كانت ولا تزال المرأة الفراتية عنوناً للكفاح الذي لايعرف طعماً للاستلام واليأس ، فهي قادرة على التكيف مع الظروف أياً كانت .. بل وقادرة على إخضاع تلك الظروف لإرادتها كيفما شاءت .

أم عطية امرأة فراتية مكافحة لم تعرف طريقاً لليأس فهي أم لطفل وأربع بنات - عاندتها ظروف الحياة القاسية فتوفي زوجها هي شابة ولم تجد من يرعاها هي وأطفالها فلم تستسلم لها بل بادرة بالبحث عن وسائل مجابهة هذه الظروف القاسية .

أم عطية استغلت إطلالة بيتها على شارع السجن فوضعت تنوراً صغيراً (على قد الحال) وبدأت تخبز خبز التنور الذي يفضله كثير منا وكذلك فهي تصنع (المحمّرة ) و(المشحّمية) و(الصفيحة) وغيرها من المعجات . تقول أم عطية عند سؤالنا لها عن عملها :

أبدأ في الساعة السابعة صباحاً واستمر في العمل حتى الخامسة عصراً ثم أعاود العمل مساء وأنا أخبز منذ سنوات وحتى الآن ،وكنت مستأجرة منزلا في إحدى الحارات القريبة من هنا عندما بدأت العمل والحمد لله وبعد الإقبال من الناس وافتتاح الكراج القريب من هنا قمت باستئجار هذا المنزل فموقعه أفضل من السابق وأنا أدفع 5000 ليرة شهريا لصاحب المنزل .

وعن زبائنها تقول : كل من يتذوق هذه الفطائر يعجب بها ويعود مرة أخرى، وهناك من يرسل هذه المعجنات إلى أقربائه في دول الخليج .

الصورة لا تستطيع أن تجعلك تشم طيب الرائحة !!

ويبقى أن نقول إننا نكبر في أم عطية هذا الكفاح والصبر ..

وهذه دعوة منها عن طريقنا لزيارتها وتذوق خبزها اللذيذ .