قبل عقدين من الزمن؛ كان يعتبر من أبرز فرسان العصر الذهبي لرياضة ألعاب القوى في "درعا"، واليوم يعتبر الأب الروحي لهذه الرياضة.

إنه لاعبنا الدولي "محمد المصري" الذي التقاه موقع eDaraa بتاريخ 6/8/2011 ليفتح معه دفتر الذكريات فقال: ‏«بدأت ممارستي الرياضة ودخولي إلى هذا العالم الواسع، في ممارسة كرة القدم مع نادي "الصاعقة" في بلدة "طفس"، وثم نادي "الوثبة" في مدينة "درعا" قبل دمج الأندية الثلاث في المحافظة باسم نادي "الشعلة"، ولعبت آنذاك بجميع الفئات العمرية، ووصلت مع فريق "الشعلة" إلى نصف نهائي كأس الجمهورية.

الكابتن "محمد" صاحب مواقف شجاعة وجريئة، وخبرته بالحياة واسعة وخصوصاً في الرياضة وتحديدا ألعاب القوى، كان له تاريخ حافل بالعاب القوى السورية، خرج أبطالاً سجلت أسماؤهم من ذهب بتاريخ الرياضة السورية. وظلم في فترة من الفترات كمدرب وطني، لكنه اثبت نفسه كمدرب وخبرة وطنية لا تنسى

وكنت أمارس مع كرة القدم أم الألعاب لعبة ألعاب القوى، والتي بدأت التدريب فيها مع المدرب القدير الدكتور "رجا أبازيد" الذي أقام بطولة لشعب الصف السابع في مدارس "درعا"، وأحرزت خلالها المركز الأول في جري السرعة، ثم انتقلت للمشاركة في بطولات مدارس المحافظة وأحرزت المراكز الأولى، ونلت بتلك الفترة المركز الأول على مستوى القطر في بطولة الناشئين بجري الحواجز 110 أمتار، وكنت من أبطال الجمهورية بسباق 400 متر حواجز، وتوجت أيضاً في المركز الأول في بطولة المعاهد والجامعات السورية عام /1973-1974/».

المصري مع كوادر اللعبة

فترة تدريب طويلة خاضها "المصري" ودرب العديد من أبطال اللعبة وحقق معهم الانجاز تلو الآخر وهنا يقول: «انتقلت للتدريب بفترة الثمانينيات ودربت في البداية في مدرسة الثورة، ومع منتخب المحافظة وكانت مرحلة اكتشاف المواهب والخامات الرياضية، وفي تلك الفترة سيطرنا على بطولات الجمهورية بجميع الفئات وكانت فترة التألق والتربع على عرش اللعبة عام /1985/، وبرز من هذه الخامات اللاعبون "سليمان حويلة، خير الله عبد القادر، محمود حاصباني، زكريا زرزور، إبراهيم أبازيد، فواز مسالمة، غسان الحريري، يوسف شحادة، زيد وعماد السكري".

وفي ذلك الوقت حاز اللاعب "سليمان حويلة" لقب نجم ألعاب القوى السورية بسيطرته على مسابقات السرعة سيطرة مطلقة وتحقيقه أرقاماً قياسية، وكانت "درعا" آنذاك نجمة ألعاب القوى السورية لسيطرتها على بطولات القطر للصغار والشباب والرجال، وأبدع اللاعبون بتسجيل الأرقام القياسية ولاسيما في فئة الشباب».

مع منتخب درعا في فترة الثمانينات

فترة تدريبه للمنتخب الوطني لألعاب القوى كانت حافلة وخرج العديد من الأبطال وهنا يقول: «انتقلت بعد هذه الفترة الطويلة مع منتخبات المحافظة لتدريب المنتخب الوطني، وشاركنا في العديد من البطولات القارية والعربية، وأهمها بطولة أوروبا التي أقيمت في بلغاريا عام 1984.

كما شاركنا في بطولة "البوسفور" الدولية في تركيا عام /1988/، والدورة العربية التي أقيمت في "اللاذقية" عام /1992/، وأشرفت على تدريب منتخبنا الوطني للشباب في البطولة العربية التي جرت في "دمشق" عام /1988/، وتخلل تلك الفترة معسكرات تدريبية في "دمشق" و"اللاذقية" للتحضير والاستعداد للبطولات الخارجية، وضم المنتخب بتلك الفترة كوكبة من أبطال اللعبة الذين مروا على سورية عبر التاريخ، وأهمهم اللاعبة "غادة شعاع، سليمان حويلة، زيد أبو حامد، طلال مجيبل، صلاح الدين مصطفى، حافظ الحسين، أسد نقور، خير الدين عبيد"، ومن الكادر التدريبي الذي تواجد معنا آنذاك "علي مطر وموريس عبيد والمدرب الروسي "باريز"».

اثناء ممارسة العمل القيادي

دورات تدريبية عديدة شارك فيها وعن هذه الدورات يقول: «أوفدت من قبل الاتحاد الرياضي العام لاتباع دورة تدريبية في الاتحاد السوفييتي لمدة 6 أشهر، ونلت على أثرها دبلوم تدريب اختصاص ألعاب قوى، وشاركت في العديد من الدورات التدريبية التي جرت بسورية، وشاركت في تحكيم مسابقات الدورة العاشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط عام 1987، كما شاركت في تحكيم جميع البطولات المحلية، بالإضافة لتحكيم البطولة العربية الخامسة التي جرت في دمشق عام 1976».

مهام قيادية عديدة تسلمها أثناء فترة ممارسته الرياضة وحتى الآن أوجزها بالقول: «تسلمت العديد من المهام القيادية في العمل الرياضي والتي ساهمت فيها في تطوير اللعبة، ومتابعتها لنبقى دائماً المحافظة الرائدة بهذه اللعبة، فكلفت برئاسة اللجنة الفنية لألعاب القوى بالمحافظة لأكثر من 10 سنوات، وعضو لجنة المدربين العليا بألعاب القوى، وعضو مجلس لإدارة نادي "الشعلة" لأكثر من 3 دورات، وعضو قيادة فرع الاتحاد الرياضي منذ عام 2000 وحتى تاريخه».

وبسؤالنا له ماذا أعطتك أم الألعاب وسبب ابتعاده عن ممارسة التدريب أجاب: «أعطتني أم الألعاب الصحة والعافية ومحبة الناس، وبعدي عن المضمار الذي اعشقه كان بسبب عدم وجود الحافز المادي والمعنوي، وعدم تقدير الجهود المبذولة من قبل المدرب الوطني، وسياسة "أحرث وادرس لبطرس" المعمول فيها في أجواء الاتحاد الرياضي العام، ولاسيما توفير كافة عناصر الاستقرار الفني للمدرب الأجنبي وحجبها عن المدرب الوطني الذي يعاني من عدم توفير الحد الأدنى من الاستقرار بعمله واستمراره بالتدريب».

وعن رأيه بواقع العاب القوى بمحافظة "درعا" يقول: «ألعاب القوى بعدما كنا فيها أسياد اللعبة، حالياً تراجع المستوى الفني بالمحافظة واقتصرت النتائج على بعض النتائج الفردية، وعلى مستوى الأندية اقتصر على "نوى" و"بصرى"، والسبب اختلاف الظروف ولاسيما دخول الضيف الثقيل على الرياضة السورية "الانحراف" أي "الاحتراف" الذي أدى إلى تراجع كافة الألعاب الرياضية بما فيها ألعاب القوى، وعزوف المدربين عن التدريب، والخامات والمواهب التي ابتعدت إلى ألعاب الكرات لكون اللعبة جافة».

السيد "سليمان حويلة" رئيس الاتحاد الرياضي بالمحافظة وصاحب أول ميدالية آسيوية لسورية بالعاب القوى أحد اللاعبين الذين دربهم "المصري" تحدث عن المدرب "محمد المصري" بالقول: «المدرب والكابتن "محمد" من خيرة مدربي القطر وأحد المدربين الوطنيين أحد الذين مروا على المحافظة، قدم العديد من الأبطال على المستوى المحلي والخارجي، مدرب وطني خبير، حقق نتائج مهمة أثناء فترة تدريبه، وكان صاحب الفضل برفد ألعاب القوى بالعديد من الخامات والأبطال الذين لن تمحى أسماؤهم من ذاكرة الرياضة السورية».

المدرب "جهاد المصري" أحد الخبرات الوطنية بألعاب القوى قال لنا: «الملعب كخلية نحل يعج باللاعبين من كافة الاختصاصات في ألعاب القوى على الرغم من عدم وجود مضمار نظامي بتلك الفترة، ومع ذلك كان لمنتخبات المحافظة المراكز الأولى عدا لاعبي المنتخب الوطني الذين فاق عددهم 10 لاعبين، كل ذلك كان بفضل المدرب "محمد المصري" الذي لا يهدأ ولا يمل، والمتابع لكافة مناحي نجاح البطل حتى عرفت تلك المرحلة باسمه، وذلك بسبب حبه وتفانيه وعمله الدؤوب والمستمر لنجاح أم الألعاب في محافظة "درعا" وسورية بشكل عام».

السيد "حابس مسالمة" أحد الخبرات الرياضية بالمحافظة قال لنا: «الكابتن "محمد" صاحب مواقف شجاعة وجريئة، وخبرته بالحياة واسعة وخصوصاً في الرياضة وتحديدا ألعاب القوى، كان له تاريخ حافل بالعاب القوى السورية، خرج أبطالاً سجلت أسماؤهم من ذهب بتاريخ الرياضة السورية. وظلم في فترة من الفترات كمدرب وطني، لكنه اثبت نفسه كمدرب وخبرة وطنية لا تنسى».

** بقي أن نذكر أن السيد "محمد المصري" مواليد قرية "عتمان"، عام 1953، خريج معهد التربية الرياضية من "دمشق"، وحاصل على إجازة في التاريخ، ومكلف حالياً عضو قيادة فرع الاتحاد الرياضي بدرعا، وهو متزوج ولديه 5أبناء "قاسم" لاعب كرة سلة لعب مع فريق شباب "الجيش" الذي أحرز بطولة الدوري للشباب، وأربعة بنات "منار وجمانة" لاعبات بنادي "الشعلة" بكرة الطائرة الذي لعب في الدرجة الأولى، و"مياس" لاعبة طائرة في نادي "الشرطة"، و"صمود" مهندسة.