عبر شعراء الفرات عن أحاسيسهم وأمانيهم تجاه حبيباتهم بالغزل في بعض المواقف والعتاب في مواقف أخرى، فأصبح شعرهم غنائياً بقواف وأوزان مختلفة وألحان متعددة، حيث يحمل كل شطر بلاغة في المعنى وجمالاً في الصورة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 22 أيار 2014، السيدة "سلوى المحمد" المهتمة بالتراث الفراتي، فقالت: «الأغاني الفراتية في حقيقة جوهرها هي مجموعة من الشعر الشعبي الفراتي نتيجة التفاعل الاجتماعي والثقافي بين ابن الفرات وبيئته المحيطة، وعليه فهو إرث الإنسان الفراتي، أصبحت فيما بعد جزءاً من حضارته التي أوجدها، ومنها أغنية "عايل يا أسمر عايل"، وضربت بعض الشعر منه:

الغناء الفراتي مرتبط بالشعر ولذلك حين نتحدث عن ألوان الغناء وأشكاله، فإننا نعني بذلك أبواب الشعر أيضاً الذي يتم تناقله ويتغنى به أبناء الفرات، وبذلك يصبح شعرهم غنائياً بقواف وأوزان مختلفة وألحان متعددة

"عايل عايل عايل... أسمر يابو الجيدايل

الباحث المرحوم عبد القادر عياش

من يوم تمر من يمنا... سمعك عاتابا ونايل

ياشويق ماني معلم... لتعابر وتخليني

جني الموعد عالبيدر... صارت تجر سنيني"».

ويشير الباحث "خلف العلي" في كتابه "الأغاني الفراتية بالقول: «الغناء الفراتي مرتبط بالشعر ولذلك حين نتحدث عن ألوان الغناء وأشكاله، فإننا نعني بذلك أبواب الشعر أيضاً الذي يتم تناقله ويتغنى به أبناء الفرات، وبذلك يصبح شعرهم غنائياً بقواف وأوزان مختلفة وألحان متعددة».

فيقول:

"عايل عايل عايل... أسمر يابو الجدايل

شمس الدير احرقتني... وياشويق دير الشالة

شمس الكيض احرقتني... وياشويق دير الشالة".

ويشير الباحث "عبد القادر عياش" في مجلة "صوت الفرات" حول أغاني العتب بالقول: «يسهم في الأغنية الشعبية النساء والرجال من أبناء الشعب على اختلاف طبقاته؛ ذلك أن الغناء مطلب نفساني روحي للجميع بلا تمييز ولا تفريق بين غني وفقير، كبير أو صغير، أنثى أو ذكر، فلا عجب أن يتنوع الغناء الشعبي في الفرات، ولا عجب أن يكون لها تأثير على مسامعها لأنها تنبع من قلوب الأناس البسطاء، وهي نغم حافل بالمشاعر الحقيقية زاخرة بالمعاني الحية».

"قلبي متولع بيكم... مثل العود بشنشالة

عايل عايل عايل... أسمر يابو الجدايل

يا شوق روح وروح... لا تتفوق علينا

والعين تنطر دربك... ومن الساهر ملينا".

ويضيف "عياش": الأغنية الشعبية في الفرات قديمة عريقة في القدم متعددة الألوان، مختلفة الأسماء، متباينة الأغراض، كثيرة الأنغام، غزيرة المادة، مجهولة المؤلف، تتدفق في حياة الشعب تدفق ماء الفرات في مجراه وهي بألحانها المتنوعة البسيطة عذبة عذوبة الفرات، وكأنهما في مباريات وسباق وانسجام».

"عايل عايل عايل... أسمر يابو الجدايل

حطوا قبري بالشولا... فوق الشعيب العالي

بلجي تمر السمرا... وبالفاتحة تقرالي".

  • "الشعيب": مكان عالٍ في "البرية".
  • وبيّن أستاذ اللغة العربية "محمد الحمود" من أهالي "دير الزور" بالقول: «في الأغنية الشعبية يتمثل معظم الأدب الشعبي في الفرات؛ ذلك لأنها في جميع أشكالها شعر عربي موزون تأتي من كافة بحور الشعر العربي ومن الألحان القديمة، ليست مجرد كلمات مؤلفة كيفما اتفقت بلا ضابط ولا قاعدة، إنها شعر؛ والشعر أهم تعبير فني في المجتمع».