نعم... فلافل في دير الزور يعني أبو حسين، هذه ليست دعاية للرجل السبعيني الذي لا يحتاج أصلاً لدعاية، وربما لا يعرف معناها، وإنما دعوة للتعرف على المعنى الحقيقي لكلمة فلافل.

أبو حسين هو الحاج فريد سعيد الشامي، من مواليد 1940، بدأ بالعمل في صنعة الفلافل عام 1963 وفي المحل نفسه الذي ما يزال يعمل فيه إلى الآن، بالشراكة مع أبناء المرحوم عبد الكريم نهاد العبيد: لؤي وقصي.

زين... ورخيص... وكريم... وعلى كيف الزبون.. شكون تريد أحسن من هيجذ؟!...

«زين... ورخيص... وكريم... وعلى كيف الزبون.. شكون تريد أحسن من هيجذ؟!...» لهذه الأسباب يقصد الشاب أحمد حنتوش محل أبو حسين لتناول الفلافل، ويؤكد بأنه لم يأكل الفلافل في غير هذا المطعم، ولن يفعل طالما مادام أبو حسين موجوداً.

أحمد حنتوش

أبو حسين بدأ بعمله هذا وهو ابن 13 عاماً، وما زال حتى اليوم يرى حياته في هذا المطعم فقط حسبما أكد، وعندما مازحناه بسؤال عما إذا كان لديه نية في تغيير مهنته، أجابنا مازحاً: نعم، سأفتح محل أجهزة خلوي وفلافل.

مطعم أبو حسين في الشارع العام، ومن الصعب أن أذكر أي نقطة علام لتستدل بها أخي القارئ على مطعمه، لأن أبا حسين هو أكبر نقطة علام، وإن أراد أحد ما أن يستدل على مكان ما في الشارع العام، فالدلالة ستكون على الشكل التالي: إما: قبل أبي حسين بشوي، أو: بعد أبي حسين بشوي!!....

مطعم أبو حسين

على كل لن تضيع بالتأكيد إن حاولت الوصول إلى مطعم أبي حسين، لأن طابور الزبائن المنتشرين داخل المطعم «البسيط جدا»ً وخارجه سيرشدك، سترى الكثير من الشبان الممسكين بساندويتش الفلافل وأكواب اللبن، وعلى فكرة: أغلب أكواب اللبن هي ضيافة من العم أبي حسين، الذي يقدّر بعض جيرانه عدد الزبائن اليومي بألف أو أكثر.

ربما سيتساءل أحد عن سر هذا الإقبال الكبير على هذا المطعم بالذات، رغم انتشار المطاعم الحديثة، والجواب بكل تأكيد هو أن أبا حسين عرف سر الصنعة...وبالطبع لا أحد يبوح بسر صنعته، لكني سأبوح لكم أنا به، وبسر كل صنعة في دير الزور:الكرم!!... نعم.. هذا هو سر الصنعة، وأبو حسين أدرك هذا، لذا يبدأ الزبائن بالتجمع في مطعمه منذ ساعات الفجر الأولى، لأنه كريم، ونحن أبناء دير الزور شعب كريم يحب الكريم، لهذا لا يستغنون عن أبي حسين وأحيلكم إلى المتنبي وقوله:

لؤي

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته...