مرت سنوات قاسية على مدينة "دير الزور" أثرت في نفوس الناس وأصبحت تاريخاً لا ينسى وعُرفت بأسماء بقيت محفورة بالذاكرة ومن هذه الأحداث "الدكة" و"جلقيف" و"لوفا".

وللحديث أكثر عن هذه السنوات والأحداث التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15/3/2013 الكاتب "صهيب الجابر" والذي قال: «هي سنوات صعبة عاشتها مدينة دير الزور يتذكرها الأجداد في الجلسات ويقصونها للأحفاد، ومن هذه السنوات سنة "الدكة" والتي كانت في عام 1864 وهي عبارة عن معركة بين الجيش العثماني الذي كان متجهاً إلى دير الزور حيث قتل عدداً من أبناء دير الزور وجرح الكثير منهم وخلدها الأهالي بأشعارهم الشعبية ومنها: "الدكـة اللّي سوّوها أعمامي مكتوبة عالباب العالي"».

هي سنوات صعبة عاشتها مدينة دير الزور يتذكرها الأجداد في الجلسات ويقصونها للأحفاد، ومن هذه السنوات سنة "الدكة" والتي كانت في عام 1864 وهي عبارة عن معركة بين الجيش العثماني الذي كان متجهاً إلى دير الزور حيث قتل عدداً من أبناء دير الزور وجرح الكثير منهم وخلدها الأهالي بأشعارهم الشعبية ومنها: "الدكـة اللّي سوّوها أعمامي مكتوبة عالباب العالي"

ويتابع "الجابر": «وهناك أيضاً سنة "جلقيف" التي لا ينساها الأهالي أيضاً وكانت في عام 1903 حيث أتى ثلج على المنطقة لمدة أربعين يوماً وتم على أثرها إبادة المواشي والحيوانات وحتى الكثير من الناس، وتقطيع كامل لبيوت الشعر، مع قلة شديدة في الطعام بسبب انخفاض درجات الحرارة فلم تبقِي على شيء، وأخذ الناس يرددون جلقفت السنة, أي لمت كل شيء وأهلكته، أما عام 1932 فكانت سنة تجمد الفرات ويقال إن ماء الفرات قد تجمد وأصبح بعض الناس يمشي عليه لعدة أمتار عن الشاطئ وكانوا يصطادون السمك من نهر الفرات بعد كسر الجليد».

فيضة ابو عبار

أما الأستاذ "عايد العواد" وهو طالب تاريخ فيضيف: «يتميز تاريخ دير الزور بكثرة السنوات التي مرت وبقيت عالقة في أذهان الكثيرين من الأهالي وتناقلتها الأجيال، ومنها مثلاً سنة "لوفا" التي جرت عام 1925 وسبب هذه التسمية أن الفلاحين في المنطقة قاموا ببناء جدران من الطين لبساتينهم حتى لا يخربها فيضان نهر الفرات, ويقال باللهجة العامية "لاف بستانه" أي سوّره بجدار من الطين، وكذلك هناك سنة "الطامة" التي كانت في عام 1929، وفيها فاض نهر الفرات وغمر كل الوادي المعروف بوادي الفرات, ويحكى أن منسوب ماء الفرات ارتفع حتى أصبح قريبا من سطح الجسر المعلق، ويسمونها في دير الزور "فيضة أبوعبار" لكون أبو عبار غرق أثناء الفيضة».

وتقول الحاجة "أديبة البعاج" من حي العرضي: «لم أعاصر هذه السنوات التي مرت على دير الزور ولكن والدتي كانت ترويها لنا على الدوام فهي عبر ودروس تعلمها كل من عاصر هذه السنوات، وأذكر أنها كانت تتحدث عن سنة "أم العظام" التي جرت سنة 1933وفيها عم المنطقة محلٌ وقحطٌ خلّف على أثره إبادة تامة للحيوانات والماشية, ولكثرة العظام التي نتجت عن نفوق هذه الحيوانات سميت بهذا الاسم، كما كان والدي يتحدث عن سنة "سفربرلك" التي كانت سنة 1914 وتسمى سنة "السوقيات" عند بعض الأهالي, وكان العثمانيون يجمعون الرجال من القرى والمدن في أماكن خاصة بتجمع الجند تسمى القشلة (ثكنة عسكرية) من أجل تجنيدهم للمشاركة بالقتال على الجبهات ضد دول الحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان البعض يستطيع الهرب والبعض تكتب له الشهادة أو النجاة».

صهيب الجابر
فيضان نهر الفرات