شكل "لواء الزور" مركزاً تجارياً هاماً بسبب موقعه على نهر الفرات، وقد اكسبه هذا الموقع على طريق الحركة التجارية النهرية أهمية خاصة، حيث مازال الأهالي يستخدمون الأوزان التجارية "كالصبة" و"الحقة" في عملياتهم التجارية.

مدونة وطن التقت بتاريخ 6/1/2013 المعمر "عدنان بدر الدين" الذي قال: «تعتبر الأسواق القديمة في مدينة "دير الزور" مركزاً تجارياً هاماً لكونها تشكل نقطة التقاء بين الريف والمدينة، وقد تميز "لواء الزور" بالنظام التجاري المتنوع بين نظام ريفي تسود فيه صبغة المقايضة التجارية، وبين مجتمع حضري يجمع بين النقد والتبادل في آن واحد».

كان الصوف يغزل ويلون، وكل فئة من الناس تعمل بلون معين كالأصفر والأحمر والأسود ويتم التبادل بكبة من الصوف الأحمر بأخرى من لون آخر ولذا فإن المثل الفراتي يقول: "صبة بصبة وكبة بكبة"

عاش المجتمع "الديري" مجتمع المقايضة التجاري وعرف هذا التقايض بالاعتماد على الوزن فكانت هناك مكاييل وأوزان تقديرية تستخدم كوحدات للتبادل.

خان الخشب بدير الزور

وأشار المرحوم الباحث "عمر صليبي" حول الأسعار والضرائب في "دير الزور" بالقول: «يستخدم أهالي دير الزور" في التبادل الكبير الحجم نظام "الصبة" وتعني القمح المذرى المجموع بعد الدراس على شكل كوم أو كومة، و"الكوم" كان يعادل خمسة "شنابل" تقريباً، و"الشنبل" هو الكيس الذي توضع فيه الحبوب ويتسع عادة لمئة كيلوغرام قمح، وكذلك الأمر بالنسبة للفظة "كبة" والتي تعني الكرة الصوفية المغزولة بحجم حقة وتصغيرها "كبكوبة"».

وأضاف: «كان الصوف يغزل ويلون، وكل فئة من الناس تعمل بلون معين كالأصفر والأحمر والأسود ويتم التبادل بكبة من الصوف الأحمر بأخرى من لون آخر ولذا فإن المثل الفراتي يقول: "صبة بصبة وكبة بكبة"».

وتابع "صليبي" بالقول: «سادت "الحقة" أو الأقة في لواء الزور ولا تزال "الحقة" مستخدمة في "دير الزور" و"الحقة" تعادل وزنا مقداره كيلو وثلث، أما "الكيلة" أو "العلبة" فهي إناء مصنوع من الخشب يشبه المخمر الخشبي ولكن بلا غطاء يتسع لتنكة من القمح، و"الصاع" هو ما يعادل 1850 غراماً، كما يستخدم الدرهم وحدة قياس فردية صغيرة لوزن ملح الليمون والفلفل الأحمر وغيرها من التوابل، كما يستخدم في صناعة اللحم المشوي ويعادل الدرهم ثلاثة غرامات وثلث أي كل (100) درهم تساوي 330 غرام».

وبين "صليبي" بالقول: «عرفت الأسواق التجارية "بدير الزور" مجموعة من الضرائب التي عرفت باسم "باج" وهي رسم ضريبة تدفع على أي سلعة تحمل للسوق وتؤخذ من البائع، وهناك ضريبة أخرى هي "الدمغة" تفرض على الصناع والنساجين وصانعي المكاييل، وهناك رسم القبان وتؤخذ داخل كل خان تجاري منها خمس "بارات" عن حمل الرز، وخمس بارات عن حمل الزيت و15 بارة حن حقة القهوة».

وأشار التاجر "محمد صبري" بالقول: «مركز العمل في "دير الزور" سواء بالمفرق أو الجملة لا يزال في الساحة العامة واختص كل سوق في الأسواق المقبية بنوع معين من العمل لكن جميعها يتصل بعضه ببعض، فالوحدة العمرانية للسوق المقبي غاية في الدقة والتكامل والتنظيم, وتمتد الأسواق باتجاه ( شرق- غرب), ( شمال, جنوب) تقريباً، يتألف كل سوق من الأسواق من محور وسطي يشغل حركة الزبائن مسقوف تصطف المحلات التجارية إلى جانبي المدخل لتطل عليه بواجهة حجرية من المرمر ذات قوس نصف حجرية نصف دائري، وهذه الواجهة بسيطة تخلو من النحتية أو الزخرفة إلا أنها غاية في الجمال, أما أسقف المحلات فهي استمرارية للقوس على قبو سريري نصف اسطواني».

وأضاف: «أصبح لكل سوق اسم خاص به فمنه ما حمل اسم بعض المدن التي كانت تصل منها البضائع لدير الزور لوجود علاقات تجارية قوية معها مثل (سوق بيره جيك، سوق حلب، سوق بغداد، سوق بيروت، سوق التجار، وسوق العطارين) وكان يطلق على السوق اسم ثانٍ يضاف إليها فحمل بعضها تسميات المهن التي يعمل بها أصحاب الدكاكين آنذاك مثل‏ (سوق الحدادة، سوق النحاسين، سوق الصوف، سوق الحبوب، سوق الكماة)، وهناك مجموعة من الخانات "خان براجيك" وخان "أولاد الجوزة"، و"خان الترك (كراج الخابور) و"خان الخشب‏"».

  • الصورة الرئيسية لتجار دير الزور في الساحة المواجهة لدير العتيق.