أربعة أدباء فراتيين جادوا على الحضور بنفحات أدبية، تنوعت بين الشعر والقصة، القاصة "أماني المانع" والشاعرة "لمياء سليمان" والقاص "عبد المجيد عبد الله" والشاعر "هشام سفان"، وذلك مساء الاثنين 21/6/2010 في مقر اتحاد الكتاب العرب "بدير الزور".

موقع eSyria وعلى هامش هذه الأمسية التقى عدداً من الحضور الذين دفعهم عشقهم للكلمة والصورة الشعرية والخيال القصصي للحضور ومنهم الشاب "محمد الجاسم" الذي قال: «إنه لجميل أن تجتمع هذه الباقة من الموهوبين في أمسية واحدة، لقد أمتع المشاركون مسامعنا بهذا البيان الجميل، وهذه الصور النابعة من وجدان أدباء مبدعين».

إنه لجميل أن تجتمع هذه الباقة من الموهوبين في أمسية واحدة، لقد أمتع المشاركون مسامعنا بهذا البيان الجميل، وهذه الصور النابعة من وجدان أدباء مبدعين

أما الشاب "مالك بعاج" فقد كانت هذه المرة الأولى التي يحضر فيها أمسية في اتحاد الكتاب العرب، وقد شدته هذه الأمسية للمواظبة على الحضور، فقال: «هذه هي المرة الأولى التي أحضر فيها نشاطاً أدبياً في مقر اتحاد الكتاب العرب في "دير الزور" وقد شجعني ما جاد به أدباؤنا في هذه الأمسية الفراتية على حضور نشاطات الاتحاد في الفترة المقبلة، لأن ما يخطه مبدعو هذا البلد ما هو إلا مرآة تعكس وجداننا وأحاسيسنا بصورة جميلة».

الجمهور

ومن الحضور من هم أدباء أيضاً، إذ كانت لنا وقفة مع الشاعر "علي الجاسم" فعبر عن انطباعه بهذه الأمسية بالقول: «تشكل هذه الأمسيات واحة يرتادها الأدباء ومتذوقو الأدب للاستماع للجديد والجميل من البيان، وهي تشكل فرصة للتحاور والتواصل بين المبدعين، وقد استمتعت كثيراً بما قدمه الادباء اليوم من أعمال».

ومن الطرف المقابل التقى موقع eSyria الأدباء المشاركين وكان أولهم القاص "عبد المجيد عبد الله" الذي قدم أفكاره من خلال لغته مغرقة في الرمزية، وتعابير تعكس ألماً وحزناً شديدين، وقد تكلم ملخصاً ما قدمه بالقول: «شاركت بعمل قصصي بعنوان "في كهف الموتى" حاولت أن أجعل من هذا النص مرآة تعكس ما في واقعنا العربي من آلام وقهر وبالذات الواقع العربي تحت نير الاحتلال سواء في العراق أو في فلسطين، ومهما حاول الأديب أن يعبر عما يحدث أو يعبر عما يجول في داخله من مشاعر نتيجة هذا القهر الذي يعيشه إنساننا العربي فإنه لن يحيط بكامل فصول المأساة، وقد اخترت لكم من قصتي هذه المقطع التالي:

القاص عبد المجيد عبد الله

"تأخذ الطفلة ريشة نورس زعلان حزين، وترشق الألوان على الجدران، ينكشف الغطاء، يحبو الطفل ويتعثر بين الأثداء فينكشف الغطاء، ماذا لو انكشف الغطاء..."».

القاصة "أماني المانع" حاولت في قصتها التي قدمتها التأكيد على حقيقة أن المقدمات الصحيحة تعطي نتائج صحيحة وبالعكس، حيث عبرت عن مشاركتها هذه بالقول: «قدمت قصة بعنوان "انكشافات ماضٍ"، وفحوى القصة هو أن ما نزرعه اليوم نجنيه في الغد، وإن ما بني على خطأ لن ينتج عنه سوى الخطأ، وأختار لكم من قصتي هذا المقطع:

"رغم علاقاته النسائية المتعددة الأشكال والجنسيات، والتي كانت ترضي نرجسية وسامته بكل ما فيها من زهور وأشواك، إلا أنه كان يحبها وحدها... "حنين" المتربعة في أحضان فؤاده والذي أبقى فيه النوافذ مفتوحة على مصراعيها لتتسلل عشيقاته في ظلام الليل العكر، وزوايا النهار المتخفية"».

وقد عمد الشاعر "هشام سفان" من خلال أبياته الشعرية إلى إضفاء جو من الدعابة على الأمسية رغم أن مشاركته تنوعت بين الشعر الوطني الملتزم، والشعر الغزلي، إذ عبّر عن ذلك بقوله: «قدمت قصيدة تنتمي للمذهب الواقعي الجديد فبعد أن تكلمت في مقدمتها عن مأساة الظلم والاستبداد أنهيت القصيدة بعودة الأمل وانتصار العدالة والخير، أما ما قدمت في قصائدي الأخرى بعض الصور الغزلية والتي تمتاز بطابع الدعابة».

ومما قدمته اخترنا هذا المقطع الشعري:

«حتى الليالي في زمان الصمت/ ملت صمتها/ ترنو على رمز البطولة شامخاً/ يشفي الجروح النازفة/ ويعيد للزمن الأبي نهاره/ كي تهتدي بضيائه/ كل الخيول الزاحفة».

أما الشاعرة "لمياء سليمان" فقد قدمت قصيدتين الأولى وجدانية بعنوان "حنين" أما القصيدة الثانية فتدور حول الهم القومي بعنوان "خلت الديار" ومنها اخترنا:

«خلت الديار/ رأيتني وحدي وتعبرني المدائن كلها/ هذا أنا... أتحسس الأشياء حولي/ هنا جسدي... برود أصابعي/ وأفز من خدرٍ يراوده الدوار/ ويظل يحدوني التشتت/ - ها أنا أو ما استحلت إلى غبار؟/ وحدي وما في جعبة الأحلام من آتٍ غداً/ وحدي وتنجزني الطفولة مرةً أخرى فأبكي/ ثم أبكي/ ثم أحبو حين يلجمني العثار/ وحدي أعد حقائب الموتى على عجل/ ليلتحقوا بقافلة النهار».