تميزت أدوات تزيين المنازل في "دير الزور" قديماً بالألفة والبساطة، إضافة إلى موادها التي تتكون من جذوع الأشجار وقطع القماش، حيث أصبح هذا الأثاث نوعاً من أنواع التراث الشعبي الذي يوضع جنباً إلى جنب مع الأثاث الحديث في الصالونات.

مدونة وطن "eSyria" في 19 نيسان 2014 التقت المدرس "موسى شرقي" الذي حدثنا عن أدوات تزيين البيت الديري قديماً بالقول: «كانت ربة البيت الديرية في "دير العتيق"، تنظم قطعاً صغيرة من النسيج وتسمى (قصاقيص) وهي مختلفة الألوان والأحجام، وتضمها في خيط طويل مع حب "الحرمل" (وهو نوع من أنوع الشجر الفراتي الذي ينبت على ضفاف النهر)، حيث يصل الخيط بمحيط جدران الغرفة التي يجلسون فيها، ويمكن وضعها أيضاً في أعلى الجدران داخل الغرفة على السقف، وتسمى "نَشرةّ" بفتح النون وبعضهم يسمونها "نُشرةّ" بضم النون، ومن النشرات "العورب" وهو نسيج من سنابل القمح على شكل مثلث من الأعلى تتدلى منه السنابل، يعلقونه في الغرفة للتبرك وطرد العين، ويكون حب الحرمل منتظماً فيه ومشدودة إلى عود بطول ثلاثين سنتيمتراً وبين كل بضع حبات قطع نسيج صغيرة ملونة، وكانوا إضافة إلى تزيين الغرفة يتداوون بها في حال الإصابة بالزكام بأخذ حبات من الحرمل وحرقها في النار والتبخر بدخانها، ولم يعد أحد يصنعها في وقتنا الراهن، وبعضهم ما زالوا يحتفظون بها منذ زمن قديم، وهناك أيضاً أدوات لتزيين البيت تتكون من الودع والخرز تنظم في خيط طويل يحيط بأعلى الغرفة للزينة ولدفع العين الشريرة، ويرجع تاريخها إلى العصر الجاهلي وتم توارثها وتناقلها عبر الأجيال».

كان أثاث المنازل بسيطاً وصناعته يدوية وليس معقداً، حيث إنه يتوافق مع الإمكانيات المتوافرة في ذلك الوقت، ففي إحدى زياراتي إلى متحف التقاليد الشعبية الذي كان صاحبه الباحث "عبد القادر عياش"، رأيت هناك الكثير من الأثاث القديم والمميز مثل "الشَّف" وهو عبارة عن ستار رقيق من نسيج الصوف يغطى به الفراش المضموم في ليوان بصدر الغرفة، و"الشف" منقوش برسوم مختلفة، ومنهم من يقوم بتطريزه بخيوط ملونة، وهناك أيضاً "أصص" وهو من الريحان يوضع بداخله القرآن الكريم ثم يعلق على الحائط في صدر البيت، وهناك رف الجص الذي توضع فوقه آنية من النحاس أو بعض الأطباق الزجاجية التي تخرجها العروس معها في يوم زفافها، و"العليقة" وهي مصنوعة من الجوخ الأخضر أو من الصوف الملون، وتستخدم لحمل القرآن الكريم أيضاً وتعلق على الجدار، إضافة إلى مرآة صغيرة تثبت بالجص في الحائط أو تكون ضمن إطار خشبي

الألفة والبساطة ما كان يميز البيت الديري، هذا ما أضافه "الشرقي" بالقول: «كان أثاث المنازل بسيطاً وصناعته يدوية وليس معقداً، حيث إنه يتوافق مع الإمكانيات المتوافرة في ذلك الوقت، ففي إحدى زياراتي إلى متحف التقاليد الشعبية الذي كان صاحبه الباحث "عبد القادر عياش"، رأيت هناك الكثير من الأثاث القديم والمميز مثل "الشَّف" وهو عبارة عن ستار رقيق من نسيج الصوف يغطى به الفراش المضموم في ليوان بصدر الغرفة، و"الشف" منقوش برسوم مختلفة، ومنهم من يقوم بتطريزه بخيوط ملونة، وهناك أيضاً "أصص" وهو من الريحان يوضع بداخله القرآن الكريم ثم يعلق على الحائط في صدر البيت، وهناك رف الجص الذي توضع فوقه آنية من النحاس أو بعض الأطباق الزجاجية التي تخرجها العروس معها في يوم زفافها، و"العليقة" وهي مصنوعة من الجوخ الأخضر أو من الصوف الملون، وتستخدم لحمل القرآن الكريم أيضاً وتعلق على الجدار، إضافة إلى مرآة صغيرة تثبت بالجص في الحائط أو تكون ضمن إطار خشبي».

الحرمل

لا يزال أثاث المنازل خليطاً بين القديم والحديث، وهذا ما أشار إليه الباحث "خالد الفرج" بالقول: «منذ نصف قرن أخذ الديريون يدخلون الأثاث الحديث إلى بيوتهم متأثرين بأسفارهم إلى خارج بلدهم، وقد كثر تجار الموبيليا وتجار الأثاث في البلد، وذلك لتلبية الإقبال المتزايد على الأثاث الحديث، ومازال الأثاث القديم في كثير من البيوت موجوداً، وفي بعض البيوت يلتقي الأثاث القديم والحديث كـ"البردات" أي ستائر من النسيج وجدت منذ أكثر من نصف قرن من تاريخ دخول النوافذ إلى البلد، وكرسي الخشب المصلب الصغير وهو قديم في "الدير"، وتخت الخشب وجد منذ أن وجدت الأحواش في البلد منذ قرن تقريباً، و"الناموسية" للسرير الحديدي ذي القوائم العالية والمكلل بـ"ناموسية" وهي النسيج الواقي من البعوض، و"العُبّارة" وهي مهد الطفل وتتخذ من جذع شجرة غرب بطول 70سم، وقطر 50سم ينشر الجذع عمودياً ويحفر وسطه وتسمى "فشقة" أي نصف جذع، وسميت "عبارة" لأن الرجل كان يعبر النهر على جزء من جذع شجرة حفر، واستعمل مهداً للطفل وتحتفظ بعض البيوت في البلد بهذه "العبارة" ويتوارثونها لذلك تجد أثاث البيت الديري عبارة عن خليط بين الماضي والحاضر».

الباحث خالد الفرج