الشعر والقصة جنباً إلى جنب في أمسية استضافها المركز الثقافي العربي "بدير الزور" والتي حفلت بالصور واللقطات الجميلة، فقد ضمت الأدباء "صالح عبد القادر" و"أبو بكر عبد العزيز" و"خالد جمعة" و"فاتح الأشرم". eSyria حضر الأمسية، وأجرى مع الأدباء المشاركين الحوارات التالية.

الشاعر "أبو بكر عبد العزيز" تحدث عن مشاركته قائلاً: «قدمت ثلاث قصائد الأولى "المعلم" وفيها تحدثت عن القدوة في المجتمع وقامة المعلم التي قصرت في أيامنا وحاجتنا لرفع معنويات المعلم وإعادة الشخصية الحقيقية له والعودة إلى اعتماد عليه في بناء الإنسان والقصيدة الثانية بعنوان "دعيني" وهي قصيدة وجدانية تصف حالة الهجر والبعد والأمل في عودة الحبيب، ولطالما وصف الشعراء هذا المشهد ولكن لقسوة وقعه يبقى يثير لدى كل شاعر هواجس وأحاسيس مختلفة ومما جاء في هذه القصيدة أذكر:

يخرج الزمن من مساره، أتوق على نغمة صوتها وهي تشدو اسمي بثغرها الجميل، تنطق حروفي كأن الكون يولد من جديد، أكاد أرى الشرفة قد امتدت أطرافها واتسع فضاؤها، أجد الشمس أكثر جرأة من ذي قبل، تغزل شعاعها الدافئ في بيتنا كله

قد قال شوقي مرة بحصافة/ كاد المعلم أن يكون رسولا

السيد خليل عبد اللطيف

وأنا أقول لعزتي بمعلمي/ بعث الرسول معلماً وكفيلاً

قد قال إني قد بعثت معلماً/ طوبى إذا صار الرسول مثيلا

القاص صالح عبد القادر

القصيدة الثالثة بعنوان "ربيبتي" وفيها تحدثت عن ربيبتي التي عاشت منذ طفولتها بين جوارحي وفي القصيدة وصفت حالة الحزن والفرح في يوم عرسها بثوبها الأبيض، والحزن الذي انتابني لبدء فراقها بعد عشرين عاما، وكان فرحي بوصولها إلى بر الأمان بزواجها ودعائي لها بالسعادة في الحياة، بعد أن عانت من حالة اليتم منذ طفولتها بفقدها والديها وهي ابنة الثالثة من العمر، ومن هذه القصيدة اخترت لكم:

وربيبتي وضعت بقلبي عرشها/ نسجت عطور الود في أزهاري

القاص خالد جمعة

وحمامتي البيضاء كانت في يدي/ واليوم صارت في لظى التذكار

ورجعت بالذكرى أناجي طفلتي/ فرحي بصمت أرتديه بناري».

أما القاص خالد جمعة فقد عبر عن رأيه بهذا النشاط عموماً وبهذه الأمسية بصورة خاصة: «دائماً ما تثير الأماسي الأدبية حراكاً أدبياً ثقافياً وهي تعكس النشاط الثقافي في الساحة الأدبية الفراتية وأنا سعيد بهذه الأمسية الأدبية فراتية الطابع والهوية مع زملاء أجلهم وأقدرهم ولهم نتاج طيب، وقد شاركت في قصة وحيدة حملت عنوان "أيام الحصار" تكلمت فيها عن خصوصية المرحلة التي عاشها أشقاؤنا في غزة وعن معاناتهم الشديدة والألم والضيق الذي عايشوه بحيث يعجز الأدب عن تصويره وما كتاباتنا الأدبية في هذا الشأن إلا نوع من التعبير عن الإكبار والتقدير لهكذا وقفة بطولية فمن البطولة أن تقاوم العين المخرز».

القاص "صالح عبد القادر": «اخترت لهذه الأمسية قصة بعنوان "وإذا القمر هل"، وبالنسبة لي بمجرد إلقاء قصة أمام جمهور متابع ومقدر للأدب هذا بحد ذاته إنجاز، وكان هناك صعوبة في اختيار النص فالاختيار هو المرحلة الأصعب، وبوقوفي على المنبر أشعر أنني باندماج عضوي مع الكلمة، وقد برز في القصة صوت المتكلم، والذي ربما يكون شخصاً عاجزاً، أو يكون غير ذلك والأمر متروك للقارئ يؤول هذا النص كما يشاء فهذا شأنه، وعندما يتحدث الصوت الذي في القصة عن حالة عجز من خلال حديثه عن الكرسي ويبقى هذا الصوت ينتظر من يدفع الكرسي إلى أن جاء الفرَج من الأنثى، فمجرد أن هذه الأنثى تأتي لتدفع الكرسي حتى تتدفق الحياة في عروقه».

ويذكر لنا القاص "صالح عبد القادر" مقطعاً من قصته "وإذا القمر هل" يقول فيه: «يخرج الزمن من مساره، أتوق على نغمة صوتها وهي تشدو اسمي بثغرها الجميل، تنطق حروفي كأن الكون يولد من جديد، أكاد أرى الشرفة قد امتدت أطرافها واتسع فضاؤها، أجد الشمس أكثر جرأة من ذي قبل، تغزل شعاعها الدافئ في بيتنا كله».

الشاعر "فاتح الأشرم" قال: «شاركت اليوم بقصيدة بعنوان "صليل القوافي" حاولت من خلالها أن أبث أشجاناً لطالما كانت تجول بداخلي فكان لا بد من التعبير عن ذلك من خلال قصيدتي وصليل قوافيها.

ولعل هذه الرسائل تصل إلى من هم بأمس الحاجة إليها وخاصة أهلنا في ربوع فلسطين الحبيبة وكل المقهورين في الأرض فنحن أقوياء رغم عواصف الغدر والمؤامرات القادمة عبر رياح الغرب، ونحن أصحاب حق لا يزول حتى يرث الله الأرض ومن عليها».

ومن الحضور التقينا الأستاذ "خليل عبد اللطيف" الذي لخص انطباعه عن هذه الأمسية بالقول: «كانت أمسية غنية أدبياً وزادها غنى تنوع الأعمال بين الشعر والقصة، وخصوصاً أن الأدباء الذين قدموا اليوم لهم تاريخ طويل في النشاطات الأدبية، كما تنوعت الأفكار التي طرحها الأدباء بين الذاتية الوجدانية، والوطنية القومية، وفي الشعر كان هناك ما هو حماسي ألهب المشاعر، أو غزلي وجداني».