"موحسن" بلدة نوعية ثقافياً واجتماعياً، إذ ضمت الكثير من الرجالات المميزين –والمخاتير على وجه الخصوص- ساهموا في نجاحها هذا.

موقع Edeiralzor التقى أحد أبناءها وهو الباحث التراثي "عيدان العمران" والذي أعطانا فكرة عن الدور الاجتماعي للمخاتير في "موحسن"، فتفضل قائلاً: «إن كل جماعة لابد أن يكون عليها وجيهاً أو مختارا أو قائداً والحال ينطبق على كل عشيرة أو قرية أو فخذ أو أسرة، ويكون هذا الوجيه ذو صفات يمتاز بها من حكمة ودراية وبصيرة والحال في "موحسن" ينطبق عليها ما ينطبق على غيرها "موحسن" تختلف تقريباً فالمتعلمون كثيرون وقيادة "موحسن" لم تكن بالأمر السهل وكان لابد من وجود وجيه أو مختار لمناسبات كثيرة يحتاجون إليهم ويفتخرون بهم، وللمختار أو الشيخ دور مهم في حل قضايا كثيرة منها الخلافات العشائرية وحوادث السير والقضاء والقدر والقتل بأنواعه ومهما تطورت القوانين فلا تستطيع الاستغناء عن المختارية واقلها التصديق على شهادات الولادة وحسن السلوك وسند الإقامة وغيره».

والمختار هو صلة الوصل بين الدولة والقرية وخاصة في المراحل السابقة وأبان الحكم العثماني والفرنسي والشرطة والحكومة سابقاً لا تأتي إلى القرية لأمر ما إلاّ من خلاله ويساعده "حارس" وهو شخص مكلف أيضاً من الحكومة لتبليغ الأهالي وجلبهم إلى المختار أو المخفر وكانوا يأخذون أجورهم أحيانا من الحنطة عند الموسم من الأهالي

ثم يتابع "العمران" مبيناً دور المختار على المستوى الرسمي: «والمختار هو صلة الوصل بين الدولة والقرية وخاصة في المراحل السابقة وأبان الحكم العثماني والفرنسي والشرطة والحكومة سابقاً لا تأتي إلى القرية لأمر ما إلاّ من خلاله ويساعده "حارس" وهو شخص مكلف أيضاً من الحكومة لتبليغ الأهالي وجلبهم إلى المختار أو المخفر وكانوا يأخذون أجورهم أحيانا من الحنطة عند الموسم من الأهالي».

الباحث عيدان عمران

و "لموحسن" فيما ماضى مختار واحد، ثم أصبح لها مختاران، ولذلك قصة يرويها لنا الباحث "العمران" بقوله: «ولقرية "موحسن" مختار واحد إلا انه في عهد المختار "عكاب اليونس المحمد اليونس" جرت حادثة حيث قام "عثمان الذياب" من فخذ "البو عساف" بقتل رجل من إحدى العشائر ولم تقبل العشيرة التي قتل منها الرجل إلا بدية مضاعفة وأراد "البو عساف " أن يجمع الودي من العشيرة كما كان معهود سابقا الا أن قسم من العشيرة لم يوافقوا وقالوا ندفع ديّة واحده فانقسمت العشيرة من حيث المختارية إلى مختارين شرقيين وغربيين فأصبح مختار الشرقيين "خزام العساف" ومختار الغربيين بقي نفسه عكاب اليونس وبعد فترة قام"المبعوثان" في البرلمان التركي "خالد الفتيح" بعزل المختار "عكاب اليونس" فانزعج "عكاب اليونس" على عزله وذهب إلى المنطقة الواقعة في "أبو حبيلات" و"أم مدفع"».

كما يذكر لنا "العمران" المخاتير الذين تعاقبوا على ""موحسن"" بقوله:«ومن الذين كانوا مختارية ووجهاء "لموحسن" نذكر منهم: «"علي الشيخ العبد"، "حمد الجراد"، "عكاب محمد اليونس"، "خزام العساف"، "علي المشعان"، "حمود الهلال"، "محمد اليونس الخلف الطه"، "محمود العبد السلامة"، "مختار السلامه"، "خلف العلي العساف"، "يونس العبد السلامة"، "أحمد العبيد"، "محمود الملا صالح"، "أحمد الحمد العلي"، "عبد السلامة"، "عبادي الناصر البرجس"، "علي الفندي"، "محمود أحمد العبيد"، "محمود السليمان الدرويش"، و"صالح يونس العبد السلامه".

الأستاذ معاذ الشيخ

وكان "يونس" شيخ الخمس وكلمة الخمس لا تعني أن هناك عشائر خمسة من أصل واحد وشيخ أحدها هو يونس ولكن عند توزيع الغنائم في الغزوات سابقا كانوا يخرجون حصة آل البيت حسب التقسيم الشرعي الديني للغنائم وتعطى إلى "البو خابور" وسمي شيخهم يونس شيخ الخمس "والله أعلم"».

أما وضع المختارية في "موحسن" بعد نظام الإدارة المحلية، فيلخصها لنا "العمران" من خلال القول: «ثم أصبحت المختارية وبعد نظام الإدارة المحلية عن طريق لجان أحياء كل حي له مختار وهي مفصلة في موضوع المجلس البلدي في هذا الكتاب ومن المختارية الذين تم تعيينهم عن طريق الإدارة المحلية هم :

مجموعة من صور لأختام وتواقيع مخاتير من موحسن.

"محمود أحمد العبيد" قبل نظام الإدارة المحلية وإثناءها "، "أحمد السالم العيد"، "جاسم الحمود الحسين"، "رشيد الحاج العبد الله"، "حسين الناصر الشيخ، "محمود خليف السالم"و "محمود أحمد الدخيل"».

ولم يقتصر دور مخاتير "موحسن" على مركز هذه الناحية فقط، إنما لعب بعضهم دوراً في حل المشاكل في قرى الجوار، بحسب ما ذكر لنا السيد "عواد البرجس" وهو من أهالي "موحسن" بقوله:«لعب بعض مخاتير "موحسن" دوراً اجتماعياً ليس في بلدتهم فحسب وإنما في كل القرى المجاورة لها، وذلك لما عرف عنهم من قوة الشخصية، ورجاحة الفكر كالمساهمة في حل المشاكل المتعلقة بالمصالحة بين أشخاص متصارعين نتيجة لخلاف، وكذلك المساهمة في تقريب وجهات النظر في أمور تتعلق بحقوق الناس في هذه المنطقة "حلول تراضي" دون اللجوء للمحاكم الرسمية».

أما في العقود الأخيرة فلم يعد للمختار هذا النفوذ الذي كان له فيما مضى، وللحديث حول تفصيل هذه النقطة التقينا الأستاذ "معاذ الشيخ" وهو من أبناء "موحسن" ، فعبر عن ذلك بالقول :«لم يعد للمخاتير في سواء في "موحسن" أو في ريف "دير الزور" هذا النفوذ الذي كان لهم فيما مضى وذلك بسبب ظهور هيكلية جديدة للمناصب في الدولة، إضافة لظهور المجمعات القضائية في الريف مما جعله دور المخاتير محصوراً بالختم على بعض الأوراق التي تتعلق بالإقامة أو ما شابه ذلك، أو بعض الأمور الاجتماعية، وبرأيي أنه يجب أن يبقى للمخاتير دور في التأثير المجتمعي لأن ذلك يساهم في المحافظة على جوانب إيجابية تتعلق بالترابط الاجتماعي».

** توضيح لصورة الأختام: الصورة الأولى ختم المختار "محمد اليونس الخلف الطه" والثانية والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والعاشرة موجودة في محضر اجتماع لمبايعة الحاج "فاضل العبود" لتشكيل حكومته بدير الزور، والصورة الثالثة والرابعة موجودة في التصديق على حدود البرية بين "موحسن" و"البو سرايا" والصورة الخامسة ختم "حمود الهلال" موجود على وثيقة نسب.