تضم مدينة "بصرى" الأثرية أهم الشواهد المعمارية في المنطقة، والحضارات التي تعاقبت ومنها البيزنطية والنبطية والرومانية والإسلامية وبمراحلها المختلفة، ومن هذه الآثار المهمة "باب الهوى" المزين بزخارف من الطراز اليوناني المتأثر بأسلوب الزخارف الشرقية المماثلة لتزيينات أبنية "البتراء".

للتعرف أكثر على هذا الموقع والمعلم الأثري الذي يعد من أبرز وأهم مناطق المدينة الأثرية بدرعا التقى موقع eDaraa بتاريخ 3/12/2011 السيدة "وفاء العودة" مديرة آثار "بصرى" التي تحدثت عن "باب الهوى" بالقول: «"باب الهوى" هو أول ما يراه السائح عند قدومه من الغرب، يقع عند الطرف الغربي من الشارع الرئيسي "الشرقي – الغربي"، وقطع السور الذي يعتبر أكثر قدماً منه فقد تم إدراج الباب ضمن الجزء الشمالي الجنوبي من السور بشكل منحرف بزاوية بسيطة "7.5" درجة نسبة إلى محور الشارع الرئيسي الشرقي الغربي، إذ كان من المفترض أن يكون لعملية توسيع الشارع الرئيسي في الساحة البيضاوية عند الطرف الغربي دور بتخفيف تأثير انقطاع هذا المحور.

"باب الهوى" حكاية تاريخ لمدينة تشرفت بزيارة رسول المسلمين "محمد" صلى الله عليه وسلم مرتين الأولى مع عمه "أبو طالب" بعمر عشر سنوات، والثانية بتجارة للسيدة "خديجة" بعمر 25 عاماً. ويعتبر هذا المعلم من أهم المعالم في المنطقة الجنوبية، وهو مقصد للكثير من السياح السوريين والعرب والأجانب الذين يجدون في هذه المدينة وشعبها كل صفات الكرم وحسن الضيافة والنخوة العربية الأصيلة. كما يربط المدينة مع الشارع المستقيم المرصوفة أرضيته بالحجارة

يتصل من الجانبين ببقايا السور القديم، ويتألف من مدخل مرتفع مغطى بسقف من الحجر البازلتي على شكل قوس، وعلى الواجهتين يوجد محاريب، يبلغ عرض الباب خمسة أمتار، وعرض الواجهة حوالي أحد عشر متراً. وتتألف زخارف الواجهة الخارجية من عضادتين بارزتين يتوسطهما محراب تعلوه جبهة هرمية الشكل مزينة بزخارف من الطراز اليوناني المتأثر بأسلوب الزخارف الشرقية».

جانب من الباب الاثري

وعن الوظائف التي كان يؤديها الباب الأثري تضيف "العودة": «لهذا الباب وظيفة جمالية أكثر منها دفاعية، إذ يتألف من فتحة واحدة مغطاة بأقواس تعلوها قبوة عالية، وعلى جانبي الجزء المركزي من كتلتين مربعتين مزينتين بركائز من الجهات الأربع، ومن الممكن إغلاق هذا الباب، والدليل على ذلك وجود ثقوب المفصلات الخاصة بتركيب الباب، زين الباب بتكوينات معمارية بسيطة مؤلفة من كوتين على طرفيه وركائز دون تيجان وبروزات تؤكد العقد وتمتد جانبياً، كما تحيط طبقتان من البروزات البسيطة الأفقية بالأجزاء العلوية من الصرح. إن ما يتصف به هذا البناء من ضخامة واستخدام الزخرفة بشكل محدود وتنوع تزييناته يدل على انتمائه إلى أبواب مدينة "فيليبو بوليس" شهبا والتي يعود تاريخها إلى عهد فيليب العربي».

الباحث الأثري "علاء الصلاح" من دائرة آثار "بصرى" شعبة التنقيب زودنا ببعض المعلومات عن منطقة "باب الهوى" حيث قال: «يعد "باب الهوى" من أبرز المواقع الأثرية في مدينة "بصرى" التي تعتبر بحد ذاتها أثراً حياً، إذ إن أغلب بيوتها قديم ويغلب عليه الطابع التاريخي، وقد بنيت بيوت المدينة القديمة من الحجر البازلتي، أما سقوفها فهي على شكل عقود من الحجر، والباب الأثري هو مدخل المدينة الغربي ويطلق عليه السكان المحليون اسم "باب الهوى"، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني الميلادي، وبني في فترة متأخرة عن بناء السور الغربي الذي يتصل به من الجانبين، وعثر في داخل البرج الجنوبي للمدخل على قاعدة تحمل اسم أحد ولاة الولاية العربية، فزود تاريخ الولاية باسم جديد لم يكن معروفاً من قبل.

السيدة وفاء العودة

كما عثر على ساحة مبلطة بحجر البازلت من جهة الخارج. ومن الواضح أنه بني في عصر متأخر عن بناء سور المدينة الغربي الذي يتصل به من الجانبين، ويتألف بناء الباب من مدخل شاهق ويغطي المدخل سقف من الحجر المبني على شكل عقد يزينه من الواجهتين الأمامية والخلفية قوسان يعلو أحدهما الآخر، وحجارة هذين القوسين منحوتة على شكل طنف بسيط الزخارف تمتد على جوانب الواجهتين الداخلية والخارجية».

وقال الباحث في التراث السيد "تيسير الفقيه": «"باب الهوى" حكاية تاريخ لمدينة تشرفت بزيارة رسول المسلمين "محمد" صلى الله عليه وسلم مرتين الأولى مع عمه "أبو طالب" بعمر عشر سنوات، والثانية بتجارة للسيدة "خديجة" بعمر 25 عاماً. ويعتبر هذا المعلم من أهم المعالم في المنطقة الجنوبية، وهو مقصد للكثير من السياح السوريين والعرب والأجانب الذين يجدون في هذه المدينة وشعبها كل صفات الكرم وحسن الضيافة والنخوة العربية الأصيلة. كما يربط المدينة مع الشارع المستقيم المرصوفة أرضيته بالحجارة».