يعتبر أن العامل في المصنع والزبون هما شركاه في المنشأة الصناعية، فيشاورهما في القرارات ويواجه معهما الأزمات ويفرح رفقتهما بالنجاحات، إنه السيد "علي صفوك" الذي امتهان صناعة الألمنيوم، واختارها بداية لطريقه في عالم هندسة النظم المعمارية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الصناعي "علي صفوك" مدير شركة "سافكو" للأنظمة المعمارية بتاريخ 21/6/2013 حيث بدأ الحوار بالقول: «كل إنسان يبحث عن النجاح المهني والاقتصادي، وأنا اخترت نجاحي عبر إشراك زبائني والعمال لدي في القرار والنجاحات التي تحققها الشركة التي أسسناها لتساهم في تلبية حاجات المجتمع من ألمنيوم وغيرها».

كل إنسان يبحث عن النجاح المهني والاقتصادي، وأنا اخترت نجاحي عبر إشراك زبائني والعمال لدي في القرار والنجاحات التي تحققها الشركة التي أسسناها لتساهم في تلبية حاجات المجتمع من ألمنيوم وغيرها

السيد "صفوك" تحدث عن نفسه بالقول: «درست في دير الزور الابتدائية والإعدادية وبعد حصولي على الثانوية سافرت إلى ألمانيا وحصلت على إجازة هندسية بالنظم المعمارية، ثم عدت إلى سورية واضعاً نصب عيني وصية والدي الأبدية حين قال لي: "مهما كان نسبك أو حجم المال لديك وعظمة شهادتك إلا أن الصنعة باليد هي كسوار الذهب لأنه مهما جار الزمان عليك فإن الصنعة تبقى بيدك"، وأنا بدوري أحببت الألمنيوم لما فيه من التميز والإبداع ويتماشى مع ميولي، ناهيك عن أن والدي هو من تميز بالترخيص الصناعي الأول لهذه المهنة وأول من أدخلها إلى "دير الزور" ومنطقة "الجزيرة والفرات" السورية».

"الصفوك" تحدث عن تأسيس شركة العائلة ومن أين أتى الاسم بالقول: «من سورية انطلقنا 1974 و"سافكو" هي مختصر من الكنية الخاصة بالعائلة "safouk" اخترنا فقط "saf co"، وقد أسس الوالد عدة فروع لشركتنا ببعض الدول، وتابعت أنا بالتوسعة وحالياً لنا تواجد في الكويت ودبي وقطر والبحرين والسعودية ومصر واربيل ولبنان وقريباً بالمغرب وكذلك في اليونان والصين وتركيا، ولنا علاقات قوية ببعض الشركات العالمية المتخصصة. وفيما يخص ترتيبنا فلا أستطيع أن أقول لك ما هو ترتيبنا لان هناك الكثير موجودون في الساحة الصناعية، إلا أن شعاري هو ما علمني إياه والدي: "تعامل مع العميل كزبون وانتهي معه كي يصبح صديقاً"، فالزبون هو الشريك الداعم لنا بالنجاح».

وتابع: «تم تكريمي كصناعي أول في الوطن العربي لعام 2011 من قبل الاتحاد العربي للمدن والمناطق الصناعية التابعة لجامعة الدول العربية، news_bodyوحضر التكريم نخبة كبيرة من رجال الأعمال وحشد كبير من السياسيين والإعلاميين والفنانين وابرز الوجوه الاجتماعية بالوطن العربي، وكم شعرت بالفخر لكوني ابن محافظة دير الزور وابن سورية عندما حصلت على هذا التكريم».

ثم أضاف: «وفرت شركتنا العديد من فرص العمل لأننا نعتمد بالدرجة الأولى على اليد الوطنية لأني مقتنع أننا لسنا بحاجه لخبرات أجنبية لأننا نصنع الخبرة ولدينا من العقول والإمكانيات الكثير، وقد قمنا بتجهيز منشآتنا في سورية بأعلى درجات التقنية، وبدأنا بإعداد الكوادر على التأهيل بما هو حديث، وابتعدنا عن الحالة التقليدية السابقة بمراحل العمل، كما تم الانتهاء من دراسة شاملة لإقامة تجمع صناعي لإنشاء وتأهيل الكوادر الصناعية والقضاء على البطالة تيمناً بالمثل القائل: "أن تعلمني صيد السمك خير من أن تعطيني سمكة كل يوم"».

بعد ذلك اوضح "الصفوك" أن ما يمر به وطننا في الوقت الحالي هو أزمة سنتجاوزها وتابع: «ظروف العمل والعمالة وموقع الصناعي السوري في الوقت الراهن هي أزمة مؤقتة، وقد مر بلدنا بكثير من الأزمات وتجاوزها، لذلك فأنا واثق من أننا سنتجاوز هذه الأزمة بفضل جهود عمالنا الذين لم يتركونا وبدورنا لم نتركهم في هذا الموقف، فمنذ بدأنا عملنا لم نعتبر أن العامل هو شخص غريب ويجب استغلاله بل هو عصب العمل وهو الابن والشريك بالنجاح، وتبقى الصناعة السورية متميزة لما لديها من عقول مبدعة».

وعن أهم المشاريع التي قامت الشركة بتنفيذها في سورية أشار بالقول: «قمنا بتنفيذ مشاريع ذات بصمة رائعة، ومنها مشروع محطة تحويل دير علي على اتوستراد درعا، ومشروع البوابة الثامنة كمقاول باطن دمشق، ومشروع مجمع قرطبه السكني بمنطقة الصبورة دمشق، ومشروع الغاردن سيتي بدمشق، ومشاريع عديده ضمن المحافظات السورية ونتابع حالياً مشاريع متعددة هي قيد الإنشاء».

ثم تحدث عن الدور الاجتماعي لشركة "سافكو "فقال: «قمنا بدعم حملة "مصيرك بأيدك" للتوعية من المخدرات، وقمت بعمل محاضرات ضمن الجامعات السورية للاختصاصات الهندسية لشرح الإمكانية التي تم توفيرها لمصلحة المهندس ومساند تنفيذ الأفكار التي يأمل بتصميمها مع دعوة جميع الطلاب لتقديم كل المعلومات التي يطلبونها، وقمنا باستقبال عدد كبير من طلاب الجامعات ضمن مركزنا تم وضعهم لعمل دورات تدريبية ومرافقتهم لزيارة المواقع التي نقوم بتنفيذها ليمارسوا دورهم العلمي والعملي في وقت واحد».

واختتم حديثه بالقول: «أنا من وطن هو مكان للحضارات، وهو صانع الرجال وابداعاتهم في كل شبر. أنا من مدينة اسمها عروس الفرات من دير الزور تلك المدينة التي عشت بها أروع أيام طفولتي وأحلامي، أنا لجد ولأب من شيوخ عشيرة "البو حداد" ومن كبار تجار الماشية في المنطقة الشرقية وينادوننا بـ"الظفير"، ونحن عشرة إخوة ما زلنا نعمل لنأكل من طبق واحد».

المهندس "عماد الحافظ" مدير غرفة صناعة دير الزور سابقاً قال: «يعتبر المهندس علي من الصناعيين المتميزين الذين لهم بصمة واضحة داخل سورية وخارجها، ولم يأت هذا التميز من فراغ وانما ورثه عن والده وصقله هو بالعلم الاكاديمي، فهو من الشباب الطموحين ودائماً كنت اقدم النصح والمشورة لأي عمل يقوم به، ونقوم بتشجيعه لأننا نفتخر بوجود مثل هذه الشخصيات النشيطة والمجتهدة في وطننا واتمنى له التوفيق والنجاح الدائم».