالنسبة للإناث، أما الذكور والخراف المفطومة التي يلاحظون أنها ترعى شيئاً فشيئاً، فإنهم يبعدونها لمسافات عن الأمّات في أوقات معينة، ويتم إنشاء حظائر لفصل الأغنام الوليدة عن أمّاتها، وباللهجة الفراتية تسمى عزل "الرقث عن الجَلَد"، و"الرقث" هي النعجة التي وَلدَت حديثاً، أما "الجَلَد" فتشمل الأغنام التي فُطمت حديثاً».

يتقصد بعض المربين عزل الأغنام عن أمّاتهم وفطامها بشكل مفاجئ ويسمى الفطام الفجائي، وفي هذه الطريقة تمنع الحملان عن رضاعة أمّاتهم بصورة مفاجئة وكاملة، ويتم الفطام بعد أن تكون الحملان قد وصلت إلى أعمار وأوزان تمكنها من تناول الغذاء الخشن والمركز، ومن ثم يوفر لها العلف المركز بشكل كاف لاحتياجاتها، كما يمكن فطام الحملان بأعمار صغيرة جداً بعمر يومين في ظروف استثنائية ومعينة، وتعويد تلك الحملان على الرضاعة الصناعية، ويلاحظ انخفاض معدلات النمو انخفاضاً شديداً بعد الفطام مباشرة، وهي مرحلة حرجة للغاية قد تؤثر على الحملان المفطومة، وتسمى هذه الفترة بصدمة الفطام، ولكن سرعان ما تمر بسرعة، ويعود بعدها الحمل إلى نموه الطبيعي

الشاب "سامر النوارة" مساعد طبيب بيطري، وموظف في مديرية زراعة "دير الزور" يقول: «في العادة تصل فترة الحمل عند النعاج إلى 150 يوماً، وتلد النعاج دون مساعدة أو تدخل أحد، عدا الحالات التي تواجه فيها النعجة صعوبات في الولادة الناتجة عن عدة عوامل، مثل الوضع الشاذ للجنين في الرحم، وبمجرد ولادة الحمل تقوم الأم بلعقه وتجفيفه من السوائل المخاطية، فإن لم تقم النعجة بهذا الدور يقوم المربي بتجفيف جسم الحمل بقطعة من القماش أو الخيش، ويتم بعدها تقريب الحمل من أمه حتى تتعرف عليه وتقوم بإرضاعه، وتتم مساعدة الحمل الضعيف في توجيهه إلى ضرع أمه، وإذا كانت الحلمات مسدودة بمادة شمعية يضغط عليها إلى أن يتم نزول الحليب منها، وبعض المربين يقومون بهذه العملية بشكل روتيني على جميع النعاج التي تلد، ويتم تجميع الحملان المولودة في مكان واحد يتميز بالدفء والنظافة».

عزل الأغنام

ويضيف: «وتبدأ فترة الفطام عندما يبلغ الحمل 12 إلى 15 كيلو غراماً أو عمر شهرين أو ثلاثة أشهر، حيث يكون الفطام بشكل تدريجي، ويتم منع الحملان من الرضاعة تدريجياً، وتستغرق مدة الفطام التدريجي حوالي أسبوعين، ففي الأسبوع الأول تحلب النعاج يدوياً في الصباح، ثم تترك الحملان معها لمدة 10 ساعات تقريباً للرضاعة، ويتم بعدها حجز الحملان عن أمّاتهم في حظائر خاصة حتى الصباح التالي، وتسمى هذه العملية فصل "الرقث عن الجَلَد"، وبعد حلب النعاج تترك معها الحملان مدة ثانية، وهكذا حتى نهاية الأسبوع الأول، أما في الأسبوع الثاني فتقصر المدة التي يسمح للحملان فيها بالرضاعة من أمّاتهم إلى 6 ساعات بدل 10 ساعات، وحتى نهاية الأسبوع الثاني، ثم تمنع الحملان عن الرضاعة كلياً وتوفر لها كفايتها من العلف المركز».

صدمة الفطام هي مرحلة حرجة في حياة الأغنام؛ هذا ما أشار إليه "محمد الخطيب"، وهو مربٍ للأغنام قائلاً: «يتقصد بعض المربين عزل الأغنام عن أمّاتهم وفطامها بشكل مفاجئ ويسمى الفطام الفجائي، وفي هذه الطريقة تمنع الحملان عن رضاعة أمّاتهم بصورة مفاجئة وكاملة، ويتم الفطام بعد أن تكون الحملان قد وصلت إلى أعمار وأوزان تمكنها من تناول الغذاء الخشن والمركز، ومن ثم يوفر لها العلف المركز بشكل كاف لاحتياجاتها، كما يمكن فطام الحملان بأعمار صغيرة جداً بعمر يومين في ظروف استثنائية ومعينة، وتعويد تلك الحملان على الرضاعة الصناعية، ويلاحظ انخفاض معدلات النمو انخفاضاً شديداً بعد الفطام مباشرة، وهي مرحلة حرجة للغاية قد تؤثر على الحملان المفطومة، وتسمى هذه الفترة بصدمة الفطام، ولكن سرعان ما تمر بسرعة، ويعود بعدها الحمل إلى نموه الطبيعي».

نجدت جاويش
سامر النوارة