أثمرت حياته الجادة واجتهاده المستمر نجاحاً إدارياً تكلل بتعيينه مديراً لتربية "دير الزور"، فأصبح بذلك الأصغر سناً بين المدراء الذين تعاقبوا على هذا المنصب، ولا ننسى الاشارة لنجاحه الأكاديمي إذ حصل منذ أيام قليلة على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، إنه الدكتور "رامي وحيد الدين الضللي".

eSyria التقى السيد "الضللي" وعن مسيرته الدراسية حدثنا: «أنا من مواليد "دير الزور" 1974، وقد درست سنوات التعليم ما قبل الجامعي كلها فيها، ثم تابعت دراستي في كلية الآداب جامعة "دمشق" ، قسم التاريخ، حيث تخرجت منه سنة 1997، تابعت دراستي لدبلوم الدراسات العليا وحصلت عليه من نفس الجامعة سنة 1999، حصلت على دبلوم التأهيل التربوي سنة2000، ثم تابعت دراسة الماجستير تخصص "تاريخ حديث ومعاصر" وحصلت عليه سنة2003، وأخيرا أكرمني الله بأن يتوج مجهودي بحصولي على شهادة الدكتوراه ضمن نفس التخصص "تاريخ حديث ومعاصر" وكان ذلك منذ فترة وجيزة في 22/12/2009».

جاء ذلك من خلال تنظيم الوقت، فالعمل يستمر حتى وقت متأخر ليلاً حتى أضطر إلى أخذ وقت النوم والراحة

وحول نجاحه الوظيفي، أضاف : «بعد تخرجي عملت مدرساً ومديراً لعدد من مدارس وثانويات "دير الزور"، وكنت محاضراً في جامعة حلب منذ عام 1999، ثم في جامعة الفرات منذ إحداثها وحتى الآن.

الأستاذ قاسم القحطاني

كلفت مديراً مساعداً لشؤون التعليم الثانوي عام2006، ثم شغلت منصب- ولا أزال- مدير للتربية في "دير الزور"».

وعن المؤلفات التي عمل على إصدارها قال: «لي كتاب مطبوع تناول التنظيمات الإدارية والمتغيرات السياسية التي شهدتها منطقة الفرات الأوسط والجزيرة السورية، ولي كتاب قيد الطباعة عن تاريخ نفس المنطقة يتناول الحياة الاجتماعية، ومخطوطان حول التاريخ الاقتصادي في متصرفية "دير الزور" في العهد العثماني، والحياة الفكرية في متصرفية "دير الزور" في العهد العثماني، والفرنسي».

الدكتور "الضللي" يتحدث لموقعنا

وفيما يتعلق بالتوفيق بين العمل الإداري وما يترتب عليه من مهام شاقة وبين متابعة الدراسات العليا: «جاء ذلك من خلال تنظيم الوقت، فالعمل يستمر حتى وقت متأخر ليلاً حتى أضطر إلى أخذ وقت النوم والراحة».

ولمعرفة دور المنزل في توفير الجو المناسب لتفوق الدكتور "رامي" التقينا بزوجته السيدة "فاطمة" ، والتي قالت: «لقد شجعت زوجي على متابعة دراسته وبحثه، وأذكر إنني اشترطت عليه أن نؤجل الزواج إلى بعد مناقشة الماجستير، أم بالنسبة للدكتوراه فكانت على حساب دخل الأسرة المادي، إذ ضحينا بكثير من الضروريات في سبيل إنجاز هذا مشروع».

وعن الدور الذي لعبه الدكتور "الضللي" في مجال البحث التاريخي حدثنا الإعلامي السيد "أحمد هوّاس" مدير البرامج الثقافية في قناة الرافدين: «لعل أصعب ما يعانيه الباحث يتمثل بقلة المصادر أو اضطراب الحوادث المنقولة شفاهاً, وهذا ما ينطبق على تاريخ "دير الزور" , وهذا الأمر أدى لأن يعمد الباحثون أو الذين يكتبون عن "دير الزور" إلى أسلوب النقل من الذين سبق لهم خوض تجربة كتابة تاريخها, وهكذا استمرت الأخطاء والمغالطات التاريخية , وهذا لا يغفل نجاحات هنا وهناك ولكنها بشكل عام لم تشف غليل القارئ عن تاريخ المنطقة , ولعل تصدي الباحث الدكتور رامي الضللي عبر دراسة أكاديمية متفردة قد سد ثغرة في تاريخ المدينة وما حولها عبر مسيرة استمرت من 1516 حتى 1918».

وحول ما يتميز به الدكتور "رامي" من ميزات حدثنا الأستاذ "قاسم القحطاني"، أستاذ في جامعة الفرات: «الدكتور "الضللي" واحد من الباحثين القلائل الذين تتصف أعمالهم ونتاجاتهم بالمنهجية والأمانة العلمية، إنه الباحث الجاد الذي يستقصي دقائق موضوعه ويحرص دائماً على التثبت من كل معلومة يحصل عليها ليقدمها للقارئ صحيحة دقيقة لا لبس فيها إن ما يميزه حسه الوطني من خلال سعيه الدائم إلى إبراز صورة المنطقة بأبهى شكل عرفته على مر السنين الماضية فهو يحرص على التعريف بأعلامها وأحداثها لتنال حقها في تاريخنا الوطني».