قضى جل عمره على خشبة المسرح، ونذر ما تبقى منه لخدمة الحياة الفنية في مدينته، وعلى الرغم من انتمائه إلى أسرة محافظة إلا أنه استطاع أن يكون علماً مهماً في الحركة الفنية في "دير الزور"، كان ولا يزال يمارس العديد من الأنشطة الفنية على مسرحها ومنابر الابدع فيها، اهتم بفكرة المسرح الجوال فكان أول من طبقها في "دير الزور" إنه الراقص والمدرب "صادق فياض" .

التقاه eSyria ليحدثنا عن نفسه وعن أول تجاربه الفنية بالقول: «أنا من مواليد 1964 حصلت على أهلية تعليم ابتدائي تم تعييني في دائرة المسرح المدرسي عام 1975، وقد وافق هذا المكان اهتمامي الشخصي إذ إنني أميل منذ طفولتي إلى الفنون الشعبية وقد شاركت منذ طفولتي بالعديد من المهرجانات ضمن العديد من فرق الفنون الشعبية، وقد بدأت بتدريب الفرق في سن مبكرة وذلك في سن الثامنة عشرة حين كلفت بتدريب فرقة أطفال للمشاركة في مهرجان الطلائع الذي أقيم في عام 1982 م وهذه التجربة أي تجربة التدريب أضافت لي الكثير من الخبرة، ثم انتقلت بعد ذلك على التحكيم في المهرجانات التي تختص بالفنون الشعبية.

لا يمكن أن يذكر أصحاب الأيدي البيضاء في رفع السوية الفنية في "دير الزور" دون ذكر اسمه، فهو صاحب الذائقة الفنية العالية في كل أنواع الفنون، مسرحاً ورقصاً ورسماً وغناء، من خلال تحمله مسؤولية المسرح المدرسي حوالي 15 عاماً والذي يعتبر بيت الفن الحقيقي في مديرية التربية

شاركت بعدة أعمال فنية منها مسرحية "بير زعنون" من إخراج "ابراهيم عكيلي"، مسرحية "تحية إلى تشرين"، مسرحية "المطرقة" تأليف "فوزي سعود" وإخراج "مهيدي عبد القادر"، مسرحية "الذبيحة" من إخراج "أحمد شاكر"، مسرحية "السجين" إخراج "مهيدي عبد القادر".

السيدة دلال الشوا

قمت بتصميم اللوحات فنية وتدريب الفرق المشاركة في دورة الوفاء للباسل 1997 في "دير الزور" وكذلك الدورة التي أقيمت في "الحسكة" عام 1999، وكذلك تصميم الفقرات الفنية في حفل الافتتاح لمهرجان الفرات في دورته الأولى عام 1998 والتحكيم لأول مسابقة ملكات جمال في مهرجان البادية، الإشراف على تنظيم أول عرس جماعي في "دير الزور" وما تضمنه من فقرات فنية».

وحول تقبل الوسط الأسري والاجتماعي الذي ينتمي إليه لهذه الفكرة أضاف: «أتنتمي إلى أسرة محافظة وكان هذا الاتجاه الذي اخترته غريباً عنها، أو إن صح التعبير بعيداً عن توجه العائلة، فكان التشجيع الوحيد الذي كنت أتلقاه من قبل أخي الأكبر "حسين" الذي كان يهتم بالفن عموماً أما بقية أفراد الأسرة فقد تقبلوا الأمر على مضض، ولعل أهم ما ساعدني على الاستمرار هو أنني بدأت بدخول الحياة الفنية في سن مبكرة أي إن عائلتي اعتادت الفكرة بالتدريج وأول معارضة حقيقية واجهتها كانت في الثانوية العامة تحديداً من قبل والدي وذلك خوفاً على مستقبلي الدراسي، بعد أكثر من نشاط فني شاركت به وصادف انه تم خارج "دير الزور"، أما على الصعيد الاجتماعي فالرقص الشعبي لا يلقى التشجيع الكافي في "دير الزور" هذا إن لم يكن محارباً، ولكن إجمالاً تظل تجربتنا في أيامنا هذه أسهل من تجربة من سبقونا، وخاصة فيما يتعلق بغياب العنصر النسائي حيث كان يتم أحياناً اللجوء إلى ارتداء الزي النسائي من قبل بعض الشبان للتعويض عن نقص العنصر النسائي على المسرح».

الفنان محمود كواكة

وحول اهتماماته الأخرى خارج إطار الفنون الشعبية ونشاط المسرح المدرسي تابع قائلاً: «شاركت في العديد من دورات مسرح العرائس وتصنيع الدمى فقد كان هذا المجال يستهويني بصورة دائمة، بعدها خطرت في ذهني فكرة المسرح الجوال فعملت على تنفيذ هذه الفكرة بالتعاون مع منظمة طلائع البعث وتشكيل فرقة للمسرح الجوال تقدم عروضها في والمهرجانات والمدارس والمراكز الثقافية، كما ان لي اهتماما كبيرا بالموسيقا وتحديداً آلة العود وأحب ممارسة العزف على هذه الآلة بصورة خاصة».

عن دور الأستاذ "صادق" في الأسرة من ناحية ترسيخ الاهتمام بالنواحي الفنية حدثتنا السيدة "دلال الشوا": «كان "صادق" يصر على ضرورة حضور الأطفال للبروفات التي تقام في كل نشاط يشارك فيه مما أسهم بشكل غير مباشر في اهتمام أبنائنا بالفن عموماً وليس بالفنون الشعبية وحدها وهذا أمر يسعدني بالتأكيد خاصة أنه في الوقت ذاته لا يسمح لهم بالتقصير بالواجبات الدراسية الخاصة بهم، ولدينا أربعة أبناء "جود" 14 تعزف العود، "كرم" 13 عاماً عازف أورغ، "مجد" 10 أعوام يحب الرسم وله مشاركات في معارض الفن التشكيلي للأطفال في المحافظة، "عهد" 4 سنوات».

الأستاذ "محمود كواكة" الذي رافقه لسنوات طويلة تحدث عنه بالقول: «لا يمكن أن يذكر أصحاب الأيدي البيضاء في رفع السوية الفنية في "دير الزور" دون ذكر اسمه، فهو صاحب الذائقة الفنية العالية في كل أنواع الفنون، مسرحاً ورقصاً ورسماً وغناء، من خلال تحمله مسؤولية المسرح المدرسي حوالي 15 عاماً والذي يعتبر بيت الفن الحقيقي في مديرية التربية».