شاب في مقتبل العمر، من أسرة بسيطة، تمكن خلال أقل من سنة من ترجمة القرآن الكريم إلى "الإنكليزية"، ويعمل حاليا على ترجمة الأحاديث الأربعين النبوية الشريفة، حياته سلسلة من النجاحات والتكريم والجوائز، لايعرف الفشل، فهو متفوق في دراسته، ومتفوق في مجال الرياضة، لاحظ مدرسوه حبه للغة الإنكليزية، وقراءته السريعة لها، ومحاولته إثبات وجوده وتفوقه في هذا المجال.
وللوقوف عند هذه الموهبة الفذة التقى موقع eDeir-alzor بتاريخ 16 آب 2009 الشاب "تيسير الأحمد" الذي تمكن من ترجمة "القران الكريم" إلى الإنكليزية خلال عام، وهو لايزال طالب في الثانوية العامة الفرع العلمي، كان هذا الحوار...
**لأنه كتاب غير عادي، ولأنه كتاب سماوي يجب على كل عربي مسلم أن يتعرف ما بداخله، فهو أساس الدين الإسلامي، الذي ننتمي إليه فإن كنا لا نعرف شيئاً عن كتابنا المقدس وأساس ديننا، فنحن لا نعرف شيئاً عن وجودنا في هذه الحياة.
** لاحظت أن أغلب الشباب من أبناء جيلي، لايقبل على قراءة النصوص العربية، كما يقبل على قراءتها باللغة الإنكليزية، ووجدت الكثير من أصدقائي يتفاخر بقراءة نص لـ"شكسبير" أو "شارلز ديكنز" من مصدره الأصلي (الكتاب باللغة الإنكليزية)، فعملت على ترجمة "القرآن" إلى هذه اللغة ليقرأه الشباب العربي، قبل الشباب الغربي، فأنا أتمنى أن يصل كتاب الله لكل إنسان، وبالطريقة التي يختارها، المهم هو الإطلاع على كلام الله المقدس وفهمه جيداً، لأن في قراءته متعة لا تصل إليها أية متعة أخرى.
** نعم أنا أحاول ما أستطيع، على رغم من أنني في هذه الفترة أحاول الاهتمام بدراستي، كوني طالب في الثانوية العامة (الفرع العلمي)، ولا أريد أن أشتت ذهني بين الدراسة والترجمة، فلكل منهما وقته.
** عندما بدأت العمل كنت في فترة استراحة مابين الصف العاشر وهي فترة فراغ بالنسبة لي أحببت أن أستغلها أحسن استغلال، وأغتنم فرصة الفراغ في هذه الفترة، على اعتبارها مرحلة انتقالية لا تؤثر على مستقبلي كثيراً.
** أحببت اللغة الإنكليزية منذ بداية تعلمها في المدرسة، وعندما لاحظ المدرسون حبي لها ومقدرتي على فهمها، وإتقان هذه اللغة أكثر من أقراني، شجعوني وأخذوا بيدي، مما جعلني أحبها أكثر وأشكر "الله" والأستاذ "رعد حاج حسين" والاستاذ "أديب مهيدي الصالح" على وقوفهم بجانبي، ودعمي ومساعدتي في مجال اللغة الإنكليزية.
** أنا لم أقرأ القرآن مترجماً لأحد، لكني سمعت من أستاذي "الصالح" أنه قرأ القرآن لمترجمين غربيين، من بينهم مترجم "باكستاني"، وأنهم ترجموا معنى السورة كاملة، وأن ما يميز عملي عنهم أني ترجمت كل آية على حدة، بحيث يتسنى للقارىء أسهل الطرق وأبسطها في فهم الآيات، فمن حق الآخرين علينا أن نقدم لهم عملنا بأيسر الطرق الممكنة.
** كما قلت سابقاً إننا نعيش في عصر السرعة، والتفاخر بمعرفة اللغات الأجنبية، كي نواكب الغربيين في علومهم ومعارفهم، ولأن شبابنا بحاجة إلى تقديم الكتاب بطريقة هم يقبلون عليها ويرغبون بها، فأنا تهمني الخطوة الأولى وهي مجرد حمل هذا النص، وبداية قراءة القرآن الكريم، فالقارئ سيندمج معه بالفطرة، لأنه كتاب مقدس تخشع له القلوب وتطمئن له النفوس، بالرغم من أن هذا الكتاب كما ذكرت نزل منذ ملايين السنيين ومع ذلك نجد الآن الكثير من شبابنا العربي لم يقرأه أو يفكر مجرد التفكير بقراءة كتابنا المقدس هذا
**أطلب من كل شاب عربي كان أم أجنبي، صغير أو كبير، أن يقرأ كتاب "الله" فإنه سيجد فيه من المتعة والفائدة والمعرفة، سيجد ما لن يجده في أي كتاب، مهما بلغ مؤلفه من العظمة والعبقرية، وأتمنى أن يوفقني "الله" في هذا المجال ويسدد خطاي نحو الطريق الصحيح.